طلاسم

تضحية من أجل الخلود

تضحية من أجل الخلودأخبرني ما الذي ستفعله حين يُعرض عليك الخلود ؟ هل ستنتظر أن تحدد قرارك بعد معرفة الثمن؟، أم ستفعل أي شيء للحصول عليه ؟، وحين تعرف مدى فداحة الثمن..هل ستريد الحصول عليه أيضًا ؟..

دعنا نعرف الإجابة سويا :

في عام 1894، وفي مدينة ساينت مارتينسفيل في لويزيانا، وُلدت كلمنيتين بارنبيت، كان والداها رايموند بارنبيت و نينا بروتر، وكانت تمتلك أخا يسمونه زيفرين، وكان والد العائلة رايموند شخصًا سيئًا يكرر الاعتداء عليهم باستمرار حتى بعدما انتقلت العائلة لمدينة لافاييت في 1909.

في سن السابعة عشر انضمت كليمنتين لطائفة تُسمى كنيسة التضحية، وبعد فترة قصيرة من إنضمامها بدأت في إرتكاب جرائمها بين لافاييت و تكساس.

أولى جرائمها كانت في فبراير عام 1911، و ضحاياها هم الزوج والتر و زوجته سلفينيا بايرز و طفلهم الرضيع، حيث اقتحمت كليمنتين المنزل مسلحة بفأس، لتقطع رؤوس العائلة بلا ذرة تردد، وبمجرد أن تنتهي من قتلهم تسحب أجسادهم إلى السرير حيث تتركهم هناك غرقى في دمائهم بجوار بعضهم البعض إلى أن تأتي الشرطة و تشهد على المجزرة البشعة.

في نفس الشهر أتركبت كذلك جريمتها الثانية حيث قتلت جميع أفراد عائلة أندروس، الوالدين و الطفلين ثم وضعت الأجساد بجوار بعضها البعض على سرير واحد مجدداً و كأنها تعرض صورة واحدة دافئة لأفراد العائلة المقتولين معًا.

ما تحير الشرطة أن الجرائم لم تصاحبها أي نوع من السرقة، وكانت ذات طابع شعائري ديني، لذا بدأت البلدات بالدخول في حالة هيستيريا جماعية، فلا أحد يعلم من القاتل، و الجار يشك في جاره، و وصل الأمر إلى أن الناس قرروا أن يناموا بجوار أسلحتهم.

ولكن سرعان ما توصلت تحقيقات الشرطة إلى عائلة بارنبيت، حيث تم استجواب أفرادها و حينها شهدت الزوجة والابنة و الأخ على الوالد و قالوا جميعًا بأنه القاتل و أنهم رأوه في إحدى الليالي عائدا من الخارج وهو مغطى بالدماء في محاولة منهم للإنتقام حول معاملته السيئة لهم.

ولكن و بينما الوالد رايمون بارنبيت في السجن منتظرًا المحاكمة، حدث جريمة أخرى في نوفمبر عام 1911 حيث تم قتل جميع أفراد عائلة راندال ومنهم أربعة أطفال، مما قاد الشرطة لمشتبه به أخر وهو الإبنة كليمنتين بارنبيت.

و بالأخص بعد تفتيش منزل العائلة حيث تم العثور على بدلة رجلة ملوثة بالدماء، لذا سرعان ما تم القبض عليها لتعترف بإرتكاب 35 جريمة قتل.

كليمنتين كانت كما قلت سابقا قد إنضمت لطائفة تسمي نفسها كنيسة التضحية، طائفة من سحرة الفودو الذين يخدعون أتباعهم بأن قتل المذنبين سيعطيهم حياة أبدية و قوى خارقة للطبيعة، وهذا كان دافع كليمنتين لإرتكاب جرائمها، حيث كانت ترتدي بذلة رجل ليلًا، وتسافر للقرى عبر القطار وترتكب جرائمها كنوع من التضحية من أجل خلودها المزعوم.

و للأسف بسبب أن سنها كان 18 عامًا فقط خلال المحاكمة، تم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة، لتترك السجن في أغسطس 1923، وتختفي نهائيًا من الوجود بدون أن يعلم عنها أحد شيئًا.

اقرأ أيضاً

لغز الجسد المُتحلِّل

زر الذهاب إلى الأعلى