الرواية الملعونة .. الحلقة الثالثة ( التعويذة )
التعويذة ..
ما تيجي تتخيل / تتخيلي معايا كدة إنك دخلت أوضتك بالليل علشان تنام ، قفلت الباب وطفيت النور ، دخلت سريرك اللطيف ونمت ، فجأة وفي نص الليل الساكت الهادي قلقت ، بتحصل عادي جداً …
بس مش عادي إنك لما تقلق تلاقي نفسك مش نايم على سريرك ، أنت نايم على الأرض ، اسمع كلامي بس ، بجد مش عادي …
لا أنت مش على الأرض في أوضتك ، أنت في كهف صخري أسود ، ضيق ، بارد ، هادي هدوء الموت ، ومع نوره الفضي الضعيف جداً اللي يادوب خلاك تشوف ملامح المكان ده ، عينك ميزت الضباب التقيل اللي أجواء الكهف ده مليانة بيه ، اتخضيت ، اترعبت ، ابتديت تتلفت حواليك ، لغاية ما لقيت مخرج الكهف ، يادوب عارف تميزه لأنه بعيد جداً ، اتحركت علشان تروحله وتخرج ، لكنك اكتشفت إنك لسة مكانك ، اتحركت تاني ، المخرج لسة بعيد ، وأنت لسة مكانك ، كل ما تتحرك تلاقي نفسك لسة مكانك ، أنت بقيت مدرك تماماً للمكان ، بس اللي لسه مأدركتوش إنك مش على الأرض بتاعتنا ولا في العالم بتاعنا ، أنت اتنقلت للعالم الآخر ، أنت في مملكة الجن …
اللي حصل معاها الموقف دة شابة من سنك اسمها ” ميرا ” (الاسم الأمازيغي المقابل لماريا بالقبطية ومريم بالعربية) من أمازيغ سيوة ، تحديداً من قبيلة الشحايم ، أبوها الشيخ سعيد ورجالة القبيلة قلبوا عليها الدنيا ، لغاية ما انتهى الأمر بيهم عند الشيخة ” تازيري ” العرافة ، اللي قالتلهم في خمس دقايق وباقتضاب شديد إن بنتهم ماتت في بحر الرمال الأعظم ومش هيلاقوا جثتها لأنها اتدفنت في الرمل ، واللي كلامها مقتنعش بيه أبوها وفضل مصر إن بنته لسه عايشة وإن فيه سر ورا اختفاءها اللي ملهوش أي مبرر …
– السلام عليكم
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
– الشيخ مسعود ؟
– أيوة أنا الشيخ مسعود
– أنا الشيخ سعيد الخطابي شيخ قبيلة الشحايم ، من طرف الشيخ علي ناجح
– أهلاً أهلاً ، أهلاً وسهلاً ، اتفضل يا شيخ سعيد ، رياحٌ طيبة إن شاء الله
– مش طيبة خالص يا شيخ مسعود
– متقولش كدة ، خير إن شاء الله ، الشيخ علي حكالي باختصار الموضوع ، وكنت قولتله تجيب معاك محتويات السرير اللي بنتك بتنام عليه وهدوم ليها كانت لابساها ولسة متغسلتش
– جبت كل اللي بلغني بيه الشيخ علي
– بسم الله القوي المتين خالق الثقلين مالك الملك هو على كل شيء قدير.
