حدث بالفعل

خوف حتى الموت

خوف حتى الموتخوف حتى الموت ، الموضوع بدأ في شهر يونيو ١٩٨٩، في منطقة هادية بـ فانكوفر، تحديدًا حي ريفي في ريتشموند، لمَّا لقوا جُثة في حديقة واحِد من البيوت المهجورة، الضحية كانِت مُمرّضة عندها ٤٤ سنة واسمها كان سيندي جيمس، كانت مُخدَّرة ومخنوقة حتى الموت، إيديها ورجليها كانوا مربوطين ورا ضهرها، البوليس وقتها كان مُقتنِع تمامًا إن سبب الوفاة إما حادثة أو انتحار، مكانش فيه أي شكوك في أي شبهة جنائية.

في الـ ٧ سنين اللي قبل وفاتها، سيندي بلَّغت عن أكتر من ١٠٠ حالة مُضايقة تعرَّضِت لهم، المُضايقات دي كُلها بدأت بعد ما سابِت جوزها بـ ٤ شهور بس، خمس مُضايقات من الـ ١٠٠ دول كانوا مُضايقات جسدية، أما الباقيين فكانوا مُكالمات تليفونية غامضة وهامسة.

في كُل مرة كانِت الشُرطة بتتدخَّل فيها في الموضوع كانِت الأمور بتتحوَّل للأسوأ، في ليلة من الليالي سمعت صوت حركة في حديقتها، لمَّا خرجِت تتأكِّد اتفاجئت إن نور الحديقة متكسَّر وخط التليفون بتاعها مقطوع!

طبقًا لصديقتها «أجنيس وودكوك» فبعدها بدأ ورق غريب مليان ملحوظات أغرب يظهر على عتبة بابها، حد كان بيحاوِل يخوفها حتى الموت! ويبدو إنه نَجَح! لأنها بقت مُتردِّدة ومرعوبة طول الوقت لدرجة إن البوليس حس إنها مجنونة وفقد الاهتمام بقصتها وبلاغاتها!

أجنيس بتقول إنها في مرة راحِت تزورها، خبَّطِت على الباب كتير لكن سيندي مفتحتش لها الباب، فكَّرت إنها نايمة أو بتستحمى، كانِت على وشك تمشي لمَّا لمحتها واقعة في الحديقة الخلفية على الأرض وشراب نايلون أسود ملفوف على رقبتها بيخنقها!

قالت لها إنها كانت خارجة تجيب حاجة من الجراج، لمَّا فجأة.. حد شدها من ورا ولف الشراب على رقبتها وبدأ يخنقها، وإنها مشافتش أي حاجة غير إنه كان لابِس كوتشي أبيض!

فورًا سيندي عزّلت من البيت، غيَّرِت اسمها، وعيِّنت مُحقّق خاص اسمه أوزي كابان، عشان يعرف لها مين اللي بيعمل فيها كدا، البوليس بدأ تحقيق كبير، لحَد ما أوزي طلع قال للناس إن سيندي مخبيّة حاجات كتير عنهم ومش بتقول كُل حاجة بوضوح ولا بتتصرَّف زي ما أي ضحية عادية بتتصرَّف، وإن فيه حاجة غَلَط في الموضوع، والدتها – السيدة تيلي هاك – ردّت عليه وقالت إن بنتها مُمكِن تكون بتخبي حاجات عشان الشخص اللي بيهاجمها مهدّدها إنه هيقتل عيلتها كُلها لو إتكلمت!

اللي خلاه يقول كدا إنه سمع في مرة صوت غريب أوي من لاسلكي كان سايبه مع سيندي، وفورًا توجّه لبيتها، كُل الأبواب والشبابيك كانِت مقفولة من جوا، وهي كانِت واقعة على الأرض في المطبخ وفي إيدها سكينة تقشير الفاكهة، قالت إن حد هاجمها وحقنها بمادة غريبة، مكان الحُقنة كان موجود بس مفيش دليل على إن حد هاجمها ولا في دليل على وجود أي مادة غريبة في جسمها، قالت في واحد من التحقيقات إنه كان شخص واحِد، وقالِت في تحقيق تاني إنهم كانوا ٢ أو ٣، لكن الشُرطة ملقتش لهم أي أثر!

في الوقت دا مُكالمات التهديد كانِت لسّه مُستمرّة، لكنها كانِت أقصر من إن البوليس يقدر يتتبعها أو يعرف مصدرها، البوليس راقِب بيتها بقوة مكوّنة من ١٤ ظابط لمدة أيام طويلة لكن مفيش أي حاجة غريبة حصلِت، وفي نفس اليوم اللي المُراقبة انتهت فيه اتعرضَت لمُضايقة جديدة!

والدها قال أن المُعتدي قاصِد يعمل كدا عشان يشكّك البوليس فيها، لقوها واقعة في حُفرة على بُعد ٦ أميال من بيتها وهي شبه واعية، كانت لابسة حذاء رجالي غريب وقفاز رجالي واسِع عليها، درجة حرارة جسمها كانِت مُنخفضة جدًا وبشكل مش طبيعي، جسمها مليان جروح وكدمات، وللمرة التانية شراب نايلون أسود كان ملفوف حوالين رقبتها عشان يخنقها، وقالِت إنها مش فاكرة أي حاجة!

ليلتها أجنيس صديقتها وزوجها توم قرَّروا يباتوا معاها في البيت كذا يوم، بعد مرور كام ليلة صحوا من النوم على حريق في القبو، خط التليفون – كالعادة – كان مقطوع، توم خرج من البيت عشان يبلّغ الجيران باللي بيحصَل، شاف راجل على الرصيف ولمَّا قرَّب منه عشان يطلب منه يتصل بالمطافي، الراجل هرب منه بطريقة غريبة، البوليس وقتها كان مؤمِن تمامًا إن سيندي هي اللي ورا الموضوع كله وهي اللي مدبّرة كُل حاجة، خصوصًا إن مكانش فيه أي سبب للحريق ولا بصمات لأي شخص غريب جوا البيت، ووقتها أجبروها تدخُل مصحة نفسية، قالت بعدها إنها فعلًا مخبيّة حاجات كتير على الناس والبوليس، وإنها هتبدأ تطارد الشخص اللي بيعتدي عليها بنفسها.

خوف حتى الموت ماذا حدث بعد 6 سنين ؟

يوم ٢٥ مايو ١٩٨٩، وبعد ٦ سنين و٧ شهور من استقبال أول مُكالمة تليفونية غامضة، سيندي اختفت بدون ما تسيب أثر، في نفس اليوم لقوا عربيتها مركونة فاضية في مكان مهجور، جوا العربية لقوا أكياس بقالة وهدية ملفوفة، محفظتها وحاجتها كانوا تحت العربية، الباب اللي جنب السوَّاق كان غرقان دم، بعدها بأسبوعين لقوا جُثتها في البيت المهجور، مقتولة بوحشية، إيديها ورجليها مربوطين ورا ضهرها، ومخنوقة – كالعادة – بشراب نايلون أسود، لكن نتيجة التشريح.. كانِت غريبة جدًا!

خوف حتى الموت

نتيجة التشريح قالِت إن سبب الوفاة مش الخنق ولا الضرب الوحشي اللي تعرَّضِت له، سبب الوفاة كان جرعة زايدة من المورفين وبعض العقاقير التانية، عشان كدا البوليس كان مؤمن تمامًا إن دا انتحار، الطب الشرعي اختلف مع البوليس وقال إن دا مش انتحار أبدًا، في النهاية اتكتب في السجلات إن سبب الوفاة غامض وغير معروف.

ظهرت ناس بتقول إن اللي بيطاردها دا مش من العالم بتاعنا، ممكن يكون شيطان أو جن أو حتى حاجة أسوأ، والدليل على كدا كُل الأحداث الغريبة المُحيطة بحياتها، لكن النظرية دي كانت ضعيفة أوي مقارنة بنظريات القتل والانتحار فاختفت بسُرعة.

إيه سبب الوفاة؟ مين المُطارِد دا؟ إزاي كان بيقدر يختفي بالشكل الغريب دا؟ سيندي كانِت تعرف إيه ومش عايزة تقوله؟ وليه؟

كُل دي أسئلة بتخلي اللغز بتاع النهاردة دا موجود معانا هنا.. في حقل ألغاز

اقرأ أيضاً

قاتل أحواض الحمض

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى