علم النفس

أين فرحة العيد في زمن الكورونا

أين فرحة العيد في زمن الكورونا
أيام قلائل تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، والجميع يتساءلون أين فرحة العيد في زمن الكورونا ، وهل سنجد تلك الأجواء المفعمة بالفرح والسعادة في عيد الفطر أم سنعيش واقع مغاير ومضاد للبهجة، هذا ما سنعرفه في تلك السطور التي ربما تحمل لكم أفكار جديدة تخبركم أين هي الفرحة.

أين فرحة العيد في زمن الكورونا من حيث السلبيات 

لا شك أن هذا التساؤل يصعب الإجابة عليه لأنه يحمل الكثير من انعدام مظاهر عيد الفطر المبارك بداية من صلاة العيد جماعة في المساجد، والاستماع للخطبة بحضور الصغار والكبار، مع انتهاء الصلاة تبدأ التجمعات العائلية والزيارات التي لا حصر لها، مع التوجه للمنتزهات والملاهي والساحات الشعبية والحدائق، والمسرح والسينما التي تنظم احتفالات خاصة بالأطفال والكبار، والذين لا تنقضي أيام العيد لديهم من كثرة الفعاليات المفرحة.

جميع ما سبق توقف، توقف عن الفعاليات والأنشطة، حتى السفر للشواطئ أو المدن الساحلية أصبح صعبًا بسبب فرض الحظر والتنقل بين المدن، وفرض غرامات على التجمعات الكبيرة، لا يجد الأطفال أي مظهر من مظاهر العيد سوى المنزل، أصبح المنزل هو المكان الذي يجب أن يكون مؤهل إلى إسعاد الجميع.

باختلاف وتباين الحالة المادية للعائلات فمنهم من حالته مرتفعة يستطيع إحضار المزيد من وسائل الترفيه، وإقامة فعاليات وأنشطة تجعل الأطفال والبالغين فرحين بالعيد، لكن ما حال الذين حالتهم المادية متوسطة وأقل، أولئك على الأغلب كانت مظاهر العيد محدودة للغاية وتقتصر على الزيارات، وبعض البهجة بتوزيع العيديات، واليوم أصبح حالهم أكثر محدودية وضيق، نظرًا لاختلاف توزيع الدخل نتيجة توقف عجلة الإنتاج؛ فيجب التأقلم على كافة الدخول المادية والتحولات التي طرأت على الأسر والعائلات، والتعامل معها بمرونة.

أين فرحة العيد في زمن الكورونا من حيث الإيجابيات 

نريد أن نجد إيجابيات لإقناع العقل بأن العيد في زمن الحظر والكورونا له إيجابيات أهمها أن تحمي ذاتك وعائلتك من خطر الإصابة بفيروس الكورونا، والذي يعمل على الحد من نقل العدوى بين الأفراد والتعرض للأذى النفسي للعزل والحجر الصحي، يجب على الجميع أن نرفع من القدرة على الوعي الفردي والأسري وخاصة في تلك المناسبات التي اختلفت كليًا عن ذي قبل.

من أهم الإيجابيات التي تم لمسها أن الغياب الأسري الذي كان يعم معظم البيوت العربية بسبب انشغال الأسر خارجيًا في مختلف المجالات، وكانوا لا يلتقون كثيرًا وتفصلهم المسافات الوظيفية والحياتية.

الآن وأخيرًا جمعتهم تلك المناسبات السعيدة، وأصبح بينهم حجم من العلاقة والود والمشاعر الرائعة التي كانت خفية أو محولة لعلاقات إلكترونية عن طريق التواصل من خلال التطبيقات الذكية (الشات والفيديو كول)، لكن الآن أصبح بينهم علاقة فعلية تشجعهم على زيادة الروابط الأسرية الذي كانت قد قاربت على محوها بسبب عالم وتطورات عصر العولمة.

يجب على الجميع الاقتناع أن مهمة الفرد الحالية أصبحت إيجاد السعادة وفرحة العيد بأساليب مبتكرة، تعتمد على الذات والأدوات المنزلية، والتأقلم على حياة الحظر، وأن السعادة تنبع من داخل الأشخاص وأنها قد تكون عبارة عن لحظات عائلية تجمعنا، وليست تعتمد على ماديات أو رفاهيات خارجية.

بل يمكن الرجوع للقراءة والألعاب الرياضية البدنية المنزلية، وممارسة الهوايات المختلفة مثل الرسم والفنون المتنوعة من عزف الموسيقى، ولعب الألعاب الجماعية وألعاب الذكاء، وبهذا يرجع الأشخاص لزمن كانت أهم سماته الحياة غير معقدة، ويتمتع الجميع بصحة نفسية ممتازة.

المصدر: سهام حسن، نفسية طفلك والعيد

اقرأ أيضاً

اختبارات نفسية للطلاب

كيف أصبح اخصائية نفسية

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى