قصص الرعب

البعد الآخر

البعد الآخر

هل اختبرت إحساس أن لا تكون على دراية بأي بُعد تكون؟ هل أنت في البعد الأصلي أم من حولك كلهم مجرد شياطين على هيئة بشر؟ أم أنهم مبُدلون منذ الصغر بالقرين؟

كلام مبعثر وأفكار مبعثرة ظللت أبحث عن الحقيقة طوال الوقت ولازلت لا أعرف هل أنا في مكاني الصحيح أم سوف أستيقظ يومًا ما وأجد نفسي مجرد خيال في المرايا!

في الأول من شهر ميلادي وبالتحديد في الساعة 3 صباحًا، يأتيني حبيبي ويأخذني معه إلى بيته، أتذكر كل تفاصيله الجميلة، ذلك البيت المطل على شلال مع غرفه الكثيرة الواسعة وردهته الكبيرة، بالرغم من إضاءته الصفراء الخافتة ورائحته العطنة، كان حبيبي يهون علي كل ذلك في سبيل أن يقنعني بالعيش معه في ذلك البيت العتيق وأنه لي بالكامل.

كان ينتهي لقاؤنا باستيقاظي من النوم، مع تكرار زياراته لي أصبحت لا أقدر علي التفرقة بين عالمي وعالمه، أستيقظ ورأسي يملؤه الشكوك، أين أنا؟! من أنا!! أين هو؟! هل أذهب حقًا لمكان آخر أم أنه بُعد آخر، بعدما أكدت لي أمي أنني مكثت في غرفتي ولم أذهب لأي مكان.

إنها الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، ميعاد نومي مازال رأسي يدور خوفًا من النوم، وفي نفس اللحظة أشتاق لرؤيته، فإنه حب حياتي، هل أقبل أن أذهب معه؟ سينفطر قلب أمي عليّ وقتها، يا لها من حيرة!

مع دقات الساعة الثالثة فجرًا استيقظت لأول مرة في بيتي لكن ليس في البُعد الخاص بي، أعتقد أنه كان يريد أن يريني شيئًا ما، تتبعته وبمجرد وقوفي بجانب سريري لاحظت جسدي الملقى على السرير!!

انتباني الرعب وأحسست لوهلة أنني لن أعود لهذا الجسد مرة أخرى، استدرت لكي أخرج من الغرفة وجدت أمي في وجهي مباشرة، قادمة لتطمئن علي، توقفت تمامًا عن الحركة ظنًا مني أنها تراني، لكنها عبرت من خلالي ودثرت جسدي الملقى على السرير وخرجت لتطمئن على باقي أخوتي.

مهلًا!! ما الذي حدث توا، هل أصبحت شبحًا؟! هل سأقدر أن أعود لجسدي مرة أخرى أم لا؟! و قبل أن تنتابني حالة الهلع، كان هو ممسكًا بيدي ليطمئني، بالرغم من نظراته الجامدة كان قادرًا أن يوصل حبه لي.

ذهبنا في جولة في بيتي وقال لي أنه فعل ذلك لكي يثبت لي أنه يمكنني أن أذهب معه في أي وقت ولأي مكان بدون أن يراني أحد من أهلي لأننا في بُعد آخر،
لكن من العيوب أنني استطعت أن أرى مدام كاميليا..

أخيرًا استطعت أن أرى شبح المرأة التي كانت ترعبنا دومًا عندما سكننا في منزلها بعد أن ماتت منتحرة منذ عقود، لم أفهم يومًا ماذا تريد ولماذا انتحرت في المقام الأول، ولكن كانت تحوم بمنزلنا ليلًا وتعزف البيانو أحيانًا، ولم تنجح أي محاولاتنا في إبعادها، فقررنا أن نتجاهلها ونتعايش سويًا.

لازلت أتذكر أول مرة قابلته فيها، كان حلمًا أشبه بكابوس، كنت خائفة للغاية منه، لكن بعد بضع مرات تأكدت أنه يحبني ولا يريد لي الأذى، ووافقت أن أذهب معه لبيته للزيارة فقط، كنت أخاف أحيانًا عندما يأتي معه أحد من أقاربه جامدي الملامح أنفاسهم خبيثة لذلك كانوا منفرين.

بعد أن انتهت الجولة أردت أن أرجع لجسدي مرة أخرى في غرفتي ولكن كانت كل محاولاتي في الاستيقاظ فاشلة، نظرت له وقلت له ساعدني، قال لي بنظرة خبيثة لم أعهدها منه:
“لقد حاولت معك بكل الطرق اللينة من قبل، لكن الآن أنتِ لي، سنذهب سويًا لمنزلنا، انتظري لتري مصير جسدك الفاني”.

مضت ساعات الليل بثقل رهيب وتوتر وخوف مني، ونظرات مرعبة تحمل معاني الانتصار منه، وجاءت أمي لتوقظني لكي أذهب للجامعة، وعلت صرخاتها حتى ملأت المنزل بالكامل وأتى والدي وعلى النحيب، وأنا في الوجه الآخر أصرخ وأقول انقذوني أنا مازلت حية، ولكن فات الأوان، وفي غمضة عين كنت في المنزل الخاص به، ولكن هذه المرة تحول شكله لشكل بشع خبيث ومرعب وقال لي: “مرحبا بك في الجحيم”.

زر الذهاب إلى الأعلى