لو كان اختفاؤه مُجرَّد خدعة أو كدبة أبريل، فدي كانت هتكون أكبر كدبة أبريل في التاريخ!
في وقت مُبكِّر من صباح يوم 1 أبريل 2006، براين شافير وصديقه المُقرَّب ويليام كلينت فلورنس قرروا إنهم يقضَّوا ليلة الاحتفال بانتهاء امتحانات آخر العام وبداية الأجازة من كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو، قرَّروا يبدأوا سهرتهم في ملهى ليلي شهير اسمه (the Ugly Tuna Saloona) وانتهى بيهم الأمر بإنهاء سهرتهم كمان في نفس المكان، وعشان يروَّحوا طلبوا من صديقة فلورنس –ميريديث ريد- إنها توصَّلهُم.
أثناء استمتاعهم بنهاية سهرتهم اللطيفة، وبطريقةٍ ما.. انتهى الأمر ببراين شافير بالانعزال عن بقية أصدقائه، لمَّا البار قَفَل الساعة 2 بعد مُنتصَف الليل، فلورنس وريد كانوا بيستنوا براين برا، لكنه مظهرش أبدًا!
وبمُنتهى البساطة.. فكَّروا إنه قرَّر يروَّح لوحده بدون ما يقول لهُم.
في صباح يوم الإثنين التالي، براين مظهرش في المطار عشان يلحَق برحلة الطيران اللي كان المفروض هيروح بيها هو وصديقته لميامي، المكان اللي كان ناوي يتقدَّم لها فيه بعرض للزواج، ساعتها بس الناس أخدوا بالهم إن براين مفقود.
بدأت الشُرطة بحثها عن براين شافير في آخر مكان الناس شافوه فيه، ملهى (the Ugly Tuna)، لكن اللي لقوه هناك كان بداية لواحد من أكثر الألغاز المُحيِّرَة في التاريخ، ودا لأن البار كان مكانه في واحِد من الأحياء المشهورة جدًا بارتفاع نسبة الجرايم، وبالتالي المكان كُله كان مُحَاط بكاميرات مُراقبة، الكاميرات اللي واحدة منهُم كان موجَّهَة وبتراقِب المصعد الموجود عند مدخَل البار..
بتفريغ الكاميرا وتحليل الفيديو اللي كان موجود فيها، شافوا شافير واقِف برا البار بعد الساعة 2 بعد مُنتصف الليل بيتكلِّم مع سيدتين، الكاميرات بتبيِّن بعد كدا شافير وهو بيرجَع تاني لمدخَل البار، ودي آخر مرة حد شافه أو سمع عنه!
الغريب.. إن البار مالوش أي مدخَل أو مخرج تاني غير دا، هو دا باب الدخول والخروج الوحيد، باستثناء باب خلفي للخدمات بيقود لموقِع بناء، الشُرطة بتقول إن من الصعب اقتحامه سواء بالنهار أو بالليل، فما بالك لو شخص وحيد سكران في وقت متأخَّر من الليل، ومع ذلك الشُرطة فحصِت المكان، وفحصِت كُل كاميرات المُراقبة اللي بتراقِب المنطقة بأكملها عشان يتأكدوا لو كان شافير خَرَج من البار تاني ولا لأ، وللأسف.. مكانش ليه أي أثر بعد ما دَخَل البار.
عشان كدا بدأت حملة تفتيش للبار نفسه، الشُرطة حقَّقِت، دوَّرِت، وفتِّشِت المكان كُله، بما فيها مَكَب النفايات ونظام الصرف الصحي للمكان، لكن مهما كانت دقة تفتيشهم كانوا دايمًا بيوصلوا لنتيجة واحدة، مفيش أي أثر أو دليل على مكان براين شافير.
بعدها بفترة حد اقتحَم شقة شافير، سواء الشُرطة أو أفراد عائلته كان عندهُم أمل إن جريمة الاقتحام دي يكون لها علاقة باختفائه، لكن للأسف.. الموضوعين مكانش ليهم أي علاقة ببعض.
والد شافير اللي زوجته توفيت مؤخرًا، وابنه اختفى بدون أثر بعدها بشوية، كان عنده إصرار غير طبيعي إنه يلاقي ابنه المفقود، عشان كدا قرَّر يستعين بخبير روحاني، الخبير دا قالُه إن جُثة ابنه موجودة في مكان مائي مجاور لجسر، وفعلًا قضى والد شافير ساعات طويلة مع الغطَّاسين بيدوَّروا في نهر (Olentangy) بكولومبوس، لكن للأسف.. موصلوش لأي حاجة.
لشهور طويلة بعد اختفائه، كانت أليكسس واجونير –صديقة شافير– حريصة على الاتصال بتليفونه المحمول بشكل يومي، وكُل مرة كان بيوصلّها للبريد الصوتي، لكن.. وفي ليلة من ليالي شهر سبتمبر، التليفون رن! أليكسس كانت مُتحمِّسَة جدًا وهي شايفة التليفون بيرن، 3 مرات.. 3 مرات بتتصِل والتليفون بيرن لكن محدش بيرُد، الشُرطة قدرت توصَل لمكان التليفون بسبب المُكالمات دي، وحدِّدوا مكانه بالفعل.. كان نفس المكان اللي شافير اختفى فيه، لكن الشُرطة ملقتش أي أثر للتليفون اللي اتقفَل تاني، وقالوا في النهاية إن الرنات دي كانت خطأ في النظام وإن تليفون شافير مقفول من يوم ما اختفى.
كُل اللي شافوا أو سمعوا من براين شافير ليلة اختفاؤه وافقوا على الخضوع لجهاز كشف الكذب، باستثناء شخص واحد بس.. صديقه كلينت فلورنس!
مُحامي فلورنس بيقول إن كلينت شايِف إنه قال كُل حاجة يعرفها للشُرطة ومبقاش عنده حاجة تانية يقولها، حتى السيدتين اللي شافوهم بيتكلِّموا مع شافير قبل اختفائه قدروا يتعرفوا عليهم، وتم التحقيق معاهم، لكنهم مطلبوش منهم الخضوع لاختبار جهاز كشف الكذب.
ولسنوات.. استمرَّت الشُرطة في البحث عن أي معلومات مُمكِن توصلهُم لبراين شافير أو حتى لمصيره، علَّقوا بوسترات لبراين في كُل مكان، قالوا للعامة كُل العلامات المُميَّزة اللي في جسمه أو في وشه، حتى الوشوم اللي في جسمه بلَّغوا بيها الناس، عرضوا مكافآت للي يعرف أي حاجة عنه، لدرجة إن إيدي فيدير –المُغني الرئيسي لفريق (Pearl Jam) قطَع حفلة الفريق في مرة من المرات وطلب من الناس على الهواء مُباشرةً إن لو حد عنده أي معلومات عن براين فيا ريت يبلَّغ الشُرطة بيها.
سنة 2008.. والد براين شافير –راندي– اتخبط بفرع شجرة ضخم أثناء تنظيفه لحديقته الخلفية ومات، وعلى الإنترنت.. وسط آلاف التعازي.. فيه شخص كتب: “إلى أبي، مع حُبي.. براين”.
والناس كُلها بدأت تتكلِّم وتقول إن براين لسَّه حي يُرزَق، الشُرطة قدرت تلاقي المكان اللي اتكتبت منه الكلمة دي، مقهى إنترنت وكومبيوتر عام مسموح لأي حد في الدنيا يكتب منه في ولاية أوهايو، وبالتالي.. اتضَح إن الموضوع مُجرَّد خدعة من شخص سخيف.
وبدأت الشُرطة تتتبع الأدلة اللي مُمكِن توصلهُم لمكان شافير، من أول الست اللي شكَّت في النادل اللي كان بينزِّلها الأكل في مطعم وصولًا بالمجهولين اللي كانوا بيتصلوا يقولوا إنهم عارفين مكان الجُثة، لكن اتضح إن كُلهم إما كاذبين أو مُجرَّد باحثين عن الشُهرة مش أكتر.
فيه نظريات ظهرت في محاولة لحَل اللُغز، زي إنه سافِر برا البلد وبدأ حياة جديدة في مكان تاني، أو إنه حقَّق حلم حياته وبقى مُغني مشهور تحت اسم مُستعار، أو حتى إنه انتحَر بسبب حُزنه على وفاة والدته، أو إنه وقع في موقع البناء ومات هناك ومحدش شاف الجُثة وكملوا بناء عادي، أو حتى كان ضحية من ضحايا القاتل المُتسلسل المُبتسِم زي ما كانوا بيطلقوا عليه.
لكن الحقيقة فين؟ محدش عارِف!
ومازال لُغز اختفاء براين شافير واحد من أكبر الألغاز في التاريخ حتى الآن.
برافووووو 👏🏽👏🏽👏🏽👏🏽