الغفلة
“يا من غَفَلتُم عن طريقِ الحَقِ فى جُنون، مُتَخَبِّطينَ فى ظُلماتِ لَهوِكُم والمُجون”
“سُلِّطَ عليكُم من أبنائنِا من له تخضعون، ومن نارِ دوائِهِ العَذبِ تتجرعون!!”
…
“اخرُج يا عدو الله من عبد الله! اخرُج يا عدو الله من عبد الله!”
“مش هخرُج!! أنا هعذبُه، أنا وراه لحد ما يموت!”
“بقولك اخرُج بدل ما أحرقك!! هحرقك!! بحق حروف الحِكمة ورب العرش والكلمة! اخرُج يا…”
“خلاص!! خلاص هخرُج، هخرُج! لرحمني!!”
“أيوة كده اتعدل واسمع الكلام!! اخرُج من بين صوابع رجليه!!”
(صوت انفجار طفيف مصحوب بدُخان)
“اااااااه.. إيه اللي حصل؟ أنا فين!؟”
(الله يفتح عليك يا شيخنا!! الله ينور يا شيخنا!!)
“يا جماعة أنا معملتش حاجة (شهاب) ده مسكين، وكان لازم أتدخل وأنقذُه.. كُلُّه بأمر الله!!”
“شغلني معاك يا شيخنا.. شغلني معاك وابقى تلميذك واتعلم منك!!”
“ماشي يا شهاب يابني.. من النهاردة أنت تلميذي”
(عالج بنتي يا شيخنا) (أنا يا شيخنا!! أنا اللي عليا الدور!! أنا دفعت ال500 جنية) (والنبي ما يحصل، أنا دافعة ألف جنية).
“يا جماااااعة، يا جمااااعة واحدة واحدة، شيخكُم تعبان.. وبعد حالة أخوكم (شهاب)، أنا لازم أرتاح شوية.. بُكرة إن شاء الله في معادنا هعالج كُل واحد فيكم على حسب الدور.. اتوكلوا على الله دلوقتي.. يلّا يا جماعة بالله عليكم.. وبُكرة كُلكم هترتاحوا بأمر الله!!”
“ها.. إيدك على الحلاوة”
“إيه ياض يا شهاب!! ما تصبُر لما الباقي يجي يتعالج بُكرة”
“لا يا منعم!! ده مش اتفاقنا!!”
“منعم حاف كده؟!!”
“إيه، عايزني أقولك شيخ منعم؟ هههههه، أنت صدقت نفسك ولا إيه يا عم منعم؟ لا ما هو أنا مش همشي غير لما تديني عرقي!!”
“ياض اصبُر!! بُكرة هيبقى العدد أكبر، والفلوس هتنزل علينا زي الرُز.. الفلوس اللي أخدناها النهاردة يا دوب تكفي نشتري عِدّة شُغل جديدة.. اصبُر دا احنا لسه واصلين البلد دى من يومين!!.. وبعدين شكلُهُم غلابة ومغفلين وهيقتنعوا باللى احنا بنعملوه ده إحنا هنكسب دهب”
“ما تشتري بنُص الفلوس عِدة، والباقي وزعه علينا يا عم مِنعِم؟!”
“يا حمار! البارود والبودرة البيضا تمنهُم غالي! ده يادوب يكفي نشتري شوية من كُل نوع، وشَرَفى ما هضحك عليك”
“مش هتضحك عليا؟ (إيش) حال ما بتضحك على المُغفلين اللي برة باسم الدين يا مولاااانا هههههه!”
“افضح الدنيا بقى، وعرف الناس إن احنا نصابين!!”
“بس اشمعنى يعني اخترت يبقى الموضوع قُدام الناس وبعضها؟”
“يا خايب! لما يشوفوا على الملأ اللي بيحصل، كُلهُم هيقتنعوا إني أنا الحل والعلاج! كده نلم فلوس بسُرعة، وكُلهُم يقتنعوا بسُرعة”
“ملكش حَل يا راجل يا عجوز، نصاب (قراري) هههههه!!”
“لا يا حبيبى! أنا بعالجهُم.. زي الدكتور النفساني كِده! هم مقتنعين إنهم ملبوسين وعليهُم جِن وعفاريت ومحدش هيقدر يقنعهُم بعكس كِدة. خلاص أنتم ملبوسين وأنا هعالجكُم.. وبعدين أنا بقول كلام يقنعهُم.. ربنا والدين وعدو الله”
“غريبة.. أصلك مبتركعهاش يعني!”
“وأنت مال أهلك يا عديم الدَم؟ أنا حُر.. أكفر، ألحِد.. أنت مالك؟ اخرس بقى وخلينا فى الشُغل.. بُكرة فيه ناس كتير جاية تتعالج.. عايزك تظبط الدنيا وتلف في القرية كُلُّها وتعرف الناس إن (الشيخ مِنعِم) هيحقق المُراد بحق رب العبااااااد.. ههههههههه”
…
“بسم الله! هنبدأ مع مين يا إخواني؟ مين اللي عليه الدور فى كشف المستور؟ مين اللي الجِن ملازمُه ومقريفُه عشان بأمر الله نصرِفُه؟ الدووور على مـــين يا إخواني يا مساااكـــــين؟!”