الشيخ مسعود قام ودخل أوضته الخاصة ، اللي أنت طبعاً بقيت حافظها ، ومعاه الشيخ سعيد ، مش هطول عليك بالتفاصيل اللي حصلت جوة ، واللي كانت بالنسبة للشيخ سعيد درب من دروب الخيال ، خاصةً النتيجة اللي توصل ليها الشيخ مسعود واللي بتقول ، إن ” ميرا ” لسة عايشة فعلاً زي ما أبوها كان حاسس ولكن …
البنت اتعملها تعويذة لعمل سحري من نوع خاص جداً ، قوي جداً ونادر جداً ومش أي حد مهما كانت قوته يقدر أو يجرؤ يعملها ، لأسباب كتير معظمها غير متاح الإفصاح عنه ، واللي أدى إلى إن ” ميرا ” اتنقلت لقبيلة مارقة من قبائل الجن ، اللي بتتجوز من البشر ، وباستخدام الألفاظ المظبوطة ، هي اتخطفت والمفروض إنه اختطاف بلا عودة …
وبالتالي محدش هيعرف يفك العمل دة ويرجع ” ميرا ” ، إلا شخص عنده نفس القدرة اللي عند الساحر اللي عمله ، ومن حسن الطالع للشيخ سعيد إن الشيخ مسعود عنده القدرة دي وإن شاء الله ” ميرا ” هترجع …
بعد يومين ، الشيخ مسعود قدر يفك العمل ويبطل مفعوله ويرجع البنت ، وبلغ الشيخ سعيد بالمكان اللي هيلاقي فيه بنته ” ميرا ” ، جنوب غرب سيوة في اتجاه الساعة سبعة على بعد سبعين كيلو ، تتقاس مسافة واتجاه من نص جبل الموتى …
لما الشيخ مسعود شاف ريهام ، من خلال الضباب اللي ظهر واتكون بينه وبين ” تازيري ” قدام المغارة بتاعتها ، عرف الموقف بالكامل ، وعرف هو بيتعامل مع مين ومدى قدراتها إيه ، وعرف كمان إن ريهام قدامها ليلة واحدة بس والتانية هتكون ميتة …
المشهد اللي الشيخ مسعود شافه ، ” تازيري ” من الناحية التانية كانت شايفاه ، وكانت بتحاول بكل قوتها تخفيه ، لأنها بردو عارفة هي بتتعامل مع مين وقدراته إيه ، بس الفرق بينهم في المعرفة ببعض ، إن ” تازيري ” كانت عارفة الشيخ مسعود من قبل كدة ، وعارفة إن هو اللي باعت ريهام ، وعارفة كمان إنه ميعرفش مين هي ” تازيري ” وإلا مكانش بعت ريهام ، وكانت متخيلة إنه مش هيلحق يوصل لريهام قبل ليلة التضحية ، لكن مع الموقف ده ” تازيري ” بقيت شبه متأكدة إنه هيرجعها ، وإن الحل الوحيد هو موت الشيخ مسعود الليلة …
ريهام وبما إنها روائية متخصصة في أدب الرعب ، وروايتها عن أحداث حقيقية ، يعني بتسمع وتنقل وقائع حدثت بالفعل ، خاصة بعالم السحر والجن والأعمال وتأثيرها ، وبالرغم من حالة الرعب والفزع اللي هي فيها ، أدركت جزئياً موقفها الحالي وإنها وقعت تحت تأثير عمل سحري ، ومع وصول الشيخ مسعود لمغارة ” تازيري ” وفي نفس اللحظة اللي كان شايفها فيه ، هي كمان كانت شايفاه من بعيد ومن خلال باب الكهف اللي هي فيه ، بس مكانتش في نفس الحدث اللي هو شافه ، ريهام لما فاقت لقيت نفسها محطوطة في قفص من الحديد لونه أحمر ناري وكأنه مصهور ، لكنه منتهى الصلابة والإحكام ، ريهام كانت بتتجهز علشان تتنقل مذبح التضحية بعد ليلتين …
لما الشيخ مسعود شاف ريهام في المشهد ده وأدرك كل تفاصيله ، فهم الموقف بالكامل وكان بالنسباله مفاجأة بكل المقاييس …
