قصص الرعب

تيلي الأرملة السوداء

بقلم محمد جمال

تيلي الأرملة السوداءتيلي الأرملة السوداء ، كان يقال عنها أنها أرملة سوداء، فهي كانت تستطيع التنبؤ بموت أزواجها القريب، ولكن لم يفكر أحد أبدا في كونها تقتلهم، فلا يوجد دافع واضح على الأقل لها كي تقتل أزواجها بدم بارد بل وحتى كي تسخر من اقتراب موتهم، ولكن ما نعلمه أنها كانت شخصية مثيرة للغرابة و الاهتمام.

وُلدت تيلي بوريك في بولندا، ثم وصلت للولايات المتحدة مع والديها كمهاجرين، لا يعلم أحد الكثير عن حياتها البكر في طفولتها، ولكن ما نعلمه أنها تزوجت زوجها الأول جون في عام 1895، وفي عام 1914 توفي الزوج بعد صراع قصير مع مرض مجهول، ولكن الفحص الطبي قال أن سبب الوفاة هو أزمة قلبية.

بعد وفاة زوجها الأول لم تنتظر تيلي كثيرا وتزوجت زوجها الثاني جوزيف، حيث أظهر سرعة زواجها بعض التساؤلات حول كونها تخون زوجها الأول من قبل وفاته، ولكن ما انكشف أيضا أنها كانت تخون زوجها الثاني جوزيف مع حبيب مجهول، ليموت الاثنان معا في فترة قصيرة.

لكن خيوطها الخبيثة بدأت بالانكشاف بعد زواجها الثالث برجل يقال أن اسمه هو فرانك، حيث سكنت معه في منزل حبيبها المتوفي، لكن بعد فترة ليست بالطويلة من زواجهما بدأت تخبر الجيران بأن “فرانك لن يعيش طويلا”.

بل أحيانا أخرى كانت تسخر منه و تحييه في الصباح قائلة “لن يطول الأمر الآن”، أو “ستموت قريبا” وتخبر الجيران بأنه سيعش “فترة قصيرة جدا”، بل حتى كانت قد طلبت أن تشتري نعشا لزوجها، ومن هنا بدأ يقال عنها أنها ساحرة مستبصره تتنبأ بقرب وفاة أزواجها، وفي عام 1921 مات زوجها الثالث أخيرا.

بدأت الأحاديث تزداد، وبدأت القصص تتزايد، وأصبح الكل يخاف منها، فهي المرأة التي مات كل زوج لها، بل التي تنبأت بموت أخر زوج قبل وفاته، ولكن مع ذلك اقترب من حياتها رجل شجاع اسمه كان جوزيف كليميك، لنقل أن جوزيف كان يحبها، ولم يكن يهتم كثيرا بالقصص عنها، وربما بسبب حبه أوعز وفاة كل أزواجها السابقين للقدر فقط.

ولكن سرعان ما أصبح هو أيضا مريضا، مما بعث داخله الرعب، فقرر أن يذهب للطبيب، وهناك شك الطبيب بأن جوزيف قد تم تسميمه و أكدت الفحوصات شكوكه، مما دفعه لإبلاغ الشرطة.

وهكذا تم القبض على الأرملة السوداء، ولكن يقال أن الشرطي الذي قبض عليها، استطاع أن يسمع كلماتها المسمومة وهي تقول له غاضبة

“الشخص التالي الذي أريد أن أعد العشاء له، هو أنت”

بعد القبض عليها، تم فحص جثث أزواجها السابقين، وهنا تبين أنها سممتهم جميعا، ثم وجدت التحقيقات بعد ذلك بأنها سممت جارين لها وقتلتهم، بل سممت كلبا أيضا كانت تراه مزعجا لها، بل حتى أقربائها قد أصابهم مرض كاد يودي بحياتهم بعدما أكلوا طعاما منها في منزلها.

لكن يا ترى ما الدافع الحقيقي وراء تلك الجرائم المتتالية ؟

في الحقيقة كانت تيلي المستفيدة الأولى من التأمين على حياة أزواجها المتوفين، بل وكذلك كانت مقتنعة تماما أن كل شيء أو كل شخص أو كل كائن يزعجها هو يستحق الموت، وهكذا استحقت لقب الساحرة المميتة أو الأرملة السوداء الذي قيل عنها.

في النهاية توفيت في السجن في يوم العشرين من نوفمبر عام 1936، بعد إدانتها وقبل أن يتم شنقها لتكون عبرة.

ربما العالم لم يعد مكانها آمنا للرجال بعد الآن، فنحن لا نعلم أين تختبئ بقية الأرامل السوداء بين البشر.

 

المصدر :

Murderpedia

اقرأ أيضاً

شبح الدماء الأسكتلندية

زر الذهاب إلى الأعلى