تاريخ

تاريخ العيدية من العهد الفاطمي حتى اليوم

تاريخ العيدية من العهد الفاطمي حتى اليوم
تختلف مظاهر العيد من مكان لآخر، ولكن تظل العيدية من أهم مظاهر العيد، و تاريخ العيدية طويل وتغير عبر العصور كما أنها تختلف من بلد لبلد آخر، وهي مظهر من مظاهر العيد التي تُدخل السرور والبهجة على الأطفال.

وكلمة العيدية مُشتقة من العيد وتعنى العطف أو العطاء أو المعروف وتختلف اسمها من بلد لأخرى، في مصر تُسمى العيدية أو المصروف، أما في بلاد الخليج والسعودية تُسمى الفرحية أو الحوامة أو الحقاقية أو القرقيعان، وفي بلاد الشام تُسمى الخرجية، وفي بلاد المغرب العربي تُسمى فلوس العيد، وتكون العيدية عبارة عن الحلويات أو المال.

تاريخ العيدية في العالم الإسلامي

حرص الملوك قديمًا على توزيع العيدية مع كسوة العيد للفقهاء وقراء القرآن الكريم وكانت من الدراهم الفضية تُوزع ليلة ختم القرآن الكريم، وكان أول من أطلق لفظ العيدية تاريخيًا هم الخلفاء الفاطميون على هيئة زيادة في رواتب العمال وتوزيع الملابس على الفقراء في أول يوم العيد.

في عهد الدولة الطولونية تم ابتكار كحك العيد في قوالب كل واشكر، وانتقل كحك العيد للدولة الأخشيدية وتطور في عهد الدولة الفاطمية حيث كان يتم حشو الكحك بالدينار الذهبي كنوع من العيدية.

كانت الجماهير تنتظر عند قصر الخليفة الفاطمي ويخرج عليهم بالداهم الفضية والدنانير، وامتدت العادة للعصر المملوكي، كان السلطان يخرج مع الأمراء والجند لصلاة العيد مرتديًا الملابس الجديدة البيضاء المزينة بالفضة والذهب.

وبعد الصلاة يأمر الخليفة بالولائم والحفلات للأمراء والجند والرعية وسُميت العيدية باسم الجامكية، واختلفت من طبقة لطبقة أخرى كانت من الفضة والدنانير، وكانت توزع الأوعية المملوءة بالكعك وكانت تُخصص ميزانية للعيد بقدر 16 ألف دينار.

بعد ذلك تطور تاريخ العيدية، ففي العهد العثماني اقتصرت فقط على المال كان الأطفال يأخذونها بعد صلاة العيد مباشرة من الأب والأم والأهل، وكان يتبادلها الكبار أيضًا كنوع من التهنئة بالعيد، وهو الذي مازال متبعًا حتى يومنا هذا، واختلف شكل العيدية في الدول الإسلامية، مثلًا في البلدان الآسيوية يمر الأطفال على المنازل يطلبون العيدية.

عادات عيد الفطر المبارك في مصر تاريخيًا

كان الاحتفال بالعيد يبدأ قبل حلول العيد بثلاث أو أربعة أيام يقوم الناس بتجهيز مشروب السوبيا الذي يُشرب مكان الشربات في أيام وليالي العيد الثلاث، وكان ذلك المشروب مقتصر على مصر وحدها ويُصنع من نقيع الأرز مع القرفة والقرنفل وهو من المشروبات النافعة لمن يعانون من الحموضة.

كانت مظاهر الاحتفال بالعيد السعيد تمتد ثلاث أيام وثلاث ليالٍ متواصلة تزدان ميادين مصر مثل ميدان مصر العتيقة وبولاق وباب النصر والروملي وغيرهم بالمراجيح والدولايب الدوراة وغيرها من الألعاب، كان سكان القاهرة لا ينامون، يوم وفقة العيد تتحول المدينة لبحر من البشر ويخرج الآلاف لطرقات للاحتفال بقدوم العيد، وكانت النساء يفضلن عقد النكاح بالعيد، ظلت تلك الاحتفالات متواجدة وتنتقل من جيل لجيل آخر مع اختلاف العصور والناس ولكنها ثابتة بثبات الزمن.

المصدر
المصدر

هاجر طلعت

طالبة دكتوراه تخصص إعلام - تكنولوجيا الصحافة أحب التدوين وكتابة المقالات شاركت في تأسيس عدد من المواقع العربية مهتمة بالزراعة المنزلية والتصميم والقراءة والتصوير .
زر الذهاب إلى الأعلى