حكاياتحكايات وأماكن

الحقيقة وراء درب المهابيل.. خلدها نجيب محفوظ

الحقيقة وراء درب المهابيل.. تزخر الشوارع المصرية بالعديد من الأسماء الغريبة والتي تعود جذورها لعقود طويلة لتصبح جزءًا من التراث وشاهدًا على التاريخ، وهنا سنلقي الضوء على شارع درب المهابيل الكائن في منطقة وسط القاهرة بين شارعي محمد علي وعبد العزيز بمنطقة العتبة.

روايات مختلفة وراء الاسم

– كان الشارع يُعرف قديمًا بترب المناصرة في ظل وجود العديد من المقابر به، ليتم إطلاق لفظ «المهابيل» لاحقا على من يقطنون بالشارع.

– وجود سراية لشريف باشا قديمًا بذلك الشارع، حيث كانت تطل شرفته على إحدى بيوت الزار ليتابع الباشا الحركات الهيستيرية التي يقوم بها زوار البيت ليتم إطلاق لفظ «المهابيل» عليهم.

– مرور المواكب الملكية بذلك الشارع قديمًا، وكان العساكر يقومون بتحريك أيديهم بشكل مستمر من أجل التحية ليطلق عليهم المارة لفظ «المهابيل».

– تعد الرواية الأكثر شيوعًا انتشار محلات «البوظة» بذلك الشارع قديمًا، وكان رواده يخرجون منه في ساعة متأخرة من الليل وهم يترنحون من آثار السكر ليطلق عليهم أهل الشارع لفظ «المهابيل».

ما بين الماضي والحاضر

– اكتسب الشارع شهرته قديمًا بمحلات البوظة وارتباطه بشارع محمد علي، حيث ملتقى الفنانين والفرق الموسيقية ومتعهدي الأفراح والمناسبات.

– يتكون الشارع من ست حارات لا تزال محتفظة بأسمائها القديمة رغم تغير ملامحها عبر الزمن، والتي كان أبرزها التحول لمنطقة تجارية أكثر منها سكنية.

– حارات الشارع الست هي: الطاحونة، وزوة الوقف، طاحونة الوقف، الزاوية، العرقسوسية وسليقة علمًا بأن الاسمين الأخيرين مرتبطان بأشهر العائلات التي سكنت الدرب.

– كان لدرب المهابيل بوابة حديدية تتحكم في مدخله، إلا أنها لم تعد موجودة بالوقت الراهن.

– بات درب المهابيل معروف حاليًا بتواجد محلات صيانة الأجهزة الكهربائية المختلفة والتليفون المحمول، بالإضافة لورش الحدادة والخراطة، فيما اختفت كافة محلات البوظة ولم يبق منها إلا مكانًا وحيدًا بالوقت الحالي بإحدى البيوت الصغيرة.

جامع العظام الأبرز

– يظل المَعلم الأبرز بدرب المهابيل والذي احتفظ بشكله التراثي من الخارج، فكان يُعرف قديمًا باسم جامع «الشيخ إبراهيم»، إلا أن تواجده بمنطقة المقابر واكتشاف العديد من العظام البشرية من حوله وانتقال رفاتها إلى الجامع جعل الاسم يتغير إلى العظام.

– تعود قصة العظام البشرية إلى عام 1863، حين قام السلطان العثماني عبد العزيز وابنه الأمير يوسف عز الدين بزيارة مصر لينعم على الوالي إسماعيل باشا بلقب الخديوي، ليقرر الأخير تخليد ذكرى تلك الزيارة ليأمر بشق شارع يمتد من ميدان العتبة إلى قسم عابدين، ليحمل الشارع اسم «عبد العزيز»، وهو ما استلزم محو المقابر ونقل الرفات إلى مكان آخر تم بناء المسجد عليه.

– يتفرد جامع العظام بعدم وجود قبة أو مئذنة مثل باقي المساجد على مدار العصور.

نجيب محفوظ يخلد الاسم

– قام الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ بإطلاق اسم «درب المهابيل» على إحدى رواياته، والتي تحولت إلى فيلم تم إنتاجه عام 1955 من بطولة شكري سرحان وبرلنتي عبد الحميد، حيث حصل على المركز الـ42 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى