تكنولوجيا

تحور جيني ربما يكون سبب الشيزوفرانيا

تحور جيني ربما يكون سبب الشيزوفرانيا

الشيزوفرانيا  مرض انفصام الشخصية هو اضطراب عقلي غير قابل للشفاء حتى الآن، يتميز بعدم القدرة على فهم الواقع والهلاوس والضلالات وسماع أصوات لأشخاص غير موجودة، مما يؤدي إلى تقليل المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي والكلام الغريب والسلوك غير الطبيعي.

أسباب انفصام الشخصية غير معروفة بشكل محدد، ولهذا السبب يصعب علاجها. لكن في دراسة جديدة حدد علماء من أستراليا والهند تباينًا جينيًا قد يؤدي إلى اكتشاف مصدر الفصام.

الشيزوفرانيا أو فصام الشخصية هو حالة من الوهن الشديد. هناك بالفعل علاجات مصممة لتخفيف الأعراض وهناك الكثير من المصابين بالفصام الذين يمكنهم العمل كأعضاء منتجين في المجتمع. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤثر الفصام على أكثر من 21 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ولكن  مع الأسف ليس كل شخص يحصل على العلاج المناسب.

 الشيزوفرانيا

قام علماء من جامعة كوينزلاند وفريق من الباحثين الهنود بتفتيش جينومات أكثر من 3000 فرد. وقد تمكن الفريق من تحديد الجين المسمى NAPRT1، والذي يرتبط بالفصام. NAPRT1 هو المسؤول عن ترميز إنزيمات تشارك في التمثيل الغذائي لفيتامين B3. ووجد العلماء هذا الجين في مجموعة بيانات جينية كبيرة من مرضى الفصام ذوي الأصول الأوروبية. ثم أجرى العلماء تجارب على أسماك حمار وحشي بإزالة هذا الجين. ووجدوا أنه عندما كان NAPRT1 غائبًا، فإن وظيفة دماغ السمكة كانت ضعيفة. وهذا يؤدي إلى فرضية أن NAPRT1 يلعب دورًا في تطور الفصام.

على الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، يعتقد العلماء أنه في نهاية المطاف قد يقدم هذا البحث مسارًا لعلاجات جديدة لمرض انفصام الشخصية. يوجد الآن معرفة بالعديد من التغيرات الوراثية المرتبطة بالفصام، لكننا لا نعرف حتى الآن ما تفعله مئات الجينات على وجه الدقة. لذا فالمرحلة التالية هي دراسة وظيفة هذه الجينات في الحالات الطبيعية والمرضية باستخدام الأساليب الحسابية والنماذج الحيوانية.

يحاول العلماء معرفة ما الذي يجعل الناس عرضة للفصام. في النهاية، قد يؤدي ذلك إلى علاجات من شأنها مساعدة ملايين الأشخاص. انفصام الشخصية، على حد تعبير العلماء، يزيل الشعور الأساسي لدى الشخص بما يعنيه أن يكون الإنسان إنسان. إنه يشوه إدراك الواقع ويجعل من الصعب القيام بالمهام اليومية.

ومع ذلك، تذكرنا منظمة الصحة العالمية أن مرض انفصام الشخصية يمكن علاجه. من الممكن أن يزيل الطب الحديث معظم الأعراض الشديدة ويمكن للأشخاص المصابين بالفصام أن يعيشوا حياة طبيعية. في الواقع، التمييز والسخرية في بعض الأحيان بالنسبة لهؤلاء المرضى يمثل تحديًا أكبر من الاضطراب نفسه. يمكن للعلماء العثور على علاجات جديدة لمرض انفصام الشخصية، ولكن سيتعين علينا تغيير تصورنا تجاه هذا الاضطراب.

اقرأ أيضاً

ماساتشوستس : معالج حاسوبي متطور من الأنابيب النانوية الكربونية

الذكاء الاصطناعي يستطيع الآن توقع أمراض القلب

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى