تتنبأ البحوث التي تجمع بين الظروف المناخية في المستقبل والتربة التي يشكل الزرنيخ أحد مكوناتها بأن محاصيل الأرز قد تنخفض بنحو 40 في المائة بحلول عام 2100، وهي خسارة من شأنها أن تؤثر على حوالي ملياري شخص يعتمدون على المحصول الأهم عالميًا.
يعتبر الأرز أكبر محصول عالمي رئيسي، حيث يستهلكه أكثر من نصف سكان العالم – ولكن التجارب الجديدة من جامعة ستانفورد تشير إلى أنه مع تغير المناخ، فإن الإنتاج في المناطق الرئيسية لزراعة الأرز سيخضع لتراجع كبير ويعرض إمدادات الغذاء الحيوية للخطر وذلك بسبب ارتفاع نسبة الزرنيخ في التربة نتيجة الاحتباس الحراري.
يحتوي الأرز على نسبة قليلة من الزرنيخ، والزرنيخ كما هو مشهور من أكثر المواد السامة خطورة. لكن نسبة القليلة لا تؤثر في الغالب على الجسم حيث تستطيع الكبد التخلص منه. لكن مع احترار الأرض يتوقع العلماء أن ترتفع نسبة الزرنيخ في التربة نتيجة الترسبات التي ستحدث نتيجة تلوث المياه بالزرنيخ.
في الطبيعي يوجد الزرنيخ بنسب أعلى من المعدل المسموح في التربة لكنه يوجد متفاعلا مع مواد أخرى تمنع النبات من امتصاصه. تقوم بعض أنواع البكتريا الموجودة في التربة بتحويل نسبة من الزرنيخ إلى صورة قابلة للامتصاص.
ومع الاحتباس الحراري من المتوقع أن يزيد هذا النشاط البكتيري مما سيرفع نسبة الزرنيخ القابل للامتصاص في التربة. علاوة على ذلك فنسبة الزرنيخ العامة نفسها سترتفع بسبب تلوث المياه.
الأمر خطير على محصول الأرز وعلى البشر، فعندما يمتص الأرز نسبة عالية من الزرنيخ فإنه يفقد قدرته على امتصاص كثير من العناصر الهامة لنموه، لذا تؤدي تلك العملية لتلف نسبة كبيرة من الأرز قدرها العلماء بنحو 40%.
وحيث أن سكان العالم سيرتفع عددهم لما يزيد عن ال 10 مليار بحلول عام 2100 فمن المتوقع أن يعاني 2 مليار من نقص الغذاء بسبب هذا النقص الحاد في محصول الأرز.
علاوة على ذلك فالأرز المتاح سيحتوي على نسبة أكبر من الزرنيخ مما سيجعل تناول باستمرار خطير على الصحة حيث أن الزرنيخ سام كما ذكرنا سابقًا.
هذه النتائج الكارثية للاحتباس الحراري يجب أن تدفع العلماء لإيجاد طرق للحد من هذا الخطر الكارثي، كما يجب على السياسين أيضًا أن يقوموا بواجبهم في هذا النطاق.
من الممكن حماية محصول الأرز عن طريق الهندسة الوراثية لجعله مقاوم للزرنيخ لكن نتائج الاحتباس الحراري أكثر كارثية من أن تقاوم لذا يجب وقف السبب بدلًا من محاولة علاج النتيجة.
