أظهرت دراسة أجراها باحثون في معهد وودز هول لعلوم المحيطات أن المجتمعات الميكروبية الموجودة داخل الحيتان قد تلعب دوراً هاماً في هضم واحدة من أكثر الدهون الغنية بالكربون والموجودة في المحيطات بوفرة، وهي استرات الشمع.
استرات الشمع هي واحدة من أصعب الدهون في الهضم بالنسبة للعديد من الحيوانات، بما في ذلك البشر. وهي موجودة بغزارة في القشريات الصغيرة مثل الكريل والـكوبي بودز وهي قشريات تشبه الجمبري، وهي الفريسة المفضلة للحيتان في شمال الأطلسي المهددة بالانقراض. تعتبر استرات الشمع من الدهون المهمة في المحيطات، حيث تقوم بتخزين ما لا يقل عن نصف الكربون الناتج عن الكائنات البحرية الشبيهة بالنباتات.
وجد الباحثون أن أكثر من 80 في المئة من الدهون التي تأكلها الحيتان هي استرات للشمع، ولكن أقل من 30 في المائة يذهب للأمعاء الغليظة، بلفظ آخر 30% منها فقط هو الذي يخرج بدون هضم.
لكن استرات الشمع صعبة الهضم جدًا فنحن لا نستطيع هضمها في الواقع.. إذًا كيف يمكن لأمعاء الحيتان أن تقوم بهذا العمل الصعب؟ وجد الباحثون الإجابة في المحتوى الميكروبي في أمعاء الحيتان.. حيث تمتلك الحيتان مجتمعات ميكروبية معقدة قادرة على هضم هذه الدهون العصية على الهضم.
تلعب الميكروبات دورًا هامًا لجميع الكائنات بما فيها البشر، ومن أهم تلك الأدوار المساعدة في هضم المكونات التي لا يستطيع الجسم هضمها بنفسه.
تجري الآن أبحاث تهدف لزراعة ميكروبات موجودة في حيوانات أخرى قادرة على هضم مواد لا يستطيع الإنسان هضمها وذلك لتوسيع قدرة الإنسان على تلقي الطعام، مما قد يساهم في تحسين قدرة الإنسان على هضم الأطعمة التي لا يستفيد منها الجسم عادة، وبالتالي يقل معدل استهلاك الطعام وربما تسهم في معالجة مشكلة نقص الغذاء العالمي عن طريق جعل الإنسان قادرًا على هضم أنواع من الطعام لم يعتد أكلها.
