حالة مس من ضحية
حالة مس من ضحية ، هل يمكن أن تمتد حياتك لما بعد موتك؟ أن تسعى روحك للعدالة المفقودة؟ أن يحاول قرينك التواصل مع عائلتك ؟ بل هناك حتى نوع من الوجود المستمر في هذا العالم بعد تجربة الموت ؟.
أسألة كثيرة حاول الإنسان على إجابة لها على مر التاريخ، لجأ للفلسفة و الدين، وللعلوم و الخرافة، ولكن ما حدث أنه لم يحصل على إجابة شافية حقيقية، بل زادت أسألته أكثر فأكثر.
في شهر فبراير عام 1936 تم إكتشاف جثة الشاب جيوسيب فيرالدي أسفل جسر كاتانزارو في إيطاليا، بدا الأمر و كأنه قفز من فوق الجسر، مما حطم جمجمته على الصخور أسفل الجسر بثلاثين قدما، ثم غرق في المياة الضحلة، كانت تحقيقات الشرطة سريعة، فالحادثة تبدو كإنتحار بشكل واضح، ولكن عائلة جيوسيب لم يتفقوا مع الشرطة، فليس هناك سبب يعرفونه قد يدفع إبنهم الوحيد للإنتحار.
بعد ثلاثة أعوام من الحادثة، وفي يناير عام 1939، مرت الفتاة الشابة ماريا تالاريكو من فوق الجسر، الجسر نفسه الذي وجدو جثة جيوسيب أسفل منه، وقبل أن تدرك الفتاة ما يحدث حولها إنهارت على الأرض، وحينما إستيقظت و بعدما أوصلها المارة إلى منزلها، تحدثت إلى عائلتها بصوت أعمق و أكثر عنفا، صوت بدا كصوت ذكر، ثم قالت بأن إسمها جيوسيب فيرالدي، وطلبت من أهلها التواصل مع أمها ( أم جيوسيب).
في إثناء إنتظار العائلة لوصول السيدة كاتارينا فيرالدي، كانت ماريا تتصرف بشكل بدا طبيعيا، شربت السجائر و النبيذ، لعبت بالورق و إستدعت بعض الجيران للعب معها، بل حتى دعت بعض معارفها بأسماء أصدقاء جيوسيب.
حينما وصلت السيدة كاتارينا فيرالدي، كانت في حالة من الذهول و الصدمة عند سماع صوت إبنها الميت، ولكن ذلك كان لا شيئ بالنسبة للصدمة الحقيقية حينما قص شبح جيوسيب عليها ما حدث له.
قال أنه لم ينتحر، بل قتله أصدقائه، حيث ألقوا به من فوق الجسر، وحين لم يمت، حطموا رأسه بقضيب معدني، وبمجرد أن إنتهت ماريا(جيوسيب) من الحديث ذهبت إلى الجسر مع السيدة كاتارينا لتريها مكان الجريمة، وهناك طلبت السيدة من شبح إبنها أن يغادر جسد الفتاة في سلام، وهذا ما حدث، حيث إستيقظت الفتاة بعدها بلا أي ذاكرة حول ما حدث و حول تلبس الشبح لجسدها.
بعد حوالي تسعة أعوام طويلة، وصل للسيدة كاتارينا خطاب من السيد لويجي مارشيتي، أحد أصدقاء إبنها الهاربين، كان الخطاب قادما من الأرجنتين، وفيه إعترف لويجي بجريمته، و قص كل شيء حدث، حيث قتل هو وأصدقائه جيوسيب بسبب خلاف حول فتاة.
بسبب الخطاب تم إعتقال صديقي لويجي الذين ساعداه في جريمته، و تم إيداعهم السجن المؤبد، أما لويجي نفسه فقد بقي هاربا للأبد في الأرجنتين يحاصره الذنب و يأكله شيئا فشيئا.
حتى الأن حادثة جيوسيب و شبحه إحدى أشهر الحوادث التي أذهلت عقول الهواة و المتخصصين، بالتأكيد هي حالة مس أو تلبس، ولكن هل كان ذلك الشيء الذي قال أنه جيوسيب هو جيوسب حقا ؟ هل كان شبحه؟ أم قرينه؟ أم شيء أخر حاول الحصول بعض العدالة للفتى المسكين ؟..
كما قلت سابقا، نحن لا نحصل على إجابة شافية أبدا، بل مزيد من الأسئلة.