أصغر الفقاريات المعروفة في العالم.. ضفدع صغير جدًا يختبئ بين الحشرات
عالمنا لا يزال غنيا بالتنوع البيولوجي.. هناك العديد من الحيوانات والنباتات المختلفة، ونحن على يقين تام من أنه لا يزال هناك العديد من الأنواع لم يتم اكتشافها بعد. مجرد إلقاء نظرة على Paedophryne amauensis هذا الضفدع الصغير الذي اكتشف في عام 2009 وأصبح معروفًا على الفور باسم أصغر الفقاريات المعروفة في العالم مثال على ذلك.
إنه أمر صعب التصديق حقًا، كم عدد أنواع الحيوانات الموجودة على أرضنا ومدى تنوعها. أكبر الفقاريات الموجودة هي الحوت الأزرق، وهو أيضًا أكبر الثدييات. يمكن أن يصل طوله إلى 30 متر تقريبًا ويمكن أن يصل وزنه إلى 173 طنًا. ولا تعتقد أنه كان هناك حيوانات أكبر منه في الماضي، الحوت الأزرق هو أكبر حيوان معروف على الإطلاق أكبر من الديناصورات نفسها.
لا تزال هناك بعض الزواحف كبيرة الحجم رغم انقراض الديناصورات. ويعد تمساح المياه المالحة أكبرها جميعًا ويمكن أن يصل طوله إلى 6 أمتار ويزن ما يصل إلى 1000كجم. لكننا في هذه المقال لن نتحدث عن أكبر الحيوانات نحن هنا لنريكم أصغر الفقاريات التي نعرفها.
Paedophryne amauensis هو أصغر أنواع الفقاريات المعروفة. لفترة طويلة كان يُعتقد أنه مجرد أسطورة يتناقلها السكان المحليون، لأن العلماء ببساطة لم يتمكنوا من العثور على أي عينات منها. لكن الضجيج الذي يحدثونه في موسم التزاوج كان دليلًا على وجوده رغم تشابه بصوت بعض الحشرات. لكن قدرة الضفدع على التمويه وتغير لونه بالإضافة لصغر حجمه جعلت إكتشافه أمرًا عيسرًا للغاية.
تم اكتشاف Paedophryne amauensis من قبل عالم الأعشاب بجامعة ولاية لويزيانا كريستوفر أوستن وطالب الدكتوراه إريك ريتمير في عام 2009. بالطبع، أخرت البيروقراطية العلمية الاعتراف الرسمي بالاكتشاف، تم نشر الدراسة في عام 2012 وهذا هو التاريخ الذي حصلت فيه Paedophryne amauensis رسميًا على اسم أصغر الفقاريات المعروفة في العالم.
يبلغ طوله 7.7 ملم فقط، وبهذا الحجم فـ Paedophryne amauensis يمكنها أن تجلس بسهولة على ظفرك. بالطبع، لن يكون الأمر سهلا على الضفدع نفسه فبسبب صغر حجمها تفقد هذه الضفادع الماء بسهولة وهو أمر يطول شرح السبب العلمي وراءه، لكن بسبب تلك المشكلة فهي تفضل البقاء فوق الأوراق الرطبة على أرض الغابات الاستوائية. تلك الضفادع الضغيرة يمكن اعتبارها أبطال أوليمبيات؛ فهم قادرون على القفز ثلاثين مرة طول جسمهم. هذا لو تخيلناه في الإنسان فيعني أن تقفز حوالي 45 مترًا. ويتغذى هذا النوع من الضفادع على الحشرات الصغيرة.
عندما يتعلق الأمر بالتزاوج، فإن الذكور ينتجون ضوضاء عالية النبرة، وبعد حدوث التزاوج فإن البيض يفقس لينتج ضفادع بالغة لكن صغيرة في الحجم ولا تمر بالطور الذي نطلق عليه في مصر أبو زنيبة. حاز هذا النوع من الضفادع على لقب أصغر الفقاريات واحتفظ باللقب لسنوات عديدة، لكن من يدري لعلنا في الأعوام القادم نكتشف سمكة أصغر حجمًا أو ربما ضفدع آخر، فكل يوم يوجد جديد في عالم الحيوان.