الفراشات تتشابه في العديد من جيناتها
من المعلوم لدى العلماء أن أجزاء مشتركة من الحمض النووي هي التي تخلق أنماطًا ملونة في الفراشات، هذه الأنماط تساعد الفراشات على درء الحيوانات المفترسة. لكن الفراشات تعد من أكثر الكائنات تنوعًا فهي في الأصل تنتج من أنواع مختلفة من الديدان، لذا من الطبيعي أن تختلف جيناتها بشكل كبير.
لكن الآن تقدم دراسة جديدة دليلاً على أن عملية تشارك الحمض النووي قد تكون أكثر شيوعًا بين الفراشات مما كان يعتقد، مما يوفر فكرة جديدة عن كيفية تطور التنوع البيولوجي.
فقد أظهر تحليل لـ 20 جينوم لفراشات مختلفة دليلاً على أن العديد من أنواع الفراشات، بما في ذلك الأنواع ذات الصلة البعيدة، تظهر كمية عالية بشكل مفاجئ من تدفق الجينات فيما بينها.
فالفراشات، تلك الكائنات ذات الألوان الجميلة والتي تعطي للقلب بهجة وسعادة بينما نراها تقفز مع نسمات الهواء كأنها ورقة ملونة بين الزهور، لها أصول مختلفة مما يشير إلى أن المحتوى الجيني لديها يجب أن يكون شديد الاختلاف. لكن الحقيقة أن هناك تشارك في العديد من الجينات. كيف حدث هذا التشارك رغم اختلاف الأنواع، وكيف انتقل خلال القارات وفوق المحيطات، يزال الامر مجهولًا.
لكن أيًا كان ما سيقوله العلم في المستقبل عن سبب هذا التشابه الغير متوقع، تظل الفراشات شواهد عظيمة على تجلي قدرة الله وعظمته، فكيف لأنواع عديدة من الديدان أن تتحول لهذا التنوع الرهيب في الفراشات وكيف لها رغم اختلاف ألوانها وأشكالها وأحجامها أن تتشابه في المحتوى الجيني.