التنويم المغناطيسي.. كذب ولا حقيقة؟!
بصلي..
بصيلي انتي..
نام..
نامي انتي..
شد اللحاف..
شدي اللحاف انتي..
ده كان الحوار الأشهر في عقلنا واحنا صغيرين عن التنويم المغناطيسي وقوته اللي شفناها بيتم استغلالها عن طريق زوز نبيل على شادية الغلبانة علشان تقنعها تتجوز عريس مبتحبوش وتسيب الشاب الحليوة الطويل أبو شنب محنتف، ساعتها كمال الشناوي في الفيلم العربي أبو دم خفيف “في الهواء سوا”، اللي تم انتاجه سنة 1951.
وبغض النظر عن الإمكانيات الجبارة اللي كانت عند زوزو نبيل وخليتها تقدر تسيطر وتنيم أي حد عن طريق انها تسبله بعيونها المبحلقة وتقوله نام يقوم نايم.. دي على الإمكانيات دي كانت تشتغل جاسوسة ملهاش حل أو حتى تبقى رئيسة جمهورية أو حتى وزيرة ولا أي حاجة مش تقعد طول الفيلم عايزه تنيم شادية علشان تجوز واحد مبتحبوش.
وبغض النظر عن استغلال التنويم المغناطيسي في حوار مستهلك في كل الأفلام العربية القديمة ساعتها ولكنها كانت محاولة لتقديم حاجة مستهلكة بشكل مختلف عن السائد وده مجهود يشكر طبعا
عكس اللي بيحصل معانا في السينما والتلفزيون دلوقتي المشبع بالأفكار المكررة والمنحوتة بدون أي تغير يذكر في مضمونها أو حتى تمصيرها بشكل مناسب يلائم طبيعة مجتمعنا، زي ماحصل في فيلم “الهواء سوا” انهم اخذو فكرة فيلم “Road to Rio” انتاج سنة 1947، ومصروه بالخلطة المشهورة،
مغنية أو رقاصة بتحب شاب وسيم بشنب محنتف وبيحاربوا شخص مبتحبوش وعايز يتجوزها وبيساعدهم صاحب البطل أبو دم خفيف اللي بيبوظ الجوازة في آخر لحظة فطلع لنا بالشكل ده فيلم “في الهواء سوا”.
بغض النظر عن الاسم اللي مالوش أي علاقة بأحداث الفيلم بس هنعديها ونخش على المهم “التنويم المغناطيسي”. الاسم الرنان اللامع اللي لما بنسمع عنه بنتخيل رعب شديد إن في حد عنده قدرة إنه يتحكم فينا وفي أفعالنا ويخلينا نعمل حاجات مش في وعينا نندم عليها بعد كده..
ولكن ياترى هل الكلام ده صحيح ؟! ده اللي هنعرفه في السطور الجاية..
هنبدأ الأول بإيه هو التنويم المغناطيسي أو التنويم الإيحائي.. فنركز مع بعض شوية ونسيب الموبايل والفيس شوية وحياة والدك والغالين عليك..
بص ياسيدي التنويم بشكل مبسط جدا هو حالة استرخاء ذهني وسكون تقوم على فكرة التواصل الواعي مع العقل الباطن (العقل اللا واعي) بعد تشتيت العقل الواعي، وفي هذه الحالة يكون العقل الباطن منفتحاً على الأفكار المقترحة و الإيحاءات التي تطرح عليه ويباشر بتنفيذها.. يعني ببساطة بحاول أعمل اتصال مباشر وبدون أي وسيط مابيني ومابين عقلك اللاواعي لأن العقل اللاواعي هو المسئول عن الأفكار وعن كل شيء يخصك حتى عقلك الواعي..
بسبب الفرق الضخم ما بين الاثنين، هشرحلك مدى ضخامة الفرق ده، العقل الواعي في المتوسط بيستقبل حوال من 2 إلي 9 معلومات في الثانية الواحدة في حين إن العقل اللاواعي بيستقبل فوق المليون معلومة في الثانية الواحدة، شايف الفرق مهول ازاي، وهنبقى نعمل مقال قدام نشرح فيه الفرق مابين العقل الواعي واللاواعي بالتفصيل بعد كده..
نرجع للتنويم الإيحائي.. إيه أهمية التنويم ده ياسيدي.. وهل بينفع فعلا؟!
أقولك على طول طبعا بينفع وله استخدامات عظيمة، أشهرها إنه بيستخدم في الإقلاع عن بعض العادات السيئة والمضرة، زي شرب الكحوليات والتدخين والكذب وغيرها من العادات السيئة ونقدر نستبدل مكانها عادات تانية مفيدة زي الأكل الصحي أو ممارسة الرياضة وغيره.
سؤال تاني.. هل بيحصل في التنويم ده حاجات زي ما بنشوفها في الأفلام كده ويقدر أي حد يسيطر عليا ويخليني أعمل حاجة غصب عني.. إني أسرق أو أقتل مثلا؟!
إجابة السؤال ده بكل صراحة آه ولأ..
يعني إيه آه ولأ.. مش فاهم!!
بص ياسيدي التنويم المغناطيسي ده عمره مايقدر يجبرك انك تعمل حاجة انت رافضها من جواك، يعني إيه؟ انت راجل مبصبصاتي وبتاع بنات.. فلو حد نيمك مغناطيسي وقالك عاكس الست دي اللي انت متعرفهاش أو شوفتها قبل كده.. هتعملها فورا، ليه بقى؟ لأنك انت من جواك معندكش مانع انك تعمل كده.. طيب يعني ممكن حد ينيمني ويخليني أسرق بنك؟ هقولك طبعا آه.. لو انت حرامي.. لكن انت شخص شايف إن السرقة حرام واللي هيعملها ربنا هيعاقبه ويخش النار مستحيل أي حد مهما كانت قدرته إنه يخليك تسرق حتى ولو منيمك مغناطيسي.
وقيس على كده كل حاجة.. لو انت واحد بيتكسف إنه يغير هدومه قدام حد وأنا نيمتك مغناطيسي وقولتك اقلع هدومك.. هترفض قطعا حتى وانت تحت التنويم الإيحائي وليا سيطرة شبه كاملة على إضافة اقتراحاتي في عقلك.. مش هيحصل لأنك من جواك ده ضد مبادئك وأفعالك.
وقيس على كده كل حاجة في التنويم الإيحائي.. يعني انت جاي علشان تخس وتبطل أكل كثير.. رحت نيمتك وقولتلك روح اسرق بنك.. مخك تلقائي هيرفض الاقتراح بتاعي لأنه مالوش أي علاقة بالهدف اللي انت جاي يتم علاجك منه.
سؤال تاني.. هل كل الناس ينفع التنويم المغناطيسي ده عليهم؟!
الإجابة طبعا لأ.. مش كل الناس بتنفع تخضع للتنويم الإيحائي ولازم يكون الشخص اللي هيتم تنويمه موافق وخاضع جزئيا للشخص اللي هيعالجه يعني لو رحت لواحد منوم مغناطيسي عالمي وأنا مبحبوش عمري ماهخضع لإيحائه مهما كانت قدرته، حتى ولو أنا كنت تحت تأثير معالجين تانين.. مدام انت مش متقبل الشخص اللي هيقوم بعلاجك عمرك ماهتخضع لاقتراحاته أبدا.. علشان كده العلاج اسمه اقتراحات.. مش أوامر.. أنا بقترح على عقلك بعض الأمور بطريقة معينة وهو لو متقبلها هيوافق عليها.
سؤال تاني، علشان أنا بقلق بصراحة.. هو الناس اللي بتطلع في التلفزيون دي والأفلام معندهاش القدرة دي إنه ينيم أي حد يعني؟!
هقولك بكل بساطة، الناس دي لو حقيقية زي مابتشوفهم كده.. كان بدل مايطلع في فيلم ولا تلفزيون كان خلى نفسه أغني واحد في العالم ولا مسك رئيس جمهورية بلده.. التنويم الإيحائي ده مجرد طريقة جديدة من طرق العلاج زيها زي العلاج بالإبر الصينية أو بالأعشاب أو بغيره من طرق العلاج الغير تقليدية وملوش الصفة الخارقة اللي بنسمع عنها دي واللي مهولها الإعلام والأفلام والروايات.
انت عمال تكلم كده بثقة ليه.. انت إيه عرفك إن الكلام ده أصلا حقيقي.. أنا هصدقك ليه؟!
هقولك إن أنا نفسي خدت دورات في التنويم الإيحائي ومارسته لفترة طويلة وعارف أنا بقولك إيه كويس جدا عن تجربة.. وأنا بقترح على الناس اللي عندها أي مشكلة من المشاكل الي هكتبها تحت دي إنها تجرب التنويم الإيحائي في علاجها، وصدقوني هيعمل نتيجة ممتازة جدا.
التنويم المغناطيسي له دور فعال في معالجة:
- الإدمان بكافة أشكاله.
- معالجة الفوبيا والمخاوف الهيستيرية.
- تخطي التجارب القاسية سواء حدثت في مرحلة الطفولة أم بعدها.
- بيساعد على الاسترخاء وتخطي مشاكل النوم والأرق.
- بيساعد في تغيير السلوكيات الخاطئة والعادات الغير مرغوبة.
- بيساعد في علاج التوتر والقلق والصداع وزيادة الثقة بالنفس.
- مشاكل التبول اللاإرادي.
- حل مشكلة رهبة الامتحان وتحسين القدرات الذهنية وقدرات التعلم والإبداع.
- بيساعد في بعض المشاكل الجنسية.
- بيساعد في معالجة الآلام المزمنة والتخفيف من حدتها.
- بيستخدم في علوم التسويق وتحسين مهارات البيع.
- بيساعد في إنقاص الوزن والحفاظ على الوزن .
وله العديد من الاستخدامات في العلاج والتدريب وغيره.. في النهاية أتمنى أكون وضحت بشكل مبسط كده موضوع التنويم المغناطيسي وأخليك متقلقش من أي حد يعيش عليك الدور ويقولك أنا منوم مغناطيسي.. نام.. فأنت اضحك في وشه بكل ثقة وقوله “نام انت وشد اللحاف كمان”.
مقال رااائع بجد 🌷🌷