صحتك

أرتفاع شراء الكمامات بجنون، لكن هل هي قادرة على حمايتنا؟

أرتفاع شراء الكمامات بجونون، لكن هل هي قادرة على حمايتنا؟

كتب- سمير أبوزيد:

أصبحت أقنعة الوجه الطبية (الكمامات) صورة أيقونية لانتشار فيروس كورونا القاتل. طلبت السلطات الصينية بشكل رسمي من الشعب ارتداء الأقنعة الطبية لمقاومة الفيروس الذي أصاب فيها وحدها ما يزيد عن 63 ألف شخص وقتل 1300 طبقًا للإحصاءات الرسمية حتى الآن، وهو يزداد يوميًا.

لكن الأطباء يقولون إن الكمامات ليست بهذه الفاعلية في الوقاية من الفيروسات كما يظهر في الإعلام. فالكمامات تحتوي على ثقوب صغيرة للسماح بالتنفس، هذه الثقوب كافية لأن تمر الفيروسات صغيرة الحجم منها. لذا فالكمامات قادرة على منع الجراثيم كبيرة الحجم فقط.

علاوة على ذلك تكون هناك أجزاء عارية تمامًا في الكمامة وذلك لأن الكمامة لا تكون مشدودة بشكل كامل على الوجهة خصوصًا عند الأنف. هناك بالطبع أقنعة أكثر فاعلية، وهي الأقنعة التي تغطي الوجه بشكل كامل، والتي تحتوي على فلاتر قادرة على قتل الفيروسات وليس فقط منعه، لكن الحصول على تلك الأقنعة في الوقت الحالي شبه مستحيل، علمًا بأن الحصول على الكمامات العادية حاليًا شديد الصعوبة.

في الواقع الكمامات العادية من الممكن أن تقلل من انتقال الفيروس فعلًا ولكن ليس عن طريق حماية الشخص من الإصابة، لكنها تقلل من احتمالية أن يقوم الشخص المصاب بنقل المرض. ربما هذا هو السبب في طلب السلطات الصينية من المواطنين وضع الأقنعة. فالكمامة لن تحميك من الإصابة، لكنها ستحمي غيرك منك إن كنت أنت مصاب.

ازداد الطلب على الكمامات بشكل جنوني، وفي الصين حاليًا طوابير طويلة أمام الصيدليات أملًا من المواطنين هناك بالحصول على علبة كمامات. تعكف الآن كافة مصانع الكمامات في العالم على زيادة إنتاجها حيث صارت جميعها تعمل ليلًا نهارًا للوفاء بالطلبات المستمرة على الكمامات من الصين. بعض أصحاب المصانع صرحوا أنهم لم يكونوا يتوقعوا يومًا أن يصدروا الكمامات للصين نفسها، أكبر مصدر للكمامات في العالم.

في مصر ضاعفت مصانع الكمامات من إنتاجها وصدرت ملايين الكمامات للصين، ورغم ذلك ارتفعت أسعار علبة الكمامات في مصر نفسها من 12ج للعلبة إلى 150ج للعلبة الواحدة.

الكمامة لن تحميك بالشكل الذي تتوقعه، لكن دراسات عديدة تقول إن غسل اليدين بشكل مستمر يحميك بنسبة 60% من التقاط الجراثيم. فالحفاظ على النظافة الشخصية هو الطريقة الأفضل لمكافحة الأوبئة.

المصدر
business insider

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى