روح الأمومة
روح الأمومة
يقال أن مشاعر الأمومة لا تعرف حدودا، و أن الأم يمكن ان تضحي بكل شئ، و تفعل أي شئ، في سبيل طفلها، بل يقال كذلك أن الأمهات يمكنهن إختراق حدود الطبيعة فقط لأنقاذ أطفالهن، ولكن.. ماذا عن الموت؟.
هل يمكن أن تنتهي حدود تضحيات الأم بعد الموت؟؟..
في يوم السادس من يونيو عام ١٩٩٤، كانت كريستين سكيوبيش تقود سيارتها على الطريق السريع المنعزل رقم خمسين في نيفادا وسط رحلتها في إتجاه مدينة كارسون.
لم تكن كريستين وحدها، فصغيرها نيك ذو الثلاث سنوات كان بالكرسي المجاور لها، تراقب عينيه الصغيرتين الطريق في براءة لا حدود لها.
لكن سيارتهم لم تصل لوجهتها أبدا.
مرت الساعات و بعدها إكتمل اليوم الأول ولا أثر لكريستين، شعرت عائلتها بالقلق فتواصلوا مع الشرطة، ولكن رغم جهود الشرطة في البحث عنهم على خط الطريق السريع، لم يعثروا على سيارة كريستين أبدا و بدا و الأمر وكأنهم إختفوا من الوجود.
بعد بضعة أيام، كانت السيدة ديبورا هويت تسافر على نفس الطريق ليلا، و لكن في لحظة ما، ظهر شئ ما علي جانب الطريق، جثة إمرأة ترقد بلا حراك، جسد مظلم أظهرته أضواء السيارة.
توقفت السيدة ديبورا لتتأكد من الأمر، ولكن بمجرد أن وصلت لمكان الجثة لم تعثر على شئ، لذا قررت الإتصال بالشرطة.
َوصلت الشرطة، و بدأت عملية البحث وسط الظلام، ولكن لم يتم العثور على شئ، توقف البحث و إستمر مجددا في اليوم التالي تحت ضوء النهار و عندها فقط عثروا على سيارة كريستين المفقودة والتي لم تكن بعيدة عن مكان الجثة التي رأتها السيدة ديبورا.
داخل السيارة، كان المشهد مأساويا، كريستين ميتة، ووجهها محطم و مغطا بالدم، و بجوارها صغيرها نيك ذو الثلاث سنوات لا يزال حيا ولكن يعاني من الجوع و العطش.
أثبت تشريح الجثة بأن كريستين ماتت بإصابتها فورا في وقت الحادث، ولم يوجد تفسير منطقي للجثة التي رأتها ديبورا قبل أن تختفي.
ولكن يظن بأن الجثة كانت شبح كريستين، روحها تحاول بيأس إنقاذ صغيرها المسكين من الموت جوعا، ربما عبرت الأم للموت، ولكن لم يمنعها ذلك من إنقاذ صغيرها.