“أنا يا شيخنا!!”، “لا أنا يا شيخنا اللي عليا الدور”..” والنبي ما حد هيتعالج قبل بنتي”.
“يا جماعة كُلكُم جيتوا ودفعتُوا الفلوس، وكلكُم جايين مكسورين النفوس.. كُلكم هتتعالجوا وترتاحوا، وبإذن الله شياطينكُم ينزاحوا.. سيبونى اختار حد منكم عشوائي، وأوعدكم إن مِنعم مش هينسى الباقي”.
(أنا).. (أنا يا شيخنا).. (أنا يا شيخنا يا كبير، عالجني أنا)
“أنــــا..”
“مين ده ياض يا شهاب؟ وإيه البدلة الحلوة اللي لابسها دي؟”
“مش عارف يا مولانا! شكلُه غريب عن البلد!”
“أنت مين يا أُستاذ؟”
“أنا جاي من بلد بعيدة، ومستعجل ومحتاج جلسة علاج ضروري يا شيخنا أرجوك!!”
“الاختيار وقع على أخوكم، ادعولوه ربنا يشفيه ويعافيه.. إيه شكوتك يا أخي؟!”
“مش حابب أقول قُدام الناس يا مولانا.. اسمحلي نكمل الجلسة جوه”
“وإيه المانع يا أخي الفاضل؟ بأمر الله وبُحُب الناس اللي واقفة بتدعيلك.. أنا هعالجك”
“قولت جوه وهدفعلك (5000) جنية!!”
(لا يا شيخنا أنا جاي الأول) (يا شيخنا والنبي عالجني أنا الأول)
“يا إخواني.. يا إخواني! أخوكُم شكله غريب عن البَلَد، ومحتاج يتعالج فى أسرع وقت، احنا كُلنا واحد وقلوبنا على بعض، أخوكم حابب يتعالج فى سرية تامة!! هدخُل معاه جوه ولما أخلص هنكمل العلاج معاكُم، متخافووووش.. مِنعِم مش هيسيبكُم إلا وكُل واحد مروح بيتُه وهو مِرتاااااح”
…
“ها.. بتشتكي من إيه يابني؟”
“أنا بكره التعامُل مع البشر.. مش عايز اتعامل معاهُم، وبضطر اتعامل كُل يوم”
“البشر؟ زمايلك فى الشُغل يعني”
“في الشُغل وفي كُل مكان، دايمًا بيأذوني، دايماً بيحاولوا يعذبوني ويضايقوني يا مولانا.. مع إني مش بعمل حاجة والله.. أنا مش وِحِش مع حد”
“أنت شغال إيه يابني؟”
“أنا شغال حاجة اسمها (مستشار شخصي) فى الماديات والاجتماعيات، كل حاجة ليها علاقة بالقرارات اللي تأُثر عليك، بديك حلول ليها.. شركتنا كبيرة، وفيها موظفين كتير.. بس أنا مش مرتاح.. الناس بقت صعبة أوي، ومبقتش عارف أقنع حد إنُه يشتري مني حاجة.. وسائل الاقناع كُلها بقيت ضعيفة وهايفة”
“بس يابني أنا أقدر أفيدك إزاي فى الموضوع ده؟ أنا بتعامل فى الماورائيات والحاجات اللي بتأذي الإنسان.. الجِن، العفاريت، الشياطين”.
“أرجوك يا شيخنا اسمعني وريح قلبي”
“قول يابني، أنا سامعك (وبعدين بقى في برنامج أُسامة منير ده)”
“أنا يا شيخنا عايز أشتغل بطريقة مُختَلِفة، فِكر جديد.. الطُرُق القديمة مخلياني عامل زي (خيل الحكومة)، كلها مسألة أيام ويطردوني.. ومش هلاقي مكان تاني أشتغل فيه”
“طيب يا بني أنا أساعدك إزاي؟”
“أنا عايز أقدر أوصل كِلمتي لأكبر عدد من الناس، عايز الناس تعرف إن المُنتَج اللي بقدمُه هو اللي هيريحهٌم. من غير ما حد يحاربني في شُغلي.. وعايزك تساعدني فى الموضوع ده!”
“أساعدك فيه إزاي؟ هو أنا أعرف حاجة عن شُغلَك؟”
“آه.. مش أنت بتبيع الوهَم زي حالاتي كِده؟!”
“وهم؟ وهم إيه اللي ببيعُه؟ أنا بعالج الناس وكُلُه بفضل الله…”
“هههههههههههه!!! بلاش تدخُل معايا فى السِكة دي يا شيخ مِنعم.. اسمع كلامي وخلينا نتعاون سوا.. شغلني معاك وأنا هخليك تكسب دهب!!”
