لمدة شهرين متواصلين كنت كل ليلة لازم أدخل أوضة بناتي أهزر وأضحك معاهم بالساعتين ولما ألاقي مراتي دخلت الأوضة أقرب منها وأنا منهار وببكي وأقولها:
“أنا السبب.. أنا السبب في موت بناتي”.
مراتي حاولت بشتى الطرق تقنعني إن لازم أكشف عند دكتور نفسي وكنت برفض لكن في الآخر وافقت.. حالتي النفسية كانت صعبة جدًا لدرجة إني دخلت مصحة نفسية أتعالج فيها.. ولما خرجت بدأت أنسى تدريجيًا اللي حصل!
يونيو 2012:
سافرت مصيف لإسكندرية أنا ومراتي وبناتي التوأم (نسمة وميادة) كان عمرهم خمس سنين، كنت متعلق بيهم لدرجة الجنون.
في اليوم الخامس كنا قاعدين قصاد البحر، قلت لمراتي أنا هاخد ميادة ونسمة وننزل الماية..
مراتي في البداية رفضت لإنها كانت خايفة عليهم، لكن بعد نقاش طويل بينا قدرت أقنعها إنها توافق.
نزلت البحر ومعايا بناتي.. وفجأة لقيت موجة عالية دفعتنا داخل البحر، وفي لحظات ملاقتش بناتي حوليا!
بقيت بعوم في البحر زي المجنون، وأنادي بأعلى صوتي عليهم يا ميادة يا نسمة!
بقيت بعوم في كل الاتجاهات على أمل إني ألاقيهم
لكن بناتي غرقوا! الموج سحبهم!
خرجت من البحر مبنطقش ومش مستوعب اللي حصل.. لقيت مراتي بتقولي فين ميادة ونسمة! انطق هما فين؟
مبقتش عارف أقولها إيه!
لقيتها بدأت تعيط وتنهار ومسكتها من إيدها جامد
وهي عايزة تنزل البحر تدور عليهم.
بعد خمسة أيام من البحث المتواصل لقيتهم بيبلغوني إن الغواصين عثروا على بناتي.
إجراءات الاستلام والجنازة والدفن والعزاء..
تقريبًا أنا مش فاكر حصل إيه؛ لإني كنت في حالة صدمة وذهول، وبيتهيألي إن كل ده حلم.. فترة صعبة جدًا عدت عليا.
ديسمبر 2013:
مراتي كانت تعبت كشفت عليها.. مصدقتش الدكتور وهو بيقولي مبروك المدام حامل في توأم! حسيت إن ربنا عزوجل بيعوضني.
وبعد مرور كام شهر مراتي خلفت بنتين توأم
كنت أنا ومراتي مبسوطين جدًا وطايرين من الفرحة
إن ربنا عزوجل عوضنا بتوأم سميتهم أسماء وياسمين.
بدأت ياسمين وأسماء يكبروا قصاد عيني، وبدأ انشغالي وحبي ليهم ينسيني موت ميادة ونسمة.
يوليو 2017:
كنت سافرت الغردقة أنا ومراتي وبناتي..
وفي يوم كنا قاعدين قصاد البحر، لقيت مراتي مسكت أسماء وياسمين من إيدهم وبتقولي ياله ننزل الماية شوية..
لقيت أسماء وياسمين بيصرخوا وبيعيطوا وبيقولوا لا مش هننزل البحر لا مش هننزل البحر، قربت منهم وحضنتهم وقلت لهم أنتم ليه مش عايزين تنزلوا البحر؟
لقيت نبرة صوتهم اتغيرت وهما بيقولوا:
“نحن لا نريد أن نموت مرة أخرى”!
