الآثار النفسية للزواج المبكر.. تجبر بعض العادات والتقاليد الاجتماعية الشباب على الزواج بشكل مبكر، ما يولد لديهم العديد من الآثار النفسية للزواج المبكر، والتي تصل إلى الكثير من المشاكل والأضرار النفسية.
الآثار النفسية للزواج المبكر عند الزوج
الزوج قد يفقد كل معاني الرجولة والسيطرة النفسية والمعنوية على منزله بسبب صغر سنه وعدم نضجه، والذي قد يجهل الكثير من الحقائق التي يجب معرفتها والقراءة والتثقف فيها بشكل كبير حتى يقوم الزواج على أسس صحيحة وسليمة.
وقد تكون الأعضاء التناسلية الذكورية غير نشطة، ولا تقوم بكفاءة نتيجة صغر السن، وعدم نضجه وقلة المعرفة قد توقعه في ضرر نفسي كبير.
تراكم المسؤوليات العائلية في سن صغير على الزوج، وهو في سن للانطلاق والبناء والعمل، وليس للزواج الذي يحتاج لخبرات حياتية كبيرة، والأعباء الكبيرة التي تكون عليه، ويشعر فجأة أنه قد تحمل فوق طاقته، لمجرد أنه أطاع والديه أو وافق على العادات والتقاليد غير الواعية، والمتوارثة بشكل غير عادل.
الآثار النفسية للزواج المبكر عند الزوجة
تتعرض الزوجة لتأثيرات نفسية أقوى، وذلك لأن إجبارها على الزواج مبكرًا أكبر من إجبار الزوج الذي في العادة يتم الزواج بموافقته، لكن الفتاة دائمًا ما يتم إرغامها على ذلك.
أول ما يشكل عائقا على الفتاة هو كمية المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتقها، دون أن تعرف كيف تتصرف حيال الكثير من الأمور والتي تجد نفسها في مواجهة مشاكل كثيرة ولا تجد لها حلول، وقلة خبرتها في الحياة، ومحدودية آفاق حياتها جعلتها ترتطم بحائط العادات والتقاليد.
قد تترك الفتاة دراستها لالتحاقها بمركب الزواج حيث ذلك يفقدها الثقافة التعليمية والتنوير التربوي، وتصبح عضو غير فعال تجاه المجتمع وتجاه ذاتها، أيضًا عدم إلمامها بالقراءة والكتابة والاطلاع يعرضها لمشاكل نفسية ومعنوية كلما خالطت أناس متقدمين ثقافيًا عنها، هنا ستشعر بحجم الضرر النفسي الذي وقع عليها عند الزواج بشكل مبكر والخسارة الفادحة التي لحقت بها.
بالنسبة للحالة الصحية تكون الأعضاء التناسلية الأنثوية غير مكتملة والتي تجعلها عرضة للنزيف في حالة الجماع، ووضع كارثي في حالة الحمل التي ربما يكون الرحم صغير وغير مهيئ لاستقبال جنين، وقد تكون بوابة لتكرار الإجهاض مرات عديدة، وتقل فرص الحمل مع تكرار مرات فقدان المولود.
للأسف تنتهي معظم الزيجات إما بتعدد الزوجات أو الانفصال، ما يؤثر على نفسية الفتاة التي أفنت صغرها وشبابها في وقت قد ضاع لتلبية نداء العادات والتقاليد، لذلك يجب زيادة الوعي الثقافي للمناداة بعدم الزواج المبكر وخاصة مع تدني مستوى المعلومات عن الحياة الزوجية والثقافة الجنسية المستبعد توافرها عند الجنسين.
السلبيات على الأطفال نتيجة الزواج المبكر
هناك كوارث نفسية تقع على الأطفال التي يتزوج أهلهم مبكرًا نتيجة انتهاء معظم تلك الزيجات بالفشل والطلاق والانفصال، وهنا يكون الطفل مشتت وغير مستقر نفسيًا.
في العادة يتم إرجاء تربية الأطفال لمن هم على علم ودراية كالجدة أو العمة أو الخالة الأكبر سن، ويكونوا على درجة من النضج والوعي.
الطفل يحتاج إلى كثير من الصبر والجهد التي قد يفتقدها من يتزوجون مبكرًا بسبب عدم الوعي الكافي لدى الزوجين ورغبتهم في معايشة الحياة الشبابية بتفاصيلها دون تقيد، فتجدهم يفشلون في تربية صغارهم على الحب والحنان الأسري، قد ينجحون في تكوين صداقات مع أولادهم لكنهم بعيدين عن قواعد التربية.
المصدر: أحمد يوسف أبو راس، الزواج المبكر وآثره في الحياة الزوجية