الذكاء الاصطناعي .. تعاون باحثون من المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو (OI) وقسم علوم الحاسب الآلي بجامعة شيكاغو مؤخرًا في مشروع يسمى DeepScribe، وهو نظام ذكاء اصطناعي قادر على “قراءة” أقراص طينية لم يتم فك رموزها بعد من الإمبراطورية الأخمينية، اكتشفها علماء من نفس المعهد في عام 1933 حيث وجدوه في رحلة استكشافية في إيران.
سيتم تدريب DeepScribe على أكثر من 6000 صورة مشروحة من أرشيف حصن برسيبوليس على أمل تمكين علماء الآثار لتحليل أعلى كفاءة، وتسهيل دراسات أخرى للكتابة القديمة.
إذا تمكنا من التوصل إلى أداة مرنة وقابلة للاستخدام على نطاق واسع، والتي يمكن أن تنتشر إلى نصوص وفترات زمنية مختلفة، فسيكون ذلك حقًا نقطة تحول هائلة في مجال علم الآثار.
عند اختبار نظام الذكاء الاصطناعي الجديد على الأجهزة اللوحية غير المدرجة في مجموعة التدريب، تمكن النظام من فك الرموز المسمارية بنجاح بنسبة 80٪ تقريبًا. يعمل الفريق الآن على جعل DeepScribe أكثر دقة، ولكن حتى في شكله الحالي، يمكن أن يكون النظام مفيدًا للغاية في جهود ترجمة النصوص القديمة.
إذا كان الكمبيوتر يستطيع فقط ترجمة أو تحديد الأجزاء شديدة التكرار وتركها للخبير لملء أسماء الأماكن أو الأفعال أو الأشياء التي تحتاج إلى بعض التفسير، فإن هذا ينجز الكثير من العمل. وإذا لم يتمكن الكمبيوتر من اتخاذ قرار نهائي، فإنه على الأقل سيقلل العمل المطلوب من الخبير.. وسيجعل عملية فك التشفير أسهل.
لدى الفريق أيضًا خطط لتحويل DeepScribe إلى أداة فك تشفير للأغراض العامة والتي يمكن استخدامها لقراءة اللغات المسمارية الأخرى، والقيام بتخمينات مدروسة على أقراص غير مكتملة، وحتى تقدير أصل القطع الأثرية التي تم العثور عليها حديثًا بدون اختبار كيميائي.
في المستقبل ، يأمل OI وقسم علوم الكمبيوتر في مواصلة عملهما التعاوني على التطبيقات المعقدة التي أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى حيث يعتمد علم الآثار أكثر فأكثر على الأساليب الحسابية المُتقدمة والذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا
كيف تتشكل الذكريات وكيف تتلاشى؟