“ن..نِكسب دهب؟ إزاي؟”
“الناس اللي بتيجي تتعالج دي، بتشوفك كُل مرة وأنت بتقول نفس الكلام وتعمل نفس الحركات.. وهيجي يوم وكُل حركاتك هتبقى باينة ومعروفة ومحدش هيصدقك تاني.. البودرة والبارود.”
“بودرة وبارود؟ بودرة إيه وبارود إيه؟!! أنت مين اللي باعتك؟”
“مفيش حد باعتني يا مولانا.. أنا عارف أساليبكُم كُلها.. ماتسيبني أنا المرة دي أشتغل بطريقتي، ولو معجبتكش.. همشي”
“يا شهاااااب!! شهاااااب!!”
“محدش هيسمعك يا مولانا.. الناس برة في دنيا تانية خالص، بيعدوا الفلوس اللي أنا واقف أوزعها عليهُم”
“توزع إيه عليهُم؟!! فلوس إيه اللي أنت واقف توزعها؟!!”
“بُص من الشباك كده؟!!”
“أعوذ بالله!! أعوذ بالله!! إزاي؟!!”
“بجد؟ أعوذ بالله؟ هههههههههه يا راجل يا طيب سيبك من الحركات العبيطة دي.. هو أنت تعرف عنُه حاجة؟ قولت إيه يا شيخ مِنعِم؟”
“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!! أنت شيطان!! أنت الشيطان!!”
“نركز في الشُغل يا مِنعِم لو سمحت؟ أنت تعمل الشويتين بتوعك دول مع المُغفلين اللي برة، وأنا عليا الباقي في الاقناع.. وأوعدك.. أنا هعيشك ملِك خلال أسبوع”
“لا!! لا مش موافق!! مش عايز.. أنا خلاص توبت وقررت إن أنا…”
“مش بمزاجك يا حبيبى!! مش بمزاجك!! أنا عندي مُهِمة ولازم تخلص!! ومش هسمح لمُغفل زيك إنُه يضيع الفُرصة دي من إيدي.. قريتكُم الجاهلة دي فُرصتي.. أنت فُرصتي.. ولغاية دلوقتي أنا بطلب بالأدب يا منعم، مش عايز أقلب على الوش التاني!!”
“يا شهااااااااب، حد يلحقني يا ناااااااس.. الشيطان ظهر!! الشيطان طلعلي!!”
“يا حبيبي أنا مش الشيطان.. أنا حاجة أسوأ بكتير!!”
“يا ناااااااااااااااااااس إلحقوني يا نااااااااس!!”
…
“إيه يا عم مِنعِم؟ اتأخرت ليه كده؟ وفين الزبون؟ أنا فضلت أخبط عليك كتير وكُنت بتزعق وتقول لسه مخلصتش؟!!”
“مشي من الباب اللي ورا.. كان زبون مُتعِب يا أخي!! بس خلاص.. اقتنع ومشي!! فيه حالات تانية برة؟”
“ده فيه جيش من الخَلق واقفة برة.. يالا يا عم مِنعِم الفلوس بتنادينا!! أنت عينك حمرا أوي ليه كده؟”
“لا ده من البخور.. يالا بينا”
“الحاج (متولي) هو اللي عليه الدور يا مولانا!!”
“إيه اللي تاعبك يا حاج؟!!”
“قلبي واجعني قوي يا شيخ منعم، وحاسس إن.. اااااااااااه!!”
(سترك يا رب!! منعم غرس إيدُه فى صدر الراجل) (يا نهاااار أسود؟!!) (يا سَتّااااااار!!)
“شايفين قلب الحاج متولي لونُه أزرق إزاي؟ الجِن مسيطر عليه، الجِن هو اللي تاعبُه! (فوووووووو!!).. بعد النفخة دي.. القلب هيرجع تاني للونُه الطبيعى.. بحق ملوك الوهم والإيحاء، بحق مُلتَهِم عقول الضُعفاء.. قوم يا حاج متولي”
(ده.. ده رَجَّع قلبُه تاني فى صدرُه) (الحاج متولي قام على رجليه!! مش مُمكِن)
“إزاي يا مِنعِم!! إزاي!!؟”
“كُل شيخ وليه طريقة يا شهاب ههههههه..
إخواني!!! زي ما أنتم شايفين، أنا عندي الحَل لكُل شيء، أنا أقدر أعمل أي حاجة تريحكُم.. كُل اللي هطلبُه منكُم تنشروا خبر وصولي في البلد كُلها! عايز الناس كُلها تسمع عني وعن عَظَمتي! عايز كُل اللي شاكِك في قُدراتي يعرف ويفهم إن أنا الحل.. أنا المُفتاح.. أنا الطريق!!”
(إحنا معاك يا مولانا.. إحنا معاك يا مولانا.. إحنا معاك يا مولانا)
“أنا مولاكُم الأعظم.. أنا مولاكُم الأوحَد!!”