ريهام هتتقدم قربان بديل عن بنت ” تازيري ” اللي هي أصلاً هتتقدم قربان بديل عن جني اتحرق بسبب أمها وبسبب الشيخ مسعود …
تازيري عملت عمل سفلي استخدمت فيه أحد حراس السحر علشان يخطف “ميرا ” بنت الشيخ سعيد الخطابي للجواز ، وده كان بناءً على طلب شخص محدش يعرفه ولا يعرف مصلحته إيه من كده، والشيخ مسعود هو اللي أبطل مفعول العمل السحري واتسبب في حرق الجن حارس سحر العمل ده ، وبالتالي ” ميرا ” رجعت ، وباحتراق حارس السحر قدمت تازيري بنتها قربان بديل عنه بناءً على عرف قبيلة الجني اللي اتحرق ، وعلشان تفدي بنتها كان لازم تقدم بنت تانية ، وكانت بالنسبالها ريهام هي البنت المناسبة انتقاماً من الشيخ مسعود وكان عملها السفلي اللي عملته لريهام محطوط في كوباية المانجا اللي شربتها لما زارتها في المغارة …
الشيخ مسعود أدرك وفهم وجمع كل خيوط الموقف من البداية ، وأدرك كمان إن ” تازيري ” هتحاول تقضي عليه علشان ترجع بنتها ، وكان لازم ينسحب حالاً لأنه مش في كامل قوته ، وكان محتاج معلومات أكتر عن ” تازيري ” علشان يعرف هيواجهها ازاي ، وده اللي حصل بالفعل …
خليني أفهمك إن اللي بيحصل ده معناه ، إن حراس ” تازيري ” وحراس الشيخ مسعود من العالم الآخر فعلياً موجودين في المكان ، وهم اللي بيتيحوا للطرفين الرؤية دي بالشكل ده ، وعلشان تفهم أكتر هعرفك سريعاً هو ده بيحصل ليه …
” تازيري ” أمها اتجوزت جن من قبيلة بني الأحمر و ” تازيري ” نفسها اتجوزت جن من نفس القبيلة وبالتالي اتولدت بصفات وقدرات خاصة من قدرات الجن …
الشيخ مسعود بردو أمه اتجوزت جن من قبيلة الميامين ودي من أكبر قبائل الجن ، وليها سطوة وقدرة ، وأربابها ملوك كبار ، ودة كان الفرق بين قدرة الاتنين ، وبالتالي قدرة حراس الاتنين ، واللي من خلالهم قدر الشيخ مسعود ينزل من على التل ، بس بعد ما قامت عاصفة رملية عنيفة أقرب للإعصار كانت على وشك إنها تفتك بيه لولا حراسه …
– خير يا شيخ مسعود
– خير إن شاء الله ، محتاج أوضة شرقية عندك في البيت يا شيخ علي ، محدش يدخل عليا فيها لغاية ما أطلع أنا ، مهما كان الوضع ، ومهما كان الوقت
– موجود بيت كامل فاضي يا شيخ مسعود ، طمني بس فيه إيه
– لازم ألحق ريهام قبل نص ليلة ١٥ ، ورانيا لازم تتحرك على مصر فوراً
– نستنى للصبح طيب ، النهار ليه عينين
– فوراً يا شيخ علي
– حاضر يا شيخ مسعود ، حاضر
العربية اتحركت تجاه سيوة بمجرد ما الشيخ مسعود نزل من على تل مغارة ” تازيري ” ، أول ما وصلوا سيوة راحوا للفندق اللي فيه رانيا ، اللي كانت جهزت نفسها وفي انتظارهم علشان تنزل مصر ، الشيخ مسعود إداها مفتاح البيت بتاعه ، وقالها بمجرد ما توصل مصر تروح عليه مباشرة وتفضل فيه لغاية ما يرجع بريهام ، وأكد عليها بمجرد ما تيجي الساعة ستة المغرب تدخل أوضته الخاصة وتفضل فيها لغاية ستة الصبح وهكذا لغاية ما يرجع ؛ الساعة في الوقت دة كانت داخلة على ١١ بالليل ، لما رانيا اتحركت من سيوة على مصر والشيخ مسعود اتحرك على البيت الفاضي اللي قاله عليه الشيخ علي ، طبعاً أنت عاوز تعرف ليه هو طلب أوضة شرقية فاضية يدخلها ومحدش يدخل عليه تحت أي مسمى لغاية ما هو يطلع بنفسه …
الشيخ مسعود محتاج يستحضر حراسه بكامل قوتهم علشان يجيبوا ريهام وبالتالي لازم يكون في أوضته الخاصة ، وعلشان يسافر مصر المسافة والمدة دي كلها ويرجع تاني في ظل الظروف دي والوقت الضيق دة مكانش هينفع طبعاً ، فكان لازم يتنقل بشكل تاني ، بشكل شبيه باللي اتنقلت بيه ” ميرا ” وبنت ” تازيري ” وريهام ، أيوة بالظبط زي ما فهمت كدة ، الجن المُحَلِّق أو الجن الطيار من قبيلة الميامين هو اللي هينقله من سيوة لمصر وهيرجعه تاني ، اللي هي القبيلة اللي بينتمي ليها الشيخ مسعود ، واللي الجن الطيار ده واحد من حراسه الدائمين …
بمجرد ما الشيخ مسعود دخل البيت أكد على الشيخ علي يفضل صاحي ويستنى اتصاله ، وبعد ما اتأكد إن الشيخ علي مشي ، اختار أوضة شرقية (ليها حيطة في اتجاه الشرق) ودخلها وقفل على نفسه الباب ووقف في نصها ، مسك حجر الأبوسيديان في يمينه والأوبال في شماله ، وغمض عينه ، وابتدى يكرر بهدوء وبصوت واطي جداً مجموعة من الجمل المنطوقة باللغة السيريانية ، وفي أقل من دقيقة الشيخ مسعود كان اختفى ، بكل صمت وفي منتهى الهدوء …
في نفس الوقت كانت ” تازيري ” في المغارة بتاعتها بتحاول تتتبع الشيخ مسعود ، علشان تلاقي ثغرة في تحركاته وتحركات حراسه تقدر من خلال حراسها تخلص عليه ، وهنا خليني أقولك علشان متوهش مني ، إن الموقف ابتدى يتنقل لمواجهة بين حراس ” تازيري ” وحراس الشيخ مسعود ، وده معناه إن مجموعة الحراس المكلفة من قبيلة بني الأحمر هتحاول تحمي ريهام من مجموعة الحراس المكلفة من قبيلة الميامين اللي هيتكلفوا بإنهم يستردوها ومن خلال قوة وسطوة وانتشار الميامين في العالم الآخر ، كانت رؤية ” تازيري ” مشوشة ومش كاملة ، مقدرتش تشوف رانيا وهي نازلة مصر ، ولا قدرت تشوف الشيخ مسعود عمل إيه بعد ما دخل بيت الشيخ علي ، وبالتالي هي فضلت متخيلة إنهم لسة في سيوة …
في اللحظة اللي كان الشيخ مسعود بيتنقل فيها ، كانت ريهام في الكهف بتفوق على مشهد أو حدث وتغيب عن الوعي تاني ، لما فاقت المرة دي لقيت جنبها نفس القفص اللي هي فيه ، وجواه بنت نايمة على جنبها وضامة رجليها على صدرها وبتبصلها في صمت وعينيها بالكامل لونها أسود …
– أنتِ مين وجيتي هنا إزاي ؟
– أنا اللي هتموتي مكاني
– أنا مش هموت ، أنا مش هموت
– لا هتموتي يا ريهام هتموتي …
قالتها وهي بتضحك ضحكة معدنية حادة ، اترج ليها الكهف وكأن زلزال ضربه بدون رحمة ، ومع نهاية ضحكتها ، ظهر من بعيد مجموعة من الخيالات السودة بتتحرك في اتجاه ريهام ، وابتدت تحس إن القفص اللي هي فيه بيتحرك في اتجاههم ، وقفص البنت التانية بيبعد عنها ، الحراس جايين علشان ياخدوا ريهام لمكان طقوس التضحية …
