محمية أبو جالوم.. تزخر أرض مصر بالعديد من الأماكن التي تمتلك الطبيعة الخلابة الساحرة؛ سواء في البر أو البحر، وهنا سنشد الرحال إلى أرض الفيروز المعروفة بسيناء من أجل التعرف بشكل أكبر على محمية أبو جالوم.
موقع أبو جالوم
تقع محمية أبو جالوم في محافظة جنوب سيناء، حيث تطل على خليج العقبة بالطريق بين مدينتي شرم الشيخ وطابا بمنطقة تُسمى وادي الرساسة.
وتبعد محمية أبو جالوم عن مدينة دهب السياحية الشهيرة نحو 15 دقيقة بحرًا.
سر التسمية
يُنسب الاسم إلى نبات القالوم الذي ينتشر في المنطقة، حيث تم تحريفه إلى جالوم بعد ذلك فيما يطلق لفظ رأس على المحمية، بسبب وجود بروز من اليابسة في البحر.
وتم إعلان المنطقة كمحمية طبيعية متعددة الأغراض، بموجب قرار رئاسة مجلس الوزراء في عام 1992 علمًا بأن مساحتها تبلغ 500 كيلو متر مربع.
بيئة أرضية مختلفة
تتواجد الكثبان الرملية بنوعيها «الآرك والغرقد» بالاضافة إلى بيئة أشجار السيال، والتي تعد مأوى لبعض الطيور وغذاء الوبر والوعل النوبي، فيما تضم المحمية العديد من الوديان التي تتميز بارتفاع جبالها على الجانبين، حيث تتكون من الصخور النارية ذات اللون البني والأحمر، علمًا بأن كل واد يحتوي على العديد من التفريعات والتشعبات، التي تمثل مأوى لبعض حيوانات وطيور البرية.
وتضم منطقة المحمية حوالى 165 نوعًا من النباتات، علمًا بأن 44 منها لا توجد سوى في هذه المنطقة.
أنشطة لا تفوتك بأبو جالوم
تعد أبو جالوم من أقدم المحميات الطبيعية وأكثرها تنوعًا على أرض سيناء، حيث تمتلك طبيعة خلابة تستقطب أعدادًا كبيرة من السياح الذين يحرصون على التمتع ببحرها الهادئ وممارسة رياضة الغوص، لاستكشاف عالم آخر تحت الماء من الشعاب المرجانية الملونة، الأسماك النادرة والطحالب علمًا بأن المحمية تقع على بعد 15 دقيقة فقط من منطقة «بلو هول»، التي تعد الأشهر عالميا لدى محبي الغوص.
ويمكنك اكتشاف النظام الكهفي الخاص تحت الماء، والذي تشتهر به المنطقة، حيث يمتد لأعماق تصل إلى أكثر من 100 متر.
ويفضل الكثير من زوار المحمية التخييم بها ليلا للاستمتاع برؤية النجوم في السماء الصافية تحت ظل القمر، لا سيما في منطقتي العميد واللاجونة، حيث تمثل المنطقة فرصة نادرة للتأمل في الطبيعة الأم بعيدًا عن كافة وسائل التكنولوجيا الحديثة في ظل سيطرة الحياة البدائية على السكان هناك.
ويمكنك تناول الوجبات المعدة على نار الحطب، خاصة البدوية منها في وادي عقدة وأم فاعي.
وتنتشر رحلات السفاري على ظهور الجمال لرؤية الشعاب بين الجبال، ورصد الالتواءات الصحراوية المتواجدة بين المرتفعات والسفوح والمنحدرات بشكل هندسي بديع.
وتمثل منطقة المحمية فرصة رائعة لمتخصصي علوم الحيوانات والطيور والهيئات المتخصصة بحماية البيئة، في ظل وجود كائنات بها مثل نورس عجمة، بلشون الصخر، العقاب النسارية، القطا، الوعل النوبي، الضبع المخطط، ثعلب الرمل والوبر.
