أساطير

أسطورة إسون بوشي.. الجزء الأخير

أسطورة إسون بوشي.. الجزء الأخير
وصل إسون مكان الحفل ورأى التنين المسحور يحلق فوق المكان ينتظر ظهور الأميرة.. نزل إسون من على الحصان وجرى بأقصى سرعته وتسلل إلى الحفل، خرجت الأميرة وكانت ترتدي فستانًا ورديًا جميلًا..

خطفت الأميرة قلب إسون بمجرد أن نظر إليها وتمنى لو تحبه، لكن شعر إسون بالإحباط يغمره، فهي إن قبلت أصله الوضيع فكيف يمكنه تخطي حاجز شكل جسده المتقزم.

عاد إلى الواقع عندما رأى التنين يحلق على مسافة منخفضة، جرى إسون ناحية الأميرة نزل التنين إلى الأرض وأطاح بكامل الحراس وظل يقتلهم واحدًا تلو الآخر وهم يحاولون حماية الأميرة.

تسلل إسون من بين أرجل التنين وصعد على ظهره بمهارة كبيرة، أخرج المسلة التي أعطتها له شيان قبل أن يغادر من جرابها وكان لا يزال يربطها على وسطه يتباهى بها كأنها سيف.. وكان بالطبع يسخر الجميع منه.

أخرج المسلة وتحرك برشاقة فوق رأس التنين ثم قفز على أنفه، رأى التنين إسون أخيرًا، لكن قبل أن ينفث التنين النار لحرق إسون، قفز إسون وغرس المسلة في عين التنين اليمنى، ثم قفز سريعًا وغرسها في عينه اليسرى. واقتلعها من مكانها ثم أخذها على مسلته وقفز. صار التنين لا يرى شيئًا فحاوطه الحراس وتمكنوا منه وقيدوه.

ظل إسون يمشي متبخترًا وهو يرفع عين التنين اليسرى على سن المسلة التي سخر منها الجميع، نظرت له الأميرة بإعجاب وكانت قد سمعت عنه كثيرًا من كلام والدها ورأته قبل ذلك وهو في قاعة الحكم لكنه لم يراها. تابع إسون المشي بفخر وليظهر شجاعته أكثر بدأ يأكل في عين التنين.

والعجيب أنه وجدها شهية الطعم، فظل يأكل فيها حتى أكلها عن آخرها.. لكنه سقط فجأة على الأرض. ظن الجميع أن العين مسمومة وأن البطل صغير الحجم قد مات بعد أن أنقذ الأميرة.

لكن فجأة بدأ يخرج من جسد إسون أضواء باهرة، ارتعب كافة الحضور وتراجعوا للخلف.. أعمى الضوء العيون فلم يستطع أي شخص أن ينظر ناحية جسم إسون الملقى على الأرض.. بعد لحظات زال الضوء ونظر الجميع لجسد إسون، ليجدوه قد كبر في الحجم وصار طويل القامة شديد البنية.

قام إسون ونظر إلى جسده بإعجاب وفرح، لم يكن مصدقًا نفسه.. كان وسيمًا جدًا وأحبته الأميرة كما تمنى لكنها بالطبع لم تخبره.

أعطاه الملك وسام الإمبراطورية من الدرجة الأولى وعينه قائد فرقة الجواسيس الملكية. وأظهر إسون مهارة فائقة في القيادة وأظهر للجميع أن مهارته تنبع من ذكاءه وليس من صغر حجمه كما أدعى زملائه في السابق.

مرت سنة وإسون يحصد النجاحات، لكن رغم ذلك لم يكن سعيدًا فهو يعلم أنه لن يفوز أبدًا بالأميرة التي عشقها. بلغت الأميرة العشرين وهو ميعاد زواجها، وفي هذا الحدث يعلن الإمبراطور عن مسابقة للأمراء، مسابقة شديدة الصعوبة من يفوز بها يتزوج الأميرة.

تقدم إسون للمسابقة رغم معرفته أنه من المستحيل أن يسمح له بالدخول إليها، فهو يجب أن يكون أميرًا ليدخل المسابقة، كيف يدخلها وهو يتيم مجهول الأب.

وبالفعل تم رفض طلبه، لكن الأميرة لما عرفت بذلك ذهبت إلى الملك وقالت له أنها لن تقبل الزواج أبدًا من أي شخص لو لم يسمح لإسون بالدخول للمسابقة.

قال الملك أن هذا مخالف لقوانين المملكة، فقالت له إن إسون قد حصل على وسام الإمبراطورية من الدرجة الأولى وهذا يجعله في مقام الأمراء لذا فدخوله المسابقة لن يخالف القوانين.

وافق الامبراطور على طلب الأميرة وأصدر فرمانًا بقبول إسون في المسابقة لكونه قد حصل على الوسام الأعظم، وفاز إسون في المسابقة وانتصر على كافة الأمراء.

وفاز بالأميرة وحضر زواجهما يو وشيان وكانا سعيدين جدًا بطفلهما الذي كبر وتزوج الأميرة.

عاش إسون والأميرة سويًا في سعادة إلى الأبد..

انتهت الحكاية.

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى