أساطيرطلاسم

ساحرة مقبرة ستيفاني

بقلم محمد جمال

ساحرة مقبرة ستيفاني
ساحرة مقبرة ستيفاني ، لا طالما كان السحر لغزا يمتد لعمق الزمان، ومعه كانت هوية السحرة و الساحرات ألغازا غير قابلة للحل ولا الإجابة، ففي بلد وزمن ما يكون الساحر هو في الواقع مجرد طبيب، وفي بلد و زمن أخر يكون الساحر مجرد عالم أو كيميائي، وفي زمن و بلد أخير نجد الساحر مجرد امرأة عجوز شريرة..ولكن بين هذا و هذا و ذاك تضيع الإجابة ولا يبق لنا سوى القصص التي تحكي عنهم.

في مقبرة ستيفاني في مدينة كونيكتيكت، يرقد شاهد قبر متوسط الحجم، محفور عليه اسم هانا كرانا، ولدت في عام 1783 وتوفيت في عام 1859 عن عمر ستين عاما.

يقال أنه في ليلة معينة من كل عام، يمكن للمارة و المسافرين أن يروا امرأة عجوزا تقف على القبر، شاحبة كجثة حية، وترتدي رداء أبيض مثل لون السحاب، لا يراها الناس سوى في ليلة واحدة فقط قبل أن يجدوا شاهد القبر محطما في صباح اليوم التالي فيقررون تبديله بشاهد سليم، وهكذا يستمر هذا الأمر كل عام.

لذا ما هي مشكلة العجوز الشبح و القبر؟..

يقال أن هانا كرانا هي في الواقع ساحرة، ولكن سمعتها كساحرة لم تبدأ خلال حياة زوجها الكابتن جوزيف هوفي واللذان عاشا سويا في قمة تلة كراجلي.

يقال أن زوجها كان سليما معافا، ولكن في إحدى الأيام غادر المنزل ولم يعد، ليعثر عليه سكان البلدة جسدا هامدا بلا حياة وقد سقط من فوق جرف وكأن العمى قد أصابه أو أن شخصا ما قد دفعه ليسقط قتيلا، لذا منذ ذلك اليوم ومنذ موت زوجها الغير مفهوم بدأت سمعة هانا بالظهور كساحرة.

يقال أن لا أحد كان يمتلك الجرأة علي الاقتراب من منزلها، فقد كانت تحرسه جحافل من الثعابين المميتة، ويقول أخرون بأنها كانت تمتلك القدرة على لعن أي شيء تقترب منه:

ففي إحدى المرات لعنت زوