قصص الرعب

المشرحة

طول عمري بحب المشرحة والجثث مش عارف دي حاجة حلوة ولا وحشة، بس اللي أعرفه إن دي كانت أكتر حاجة محفزاني إني أدخل طب وأذكر، وفعلًا دخلت طب واخترت قسم التشريح، وجيه اليوم اللي تخرجت فيه، وجيه التعيين بتاعي.

احب أعرفكم بنفسي أنا يوسف، دكتور تشريح لسه خريج وأخيرًا بقى هبدأ حياتى بعد التخرج في المشرحة وعالم الجثث.. ياسلام العالم ده عالم كبير أوي وبسيط أوي أوي، المهم جاي جواب إني تم تعييني في مشرحة بمحافظة المنيا، وفعلًا بدأت أجهز حاجتي وسافرت المنيا، ووصلت إلى المستشفى قابلت عم حسن البواب…

أنا: سلام عليكم.
عم حسن: وعليكم السلام، أؤمر؟
أنا: أنا يوسف، دكتور جديد متعين عندكم هنا.
عم حسن: أهلًا أهلًا، اتفضل يا دكتور.

دخلنا لمدير المستشفى.. دكتور عمر

عم حسن: دكتور يوسف الدكتور الجديد.
دكتور عمر: أهلًا أهلًا، اتفضل يا دكتور تشرب إيه؟
يوسف: لا شكرًا يا دكتور.
د.عمر: لا مينفعش، أجيب لك حاجة ساقعة، بعد إذنك ياعم حسن اتنين حاجة ساقعة..
إزيك يا جو عامل إيه؟ شكلك أول مرة تيجي المنيا.
يوسف: اه الحقيقية.
د.عمر: إن شاء الله تعجبك، المنيا بلد جميلة وأهلها ناس طيبين، والبلد هنا هادية جدًا وهتعجبك.
يوسف: إن شاء الله خير.

الباب خبط، دخل عم حسن: اتفضلوا
د.عمر: شكرًا ياعم حسن.
خرج وقفل الباب.

د. عمر: بص إحنا عندنا عجز كبير في قسم التشريح حتى مفيش غيرك أنت ودكتور علي، بس أنا عرفت إنك كنت أول دفعتك آخر سنة، وده اللي خلاني أختارك، أنت معندكش مكان فالمستشفى هتوفر لك مكان لحد أما تلاقي شقة، يارب تتبسط معنا ونستفيد منك وتفيد المكان، لو احتجت أي حاجة اعتبرني أخوك الكبير.. تعالى أوريك القسم وأعرفك على دكتور علي.
يوسف: تمام وربنا يقدرني وأكون عند حسن ظن حضرتك، اتفضل.

وفعلًا روحنا القسم، وعرفت المكتب بتاعي هيكون فين واتعرفت علي دكتور علي، ومشي دكتور عمر.

د. علي: منورنا يا دكتور، بص أنا قبل دفعتك بسنتين يعني الفرق مش كبير، وبصراحة مبسوط إن في حد قريب لسني هنا، وإن في حد معايا علشان يشيل شوية.
يوسف: ماشي يا علي عامةً أنا لسة متخرج فمتعتمدش عليا أوي يعني.
علي: إيه علي دي يا يوسف؟ أنا الدكتور علي بس ميمنعش إني على يعني.
يوسف: هاهاهاهاها تمام ياعم احكيلي بقى إيه أخبار الشغل هنا وكدة؟

علي: بص إحنا الشغل هنا مريح جدًا لأن البلد هنا كلها عائلات، فلو فيه جثث قتل بيبقى طلق ناري وكده، مفيش جثث فيها شغل يعني، وبعدين معظم الجثث بيبقى قصة ثأر وكدة فمفيش حوادث صعبة.
يوسف: تمام بص أنا عارف إني شِفت مسائى، وعرفت إن الأوضة بتاعتي في المبنى هنا في الدور الأخير، فهطلع أريح حبة وابقى أنزل لك.
علي: تمام تمام متقلقش أنا مش همشى غير لما تنزل.

وفعلًا طلعت وغيرت هدومي ورتبت الأوضة، الأوضة كانت كويسة فيها سرير ودولاب ومكتب صغير كدة، نمت حوالي الساعة أربعة صحيت حوالي الساعة عشرة بالليل، غيرت ونزلت المستشفى لقيت علي قاعد.

علي: إيه يارب الخدمة تكون عجبت حضرتك.
يوسف: حلوة جدًا بس عايز أنام تاني الصراحة.
علي: لا أنت بتهزر بقى، بص أنا هروح وبكرة نتقابل سلام.

علي شخصية خفيفة وشخص كويس وشكله هيكون أول صاحب ليا هنا، المهم قعدت على المكتب شوية وسندت دماغي علي المكتب ونمت، وحلمت إني بجري في المستشفى وفي واحدة ست مش باين غير عينيها من وشها لأن شعرها نزل على وشها، وعماله تجري ورايا وتضحك ولابسه جلابية بيضة عليها كلام ورسومات غريبة، قمت مفزوع لما عم حسن صحاني على خبر إن في واحدة ست حرقت جوزها وانتحرت وجثتها في المشرحة.

قومت غسلت وشي وعملت كوباية شاي ونسيت كل حاجة وفكرت في شغلي، ودخلت المشرحة علشان اشتغل، وفعلًا بدأت شغل.

الجثة كانت لست اسمها مريم سنة ٣٥ سنة..
بدأت شغل وبدأت تشريح في الجثة من الساعة حوالي اتنين لحد الساعة خمسة الصبح، وده كان التقرير الأولي للحالة..
موتها كان انتحار نتيجة لطعن نفسها بسكينة في المعدة أدت إلى نزيف داخلي وقتل جنين عمره شهرين.

المهم خرجت من المشرحة ودخلت المكتب لقيت قطة سوداء تمامًا قاعدة على المكتب، المهم قعدت شوية لحد أما جات الساعة سبعة كان علي وصل..

علي: الأستاذ الجديد منورنا، والله عايز أقولك إن نور المكتب زاد إضاءة لمبة زيادة.
يوسف: يعني أنا لمبة يادكتور؟ تشكر.
علي: إيه ياعم أنت هتقفش، أنا بهزر معاك ياعم.
يوسف: خلاص أنا طالع، على فكرة في جثة جديدة جت المشرحة، واحدة ست انتحرت.. أنا اشتغلت عليها وشبه خلصتها، التقرير على المكتب، هطلع أنام هبقى أنزل شوية كدة لما أقوم.
علي: اتفضل يا فندم اتفضل.

طلعت ونمت نوم عميق جدًا، وأنا نايم شوفت مريم كانت واقفة قدامي وملامح وشها طبيعية جدًا جدًا، وكانت بتضحك وفجأة ملامحها اتحولت وجريت على جوزها وقتله وكانت ماسكة السكينة وهي غرقانة دم وتضحك، وفجأة بدون مقدمات راحت قتلت نفسها!

أنا قومت مفزوع من النوم، كانت حوالي الساعة ثمانية بليل، نورت النور لقيت القطة السوداء في وشي على المكتب اللي في الأوضة! أنا اتنفضت من مكاني.. فضلت بصالي حوالي عشر دقائق وأنا اتأكدت إني خلاص بموت من الخوف، وفجأة اختفت مش اختفت هي خرجت من الباب وهو مقفول! ولما فتحته ملقتش حد فى الطرقة، المهم لبست ونزلت لعلي، كان في المشرحة دخلتله لقيته شغال في الجثة بتاعت مريم…

يوسف: إية لقيت حاجة جديدة؟
علي: لا بس أنت كنت شغال وأنت نايم ولا إيه يابني؟
يوسف: ليه بتقول كده؟
علي: بتقول في التقرير إن الانتحار أدى إلى موت جنين، هو فين الجنين دة؟!
يوسف: في التلاجة دي، لسه بشاور علي التلاجة وببص لقيت التلاجة فاضية، أنا تنحت مفوقتش غير وعلي بيخبطني!
علي: يا بني واقف ليه كده تعالى نتكلم جوه، تعالى يا دكتور ياللي بتنام وأنت شغال.
يوسف: ياعلي والله كان فيه جنين أنا عارف.

دخلنا المكتب لقينا في حد في المكتب…

الضابط جلال: مساء الخير، أنا الظابط جلال اللي ماسك قضية مريم، وكنت عايز أعرف النتيجة الأولية لنتيجة التشريح.
يوسف: بص حضرتك هو انتحار أكيد لأن التحقيقات أثبتت إن البصمات اللي على السكينة بصمتها.
الضابط جلال: تمام طيب هي كانت مغيبة أو بتتعاطى أي مخدر.
يوسف: لا خالص مفيش أي مادة كيميائية دخلت جسمها قبل الحادثة.
الضابط جلال: تمام شكرًا جدًا.

الضابط خرج، وعلي قام قالي: أنا ماشي ربنا معاك، وغير موضوع الجنين ده.

