أشجار الخيزران وكيف ساعدت إديسون في ابتكار المصباح؟
أشجار الخيزران وكيف ساعدت إديسون في ابتكار المصباح؟ مما لا شك فيه أن اختراع توماس ألفا إديسون أو كما نقول المصباح الكهربائي ساعد في إضاءة المنازل بكل أنحاء العالم، لكنه يحظى باحترام كبير في اليابان، تقول صحيفة “The Plain Dealer” التي تتخذ من كليفلاند مقرًا لها، أن اليابانيين يمثلون أكبر نسبة زوار منزل إديسون في ميلانو، أوهايو..
ذلك لأن العلاقة عميقة بشكل خاص مع مواطني مدينة يواتا في ولاية كيوتو، وصلت لوجود نصب تذكاري لإديسون في ضريح شنتو في ياواتا، وعند سفح الجبل مكان تواجد الضريح يوجد شارع يحمل اسم المخترع إديسون مع تمثال من البرونز له.
zمدينة ياواتا شقيقة مدينة ميلانو حيث ولد أديسون بها، ومنذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي تم إجراء تبادل الهدايا بين الشعبين لليوم.
اختراع المصباح الكهربائي والألياف النباتية:
أدرك إديسون أنه من أجل الحفاظ على تدفق التيار للأسفل عليه أن يجد مادة ذات مقاومة عالية، وذلك من أجل إطالة عمر المقاومة، ويجب أن تكون المادة أيضًا قابلة للتسخين.
وبعد اختبار آلاف المواد بداية من البلاتين إلى شعر اللحية، اكتشف إديسون أن خيوط مصنوعة من الكربون لها الخواص التي كان يبحث عنها، لذا قرر إديسون تجربة خيوط خيط القطن المكربن، وبعدها قام بصنع لمبة الإضاءة المتوهجة التي بإمكانها أن تستمر لمدة 14 ساعة.
وتقدم إديسون على الفور بطلب للحصول على براءة اختراع، ووصف أن خيوط الكربون يمكنها أن تكون مصنوعة من مواد مختلفة مثل “خيط القطن والكتان، والجبائر الخشبية، والأوراق الملفوفة بطرق مختلفة”.
تجارب أديسون:
استمر أديسون في تجاربه باستخدام المواد العضوية المختلفة واتصل بعلماء في علوم الأحياء حتى يرسلون له أليافًا نباتية مختلفة من المناطق الاستوائية.
وأرسل مساعديه في كل الأماكن للبحث عن المادة المثالية حتى أنه اختبر ما يقرب من 6 آلاف من ألياف الخضروات، وجاب العالم بحثًا عن أنسب الخيوط والألياف.
ألياف الخيزران لإنارة المصباح 1200 ساعة:
أرسل أحد مساعديه ويُدعى ويليام هـ. مور “William H. Moore” عينات من حدائق الخيزران الذي ينمو بالقرب من ضريح إواشيميزو عام 1880م، هذا النوع المسمى “Phyllostachys bambusoides” موطنه الأصلي الصين واليابان.
تُستخدم سياق الخيزران المجففة في صناعة المزامير وتدخل في العديد من الحرف، واكتشف إديسون أن الخيزران يحتوي على ألياف ممتازة لصنع خيوط المصباح.
ولصنع تلك الخيوط الدقيقة قام بتقطيع نبات الخيزران لشرائح رفيعة للغاية، ومن ثم ثنيها على دبوس الشعر لعمل الشكل المطلوب لصناعة المصباح، وتم تغطيتها بالكربون وتسخينها داخل أفران على درجة حرارة عالية للغاية لعدة ساعات ثم التبريد حتى أصبحت جاهزة للتركيب داخل المصابيح الزجاجية..
كانت سببًا في سطوع المصباح، كما أن الخيوط لم تكن تحترق سريعًا؛ بعض المصابيح عملت لأكثر من 1200 ساعة.
وأصبحت تلك الخيوط هي المادة السائدة في صناعة المصابيح المتوهجة لأنها تستمر لفترة أطول وتعطي إشراقه أعلى، صُنعت المصابيح من مادة “filament” لأول مرة من قبل شركة مجرية تُدعى Tungsram في عام 1904. وبحلول عام 1911م كانت شركة General Electric، قد تحولت إلى تلك الخيوط.
وتوفى إديسون عام 1931م، وبعد ثلاث سنوات من وفاته تم بناء نصب تذكاري له في المنطقة، وفي كل ذكرى ميلاد له يقام مهرجان الأضواء بالضريح حيث تضاء فوانيس الخيزران التقليدية حول النصب التذكاري مع عزف النشيد الوطني الأمريكي.
اقرأ أيضاً
كيف كشفت رحلة ابن بطوطة بشاعة عالم السياسة وجمال الحضارة في العالم الإسلامي؟