ثقافة الاعتذار في علم النفس
علم النفس لم يترك سلوك عند البشر بدون توضيح وفلسفة ونقاش، فجاء محملًا بالكثير من السلوكيات التي يجب تبنيها منها ثقافة الاعتذار في علم النفس ، وسنوضح كيف يمكن استخدمها بشكل إيجابي.
ثقافة الاعتذار في علم النفس من حيث الايجابيات
أن تقدم الاعتذار لشخص ما بغض النظر عن فارق العمر بينكم إن كان كبير أو صغير، أو مغاير لديانتك أو من ثقافة بلد أخرى، فأنت بالتأكيد تمتلك روح نفسية وصفات بداخلك لها جوهر مميز ومتألق.
أنت تتمتع بتلك الأناقة الداخلية والخارجية، التي تجعلك في صفوف الأشخاص الراقيين، كما أنك ستصبح مقرب ومحبب من جميع المحيطين بك، وخاصة الذين كانوا لا يعرفونك بشكل جيد أو غير مقربين لك، فهنا ستجد تعامل واهتمام ونظرة تستحقها بسبب ثقافتك الرائعة التي تمتلكها.
عندما تقدم ذلك الاعتذار أنت لا تسهم في بناء ذاتك أو ترك بصمة ذات صدى فعال عند الآخرين، بل أن تساعد في نقل تلك الثقافة للآخرين وقد يتبنها من كان يجهلها، فتنتشر في الوسط المحيط بك، وتصبح متبادلة، وذلك ليعم الاحترام والتقدير بين الفئات المختلفة، فتكن عنصر فعال وعضو ناتج للأخلاقيات والسلوكيات الحميدة، و التي تعزز من الثقة بالنفس وتنمية الحالة النفسية الصحية المفعمة بالحيوية.
على الأطفال لها تأثير كبير جدًا وستنتج طفل مهذب، يتعلم أن لا يصدر تصرفات بدون وعي أو تعدي على حقوق المحيطين، فتجده في المدرسة يقوم بتصرفات موزونه، وإذا ما صدر عنه فعل غير مهذب بشكل عفوي وغير مقصود، ستجده يعتذر بشكل يزيد ويرفع من قدره، فالاعتذار يحتاج إلى شجاعة وليس من صفة الجبناء، ويحتاج إلى قوة نفسية وعصبية، والإنسان عديم الثقة بنفسه والغير متزن لا يمكن أن يصدر منه الاعتذار.
يظهر ويكشف حقيقة النفس الداخلية والنوايا الخفية، لأن من يعتذر تأكد من صفاء نيته وحسن ما يُكنه للطرف الآخر، بعكس ذلك الذي يحمل الضغينة وقد ينافقك ظاهريًا ولكنه لا يستطيع البوح بلفظ الأسف، وهنا تأكد من عدم سلامة النية والباطن.
ثقافة الاعتذار في علم النفس من حيث السلبيات
نعم للاعتذار سلبيات قد تكون خاصة بمن يقدمون ذلك، كمثال بسيط أن تكون قد اعتدت عليها، فتسهل لك الخطأ في حق الآخرين، لأن على الأغلب من المنطق النفسي أن الأقوال أسهل من الأفعال، فأنت أصبحت تكرر التجاوز في حق الآخرين وما أسهل أن تتبعه بصيغة اعتذار وهذا غير مجزي تمامًا، ويجعلك ذو شخصية ملتوية، ويتضح أنك تستغل تلك الايجابية في سلبية بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الاعتذار السامية.
معظم البشر للأسف الشديد يفسرون الاعتذار على أنه ضعف في الشخصية وخوف من رد فعل الآخرين، فتجدهم عندما يقدم الشخص ذلك القول والصيغة، تجده يشار إليه بالبنان أنه بعيد كل البعد عن صفات القوة، وهذا من سلبيات الاعتذار الغير منصفة، والتي تجني عليك متاعب كثيرة وردود فعل غير جيدة، لذلك احذر من فرط الاعتذار واجعل الاعتدال في كل شيء يزيد من مقداره ويرفع من قيمته.
هناك مجالات عملية ومهنية وفي الحياة لا تعترف ولا تقبل الاعتذار، وعندما يخطأ الشخص يعاقب بشكل فعلي دون تقبل أي عذر، وهذه من إحدى سلبيات تلك الثقافة فحدود استخدامها فقط على المستوى الشخصي في التعاملات الاجتماعية، لكنها لا تصل حد الثوابت التي قد يقف عندها تنفيذ القانون والمبادئ المهنية، فالحياة العملية لا تعترف بتلك الشكليات الذوقية.