قعدت أفكر في موضوع الجنين ده، لكن مش لاقيلها حل، طيب مين يقدر يخش المشرحة ويسرق جنين؟ من كتر التفكير نمت على المكتب وحلمت بمريم تاني، بس المرة دي كانت في مكان زي المقابر، لا هي مقابر.. قاعدة جوة دايرة وفيه ست قاعدة وراها شكلها وحش أوي وعلى رجلها طفل شكله مش زي الأطفال، لا ده كان بقرون وشكله بشع..

وفجأة لقيت مريم بتبصلي وتضحك ضحكة خبيثة وبتبرق، وفجأة ملامحها اتغيرت وبدأت تعيط جامد زي ما تكون كانت بتمثل، مش عارف تعبيرات وشها بدأت تتغير، وفجأة لقيت القطة السوداء قدامي! أنا اتفزعت قومت مخضوض من اللي حصل، لكن لما قومت لقيت حاجة غريبة جدًا.. لقيت ورقة مكتوب فيها “الشيخ فاروق”!
أنا مش عارف مين ده، ولا ايه اللي جابه؟!

احتفظت بالورقة في المكتب وقمت أصلي الفجر، رجعت كان الصبح صبح فتحت نت شوية لحد أما علي جيه..

علي: عمنا منورنا، صباح الورد، صباح اللي بتغني.
أنا مردتش، بصيت وسكت..
علي: إيه يابني مالك في إيه؟
يوسف: مفيش حاجة أنت بقالك كتير هنا، تعرف الشيخ فاروق؟
علي: الشيخ فاروق! لا مسمعتش الاسم ده بصراحة.
يوسف: طيب تمام، أنا هطلع أنام.

وفعلًا طلعت نمت.. حلمت بمريم جاية وبتعيط وبتقولي: أنا بريئة، أنا بريئة.. وفجأة اتحولت وبقت عمالة تضحك وراحت جايبة السكينة وغزت نفسها!

قومت من على السرير كانت الساعة خمسة، نزلت اتصلت بالقسم كلمت جلال باشا وطلبت منه إنه يجيني المكتب.
نزلت كان علي قاعد..

علي: إيه يابني صحيت بدري يعني!
يوسف: مريم بريئة من قتل جوزها والانتحار.
علي: يا راجل! وعرفت إزاي؟
يوسف: لا ده موضوع كبير.

دخل جلال باشا: إزيك يا يوسف.
يوسف: تمام الحمد لله
جلال: إيه الموضوع اللي أنت عايزني فيه؟
يوسف: حضرتك تعرف حد اسمه الشيخ فاروق؟
جلال: اه ده راجل دجال كده ونصاب ماله؟
يوسف: بص حضرتك الورقة دى جات معرفش منين، والراجل ده أنا معرفوش، أنا من أول ما اشتغلت في الجثة دي وأنا بيحصلى حاجات غريبة.. بشوف قطط سوداء، ومريم دي جاتلي في كذا حلم، وآخر حلم قالتلي إنها بريئة.. مريم مكانتش طبيعية قبل ما تموت، مريم كانت ملبوسة أو تحت تأثير قوة غير طبيعية.
جلال: إحنا فعلًا لقينا عندها زي لفة كدة وفيها ورقة وكلام غريب، تفتكر إن فاروق ده هو السبب؟
يوسف: اه هو السبب، أنا متاكد.

وفعلًا خرج الضابط جلال وأخد قوة من القسم وقبضوا على فاروق ده واعترف إن هو السبب في موت مريم وجوزها.. مريم راحتله مرة عشان مش بتخلف على أمل إن يكون عنده الحل.. عجبها موضوع إنه يعملها حجاب وحاجات كدة علشان تخلف، وبالصدفه ربنا أراد إن مريم تحمل فعلًا، ولما بقت حامل مبقتش تروح فقرر إنه يعملها عمل يخليها تتلبس..

وفعلًا عمل كدة واتلبست وراحتله علشان يعالجها قالها إنه مش هيخرجوا غير لما يتجوزها، مريم رفضت وفضل يلح لحد أما اقنعها، لكن الجن كان ليه رأي تاني.. الجن اللي عليها عشقها ومرضيش يفارق الجسد..

لما فاروق أمره أول مرة راح قتل جوزها، وتاني مرة خلاها انتحرت، وبغباء فاروق ده بعت يسرق الجنين علشان فاكر إن لو الجنين ظهر كانت هتيجي سيرته في القضية، افتكر الجنين ونسي الحاجب اللي بيقولوا عليه ده.

انا بعتلك القصة علشان عارف إنك مهتم بالحاجات دي، على فكرة مريم بطلت تجيلي، بس امبارح جاتلي الست اللي كان شكلها وحش أوي دي، وقالتلي فاروق مش هيسيبك!!

زر الذهاب إلى الأعلى