تاريخ

حدث في رمضان .. تأسيس الدولة الطولونية في مصر

حدث في رمضان .. تأسيس الدولة الطولونية في مصر

مولد أحمد بن طولون مؤسسة الدولة الطولونية

ولد مؤسس الدولة الطولونية في 23 رمضان سنة 220 هجرية في بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وكان والده أحد وجهاء بغداد.

اعتنى الوالد بابنه الذي أظهر منذ نعومة أظافره جرأة وذكاءً متقد، فأرسله لعلماء الفقه ينهل من علمهم وعلمه فنون القتال.

رحل إلى طرطوس بعد أن تولى بعض أمورها وقد جاور علماءها وتعلم منهم، وأظهر براعة في الحكم وفي القيادة أعجبت الخليفة.

برجوعه لعاصمة الخلافة قربه الخليفة إليه وجعله موضع ثقته في كثير من الأمور.

نشأة الدولة الطولونية:

وكان لولاة الأقاليم في ذلك العهد عادة غريبة حيث كانوا يرسلون من ينوب عنهم للحكم ويظلون هم قرب الخليفة.

ومن سعد حظ بن طولون أن زوج أمه تولى حكم مصر، فأرسل ابن زوجته الشاب ذائع الصيت لينوب عنه في حكم مصر.

وصل بن طولون مصر وكانت أحوالها سيئة، فقد كان الفساد ينتنشر في أركانها ويستحوز على خيرها قلة من أصحاب المصالح.

لم يكن بن طولون كسابق الولاة فسرعان ما أحكم قبضته على سائر البلاد وقد كان ولاة الأقاليم يستهينون قبل ذلك بمبعوث الخليفة.

ومن حسن طالع بن طولون أن الوالي التالي لمصر الذي عينه الخليفة كان هو والد زوجة بن طولون، فأقر نيابته لحكم مصر.

ضم حكم الإسكندرية وأمور الخراج:

ضم بن طولون إليه حكم الإسكندرية وكانت مستقلة بالحكم.. ثم بعث إلى الخليفة أن يضم إليه أعمال الخراج وجمع الأموال.

وافق الخليفة على ذلك برغم أن أعمال المالية والسياسة لم يكن الخليفة يضعهم في يد واحدة.

بمجرد توليه أعمال الخراج ألغى الضرائب التي كان يفرضها عامل الخراج السابق، فأحبه الشعب وتوطد سلطانه.

تولي بن طولون حكم الشام:

لما كثرت هجمات الصليبين على الشام لم يجد الخليفة أفضل من بن طولون لصد تلك الهجمات فأعطاه حكمها.

واستطاع بن طولون بمهارة أن يقوود الدولة البيزنطية ويمنعها من التقدم، وأنشأ جيشًا جرارًا صار أقوى جيش في دولة الإسلام.

مسجد أحمد بن طولون
مسجد أحمد بن طولون

إنشاء مدينة القطائع:

أسس بن طولون عاصمة جديدة لدولته، وكانت العاصمة الثالثة لمصر في الإسلام بعد الفسطاط والعسكر.

تقع القطائع بين المقطم والفسطاط فوق هضبة يشكر وقد بنيت على طراز مدينة سمراء في عاصمة الخلافة بغداد.

كانت المدينة تحفة معمارية يتوسطها المسجد الشهير المعروف باسمه، مسجد أحمد بن طولون.

ومن الأمور الشهيرة أن بن طولون قال لمهندس المسجد أنه يريد مسجدًا إذا تهدمت القاهرة أو أحرقت أو زلزلت أو غرقت يظل باقيًا.

بنى أيضًا قصرًا للإمارة وساحة لاستعراض مهارات جيشه الجرار الذي بلغ 100 ألف جندي وقسم جيشه لفرق بحس جنسياتهم.

نهضة الدولة الطولونية الزراعية والصناعية:

شجع بن طولون الفلاحين لامتلاك الأراضي وأزال الضرائب عنهم وقام بشق الترع وأقام الجسور واهتم بصناعة الأدوات الزراعية حتى زادت رقعة الأراضي الزراعية في مصر.

شجع أيضًا الكثير من الصناعات مثل الحرير والصابون وصناعة الأدوات الزراعية وصناعة السلاح وصناعة النسيج والسكر، وقد نشطت التجارة بسبب كل هذا.

عاشت مصر في عهد بن طولون رخاءً عاينه الجميع، الوجهاء والناس العاديون، فكانت أغنى ولاية وامتلكت أقوى جيش.

وفاة مؤسس الدولة الطولونية:

مات أحمد بن طولون سنة 270 هجرية بعد عودته من معركة لقمع فتنة نشأت في مدينة طرطوس، حيث اشتد به المرض في الطريق، فعاد إلى مصر ومات فيها.

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى