
جافاد إقبال، قاتل متسلسل أم بريء ؟
جافاد إقبال ، قاتل متسلسل أم بريء ؟ ، هناك قتلة متسلسلون، وهناك وحوش متسلسلون، ومن بين القتلة يخرج الوحش، بعدد ضحايا يفوق ما قد نتخيله، وإحدى هذه الوحوش هو جافاد إقبال، القاتل المتسلسل الباكستاني، والذي أزهق مئة روح لمئة صبي، جذبت قضية إقبال الرأي العام العالمي، وتم تعريفه كأحد أشهر وأبشع القتلة المتسلسلين على مستوى العالم، وهكذا كان الحكم عليه بالموت، بنفس الطريقة التي قتل بها ضحاياه.
لا نعلم الكثير عن حياة إقبال المبكرة، ولكن نعلم أنه ولد في الثامن من أكتوبر عام 1956، كان والده رجل أعمال، و أصبح إقبال حينها الطفل السادس، والإبن الذكر الرابع في العائلة.
بعد أن أنهى تعليمه الجامعي، إشترى والده قصرين في لاهور، سكن إقبال في إحدى القصرين، حيث بدأ عمله الخاص في صب الصلب، وعاش هكذا لسنوات.
في ديسمبر عام 1999 أرسل إقبال خطابا إلى مركز الشرطة المحلي في لاهور، و إعترف في الخطاب بقتل مئة صبي عن طريق خنقهم بيديه ثم تقطيع جثثهم، كان معظم الصبية هاربين أو يتامى مشردين من شوارع لاهور، وكان يتخلص من جثثهم عن طريق إلقائها في الحمض.
في منزله، عثرت الشرطة و معهم الصحفيون على بقع الدماء جثث الضحايا، وصورهم وهم موتى، والسلسلة التي خنقهم بيها إقبال، ولكن أبشع ما وجدوه، هو حقيقة كون إقبال صور الجثث و كتب على كل صورة إسم كل ضحية، و كأنه يحاول تخليد ذكرى ضحاياه معه.
لكن لم يتم العثور على إقبال في قصره، في الواقع، قال إقبال في خطابه للشرطة بأنه كان ينوي الإنتحار بعد جرائمه عن طريق إغراق نفسه في نهر رافي، ولكن بائت محاولته بالفشل بسبب تعلقه بشباك الصيد، لذا قرر الهرب، وبدأت الشرطة أكبر عملية بحث وصيد في باكستان للعثور عليه.
بعد ذلك بحوالي شهر، قرر إقبال تسليم نفسه للشرطة، وقال للصحافة بأنه إستسلم لخشيته أن تقتله الشرطة بلا محاكمة، بعد الإعتقال و أثناء المحاكمة، إدعى إقبال كونه بريئا، و بالرغم من حقيقة أن الخطاب بخط يده، وأن صور الضحايا حقيقية، وبقايا جثثهم كذلك حقيقية، قال إقبال بأن كل ما حدث كان مجرد مقلب لإرغام الحكومة على رعاية المشردين و العائلات الفقيرة.
ولكن بشكل غريب شهد أكثر من مئة شاهد ضد إقبال في المحاكمة، ثم تم الحكم عليه بالقصاص في ميدان عام، و أن يقطع جسده لمئة قطعة ثم يتم إذابتها كلها في الحمض، ولكن لم ينتهي الأمر عند ذلك الحد، فقد تم إكتشاف أن إقبال لم يكن يعيش وحيدا في قصره، بل عاش مع بعض الصبية، ساجد أحمد ذو السبعة عشر عاما، ومحمد نديم ذو الخمسة عشر عاما، ومحمد صابر ذو الثلاثة عشر عاما، وجميعهم تمت إدانتهم بالمشاركة في الجرائم.
ولكن إقبال ذو الثانية و أربعين عاما وكذلك ساجد أحمد هم فقط من حصلوا على حكم الإعدام، أما البقية فقد حصلوا على أحكام سجن متفاوتة.
وفي صباح يوم الثامن من أكتوبر عام 2001 تم العثور على إقبال و ساجد في زنزانتهم وقد شنقوا أنفسهم بملاءات السرير، مع ذلك إعتقد البعض بأنهم تعرضوا للقتل، وقد دعم ذلك الإعتقاد عثور الطب الشرعي على أثار للضرب على أجسادهم قبل موتهم.
و ربما دعم ذلك الإعتقاد أكثر، هو موتهم بعد أربعة أيام فقط من قبول الطعن في حكم إعدامهم من قبل أعلى سلطة دينية في البلاد، لذا قال محامي إقبال بأنه كان ضحية لمؤامرة من قبل الشرطة، ولكن لا نعلم ما هدف تلك المؤامرة حتى الأن، وكذلك لا نعلم دوافع إقبال الحقيقية خلف الجرائم.
مما يترك لنا الكثير من الاسئلة بلا إجابة فعلية، ولكن مع ذلك يبق إقبال أحد أشهر و أبشع القتلة المتسلسلين على مستوى العالم.