بعد دقايق معدودة من اختفاء الشيخ مسعود من بيت الشيخ علي في سيوة ، ظهر في أوضته الخاصة في مصر وبدون ثانية تأخير ، ابتدى يجهز إجراءات تحضير الحراس وتكليفهم بإنقاذ ريهام ، وخلال التحضير ظهرت قدامه ريهام وهي بتتنقل ، وده كان معناه إن ” تازيري ” اتدخلت وسرعت إجراءات طقوس التضحية ، وبدل ما كانت هتتم ليلة ١٥ هتبقى الليلة ، لإن الطقوس بتبقى في الليالي الفردية ، ولو عدت الليلة دي هيبقى فيه فرصة للشيخ مسعود إنه ينقذ ريهام ليلة ١٤ لأنها ليلة زوجية ممنوع فيها الطقوس ، وبالتالي الشيخ مسعود عدل إجراءاته علشان تكون عملية إنقاذ ريهام الليلة وتحديداً الساعة اتنين بعد نص الليل لأن طقوس التضحية هتكون الساعة تلاتة …
لما القفص اللي فيه ريهام ابتدى يتحرك بيها ، كان في اتجاه الممر اللي في آخره مخرج الكهف ، القفص متحرك في الهوا ببطء وهدوء ، الأرض مش باينة من تحته من كتر الضباب ، والخيالات السودة قربت لغاية ما شكلت دايرة حواليه ، وفي مشهد مهيب مرعب بيغلفه صوت الموت ، وفحيح التعابين ، ريهام حاولت تصرخ معرفتش ، مخرج الكهف بيقرب ، وفحيح التعابين بيعلى ، وفجأة القفص وقف ، جدران الكهف ابتدت تترج ، فحيح التعابين بقى صراخ ، ارتباك وحركة سريعة للخيالات السودة ، الموقف اتكهرب ، خيالات سودة سريعة جداً بتتحرك في كل اتجاه جاية من مدخل الكهف ، القفص بيترج بمنتهى القوة وفي أقل من ثانية ، قاعدة القفص اتفتحت وريهام وقعت ، وفي قلب الضباب اللي تحت القفص وعلى ملامحها أعتى آيات الرعب والفزع ، ريهام اختفت في الضباب ، وفي الثانية التانية هدوء قاتل مفاجئ ، هزته صرخة قوية ، علشان يرجع الكهف تاني منتهى الهدوء والصمت والضلمة …
مع اختفاء ريهام حصل موقفين ، الأول إعتام تام في مغارة ” تازيري ” اللي اترجت من صرختها وعواء ذئبها الأسود ، والموقف التاني اختفاء الشيخ مسعود من أوضته ورجوعه تاني بيت الشيخ علي في سيوة ، وبمجرد ما فتح عينه فتح باب الأوضة بسرعة ومسك تليفونه وكلم الشيخ علي علشان يجيله ، اللي وصل بعد الاتصال بعشر دقايق تقريباً بالسواق اللي جايب الشيخ مسعود من مصر …
– ياللا يا شيخ علي بسرعة على واحة جربة
– واحة جربة ؟ دلوقتي في عز الضلمة كدة
– ياللا يا شيخ علي مفيش وقت
واحة جربة موجودة في شمال غرب جبل الموتى ، وتحديداً في اتجاه الساعة ١١ ، وعلى مسافة ساعة تقريباً ، تزيد لغاية ساعة وربع حسب ظروف المدق الصحراوي …
العربية وصلت للمنطقة في حدود الساعة أربعة وتلت الفجر ، المنطقة جنوب الواحة مليانة بمجموعة من الهضاب بشكل ملفت للنظر ، عددها كتير جداً ولو دخلت وسطها هتتوه ، لو مش معاك دليل حافظ المنطقة ، وبدون مبالغة هتحس إنك في كوكب تاني …
– يالا يا شيخ علي ارجعوا أنتم ، وأنت يا محمود هتوصل الشيخ علي لغاية البيت وترجع مصر
– إيه اللي بتقوله ده يا شيخ مسعود ، نرجع فين ، وأنت ؟
– متشغلش بالك يا شيخ علي ، أنا هجيب ريهام وهرجع مصر.
