قصص الرعب

بوابة توري

بوابة توري
بوابة توري قد تلعن بسبب هذه القصة..

لذا إذا كنت قاصرًا، فعليك توخي الحذر بشأن تجربة هذه الطقوس القادمة، فقد أخليت مسؤوليتي بعد هذا التحذير.

حدثت هذه القصة خلال عامي الثاني في المدرسة الإعدادية خلال عطلة الصيف، عندما ذهبت إلى منزل صديقتي أسوكا لقضاء الليلة عندها، وبصحبة  صديقتانا شيزوكو، وتشيناتسو.

وبعد أن خططنا للدراسة وأدينا واجباتنا الصيفية معًا، أردنا الحصول على بعض الترفيه، فقضاء الليل كله في الدراسة شيء ممل.

لذلك أحضرت كتابي الجديد من القصص المخيفة التي كتبها  Junji Inagawa.

اشتريت الكتاب أساسا حتى أتمكن من كتابة انطباعاتي عنه، لكني لم أشرع في قراءته حتى الآن.

قررت تشيناتسو، التي علمت أنني أحضرت الكتاب معي، أن قراءة القصص المخيفة بمفردها ستكون مملة، لذلك أحضرت معها بعض الأشياء لإبقاء القصص مثيرة للاهتمام:

– 5 شموع.

-كشاف ضوئي.

-قطعة من الورق الأبيض المربع.

-قلم أحمر.

-مسحوق أبيض (ربما ملح).

وأوضحت:

– “بحثت على الإنترنت، ووجدت إن هذه الأشياء قادرة على، درء الأرواح الشريرة عند سرد القصص المخيفة”.

قالت شيزوكو وهي تسحب ركبتيها إلى صدرها:

– “إن هذه الأمور مخيفة يا رفاق.. هل علينا القيام بهذا فعلا؟”

قالت أسوكا بابتسامة:

– ” لا تقلقي ..نحن جميعًا هنا معًا.. سيكون كل شيء على ما يرام”.

هزت شيزوكو رأسها على مضض ووافقت على اللعب، وسرعان ما بدأت تشيناتسو الطقوس، فوضعت شمعة في كل زاوية، ورسمت بوابة توري ( وهي نوع من الرسومات الروحية ترمز للانتقال من الدنيوي إلى المقدس) بالحبر الأحمر في وسط قطعة الورق، ثم صنعت كومة من الملح على الورقة، قبل أن تضع الشمعة النهائية في وسط كومة الملح.

ثم أشعلت كل الشموع وأطفأت الأنوار لتجلس بعدها بجواري، وسحبت مني الكتاب، وبدأت في قراءة القصة المرعبة الأولى، بصوت عال وببطء.

كنا جميعًا صامتين في البداية ولكن مع بداية القصة الرابعة، بدأنا في إثارة بعضنا البعض بقول أشياء مثل “أوه ، أنا أعرف هذه القصة!” ” إنها مخيفة”. ” فلتتجاوزي هذه الفقرة”.

وعندما أصبح ذلك مملاً، بدأت تشيناتسو في سرد ​​قصة قرأتها على الإنترنت، وعندما وصلت لأحدى الفقرات، جعلت صوتها متحشرجا، ومخيفا وهي تقول:

-“حينها رأيت شخصًا ما يتجه نحوي، وبمجرد أن مررنا ببعضنا البعض، صرخ:

“أنا سألعنكم”.

في هذه اللحظة بالذات، انطفئت الشمعة خلف شيزوكو.

وصرخنا نحن الثلاثة دفعة واحدة.

وقبل أن ألاحظ ما كان يحدث، ألقت أسوكا بنفسها علي وعلى تشيناتسو وتمسكت بنا بإحكام وهي تقول بصوت هامس:

“شيز… شيزوكو، ماذا أصابك؟”..

كانت شيزوكو صامتة كالأموات، وظهرها لا يزال يواجه الشمعة التي انطفئت، وهي تنظر بعينان ميتتان إلى اللهب، الذي كان لا يزال يخرج من الشمعة الموجود في تلة الملح.

-“شيزوكو”!

-“شيزوكو”!

رفعت شيزوكو وجهها أخيرًا، ببطء شديد.

وعندما التقت عيناها بأعيننا ارتجفنا، ونحن نسمع ما يبدو وكأنه خدش وحفر يأتي من الجدار خلفها.

كان الصوت مخيفا..

صرخنا نحن الثلاثة بهستيريا، جعلت والدا أسوكا يندفعان من الخارج صوب غرفة النوم على الفور.

كنا جميعا في حالة من الانهيار بعد سماع الصوت المخيف، مما أجبرهم على الاتصال بآبائنا، ليأتوا وينقلوننا إلى منازلنا.

ولفترة طويلة، لم يسمح والداي لي بالخروج.

وبعدها سُمح لي بالتحدث إلى أصدقائي عبر الهاتف، ولكن لا شيء آخر.

وكلما فكرت في شيزوكو، وحاولت الاتصال بها، كانت تذهب كل جهودي هباء.. ولم أتمكن أبدًا من الوصول إليها.

وعندما تواصلت مع أسوكا وتشيناتسو، أخبروني أنهم حاولوا الاتصال بها، وفشلوا أيضا.

وفي النهاية سمح لي والداي بالخروج مرة أخرى، بعد أن انتهت العطلة الصيفية، لأحضر حفل دخول المدرسة.

وهناك بحثت عن شيزوكو في كل مكان، لكنها لم تكن في المدرسة.

بمجرد أن انتهى اليوم الدراسي، ذهبت بصحبة أسوكا، وتشيناتسو إلى منزل شيزوكو.

وبغض النظر عن عدد المرات التي قمنا فيها برن جرس الباب، لم يجب أحد.

وفي النهاية استسلمنا وقررنا العودة إلى منازلنا، عندما أطلقت تشيناتسو شهقة مفاجئة..

استدرنا بسرعة لنرى، ما تشير إليه..

كانت تشير إلى نافذة في الطابق الثاني، لكن كل ما رأيناه كان مجرد ستارة بيضاء.

ولكنها أقسمت لنا أنها شاهدت فتاة شاحبة، تشبه شيزوكو خلف الستارة، اختفت على الفور عندما نظرنا إليها..

بعدها، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يعلن أحد المدرسين، عن انتقال عائلة شيزوكو من المنطقة، وانتقال شيزوكو نفسها إلى مدرسة أخرى.

سألنا المعلمين وأولياء الأمور عن مكان مدرستها الجديدة، ولكن أي منهم لم يعرف إلى أين ذهبت…؟

وعندما أفكر الآن في ما حدث، أدرك مدى هلع شيزوكو كطفلة من التجربة المخيفة، التي رأت فيها ما لم يستطع أحدنا رؤيته.

كما أن هناك شيء لم أنتبه له إلى الآن.

في تلك التجربة الملعونة، كانت شيزوكو تواجه بوابة توري التي رسمناها على قطعة الورق .

فهل فتحت أمامها باب نحو عالم أخر؟

ترى ما الذي رأته هناك عبر البوابة؟

وهل لا زالت حية؟

اقرأ أيضاً

القاتل المجهول

لم اتوقع ما سوف يفعله

عمرو المنوفى

كاتب وروائى مصرى، من مواليد محافظة الغربيه، صدرله العديد من الرويات مثل (لقاء مع ميت،مخطوطة ابن الشيطان،شمس المعارف،أبحث عنك)
زر الذهاب إلى الأعلى