طبعاً الكلام اللي كان بيسمعه السواق والشيخ علي أقرب للخرافة ، خاصةً السواق اللي مكانش فاهم حاجة ، يمكن علشان الشيخ علي عارف كويس ومن عشرات السنين مين هو الشيخ مسعود فمكنش ينفع يجادله كتير
– يالا بينا يا محمود ، ربنا معاك يا شيخ علي
بمجرد ما العربية اتحركت وابتدت تختفي في قلب الصحرا ورا الهضاب ، الشيخ مسعود وقف ومسك في إيديه الاتنين حجر الأبوسيديان وغمض عينه وتمتم بمجموعة من الكلمات الغير مفهومة ، لما فتح عينه اتلفت حواليه لغاية ما عينه وقفت على هضبة من العشرات اللي حواليه ، كان واقف عليها ذئب وباصص عليه ، ثانيتين والذئب اتحرك بين الهضاب ، الشيخ مسعود اتحرك في اتجاه الذئب لغاية ما الذئب وقف على هضبة بعينها ، وعوا بصوت عالي جداً ، في الوقت دة الشيخ مسعود ابتدى يهرول ناحية الهضبة لغاية ما وصل عندها ، لف حواليها واختار مكان بعينه وابتدى يطلع لغاية ما وصل لقمتها ، واتلفت حواليه لغاية ما لقيها …
في نص الهضبة كانت ريهام نايمة على جنبها ، ملفوفة كلها بالكتان ، فاقدة الوعي ، جسمها أزرق وفي حالة إعياء شديد ، جري عليها الشيخ مسعود ، وطى على وشها واتأكد من إنها بتتنفس ، وبص للسما اللي كانت خلاص على وشك تنور ، ووقف باصص للشرق ، وطلع من جيبه حجر الأبوسيديان وحجر الأوبال ، وابتدى يعمل طقوس الانتقال ، وبعد ثواني وقبل ما نور الفجر يشق سواد السما الفضي بنور القمر ، اختفوا …
مع الإظلام التام لمغارة ” تازيري ” وصرختها اللي هزت الهضبة بالكامل ، كانت بنتها بتودع الحياة الوداع الأخير في طقوس سحرية مرعبة ، مقابل روح الجني اللي اتحرق بسبب العمل السحري اللي عملته ” تازيري ” لبنت الشيخ سعيد ” ميرا ” واللي أبطل مفعوله الشيخ مسعود …
لما رانيا وصلت القاهرة ، كانت الساعة عدت تسعة الصبح ، رانيا زي ما الشيخ مسعود قالها ، نزلت من العربية قدام بيته مباشرةً ، لما دخلت البيت كانت مفاجئتها إنها لقيته موجود وكانت مفاجئتها الأكبر إن ريهام كمان موجودة ، البنت حرفياً كان هيغمى عليها من الذهول ، ريهام اللي كان باين عليها جداً الإعياء واللي كانت لابسة جلابية حريمي واضح جداً إنها مش بتاعتها ، لحقتها وراحت حضنتها.
– اهدي كده واتطمني ، أنا هنا أهو
رانيا كانت بتتنفض ومهدهاش غير إنها عيطت في حضن ريهام ، وفضلوا كدة خمس دقايق مثلاً ، سابهم الشيخ مسعود مبتسم ودخل أوضته
– هترحميني امتى من اللي بتعمليه ده ، مستنيه إيه تاني يحصل ، جننتيني
ابتسمت ليها ريهام وراحوا قعدوا على الكنبة الموجودة في صالة البيت
– دي هتبقى أقوى رواية هكتبها يا رانيا وتحت عنوانها مش هكتب جملتي المعتادة ” عن أحداث واقعية ” هتبقى ” عن تجربة شخصية ”
– أنتِ بتتكلمي بجد يا ريهام ؟ بعد كل ده ؟
– طبعاً يا بنتي بتكلم بجد ، وهسميها ” الرواية الملعونة ”
انتهت.
رائعه و كاتب متميز🌹
رائع
قصه رائعه ومرعبه فعلا من كثره الاستمتاع بها كنت اتمنى ان أحداثها لا تنتهى وتحيه للكاتب المتميز على استخدام أسلوب التشويق مثلا تقديم ريهام ضمن الأحداث بدون التعريف بها ولعرض معلومات عن العالم الاخر بالتوفيق دائما وفى انتظار المزيد
ليست مجرد قصة فيها من السرد الرائع والتسلسل المذهل مع ربط الأحداث في صورة مشوقة وجذابة ليس هذا فحسب ولكنها ثقافة الكاتب العبقري ومعرفته لكل صغيرة وكبيرة في عالم الجن والعالم الآخر كما يسمونه تحية للكاتب الذي أوقف الدماء في عروقنا من كم الرعب…
قصه رائعه واحداث مشوقه ومرعبه حرفياً
سرد سلسل وسريع واسلوب الكاتب متفرد وغير نمطى او مكرر يجبر القارئ على الاستمرار فى القراءة بدول ملل وبمنتهى اللهفه لمعرفه الاحداث ..
روايه تستحق القراءه اكثر من مرة
تحياتى للكاتب المتميز وفى انتظار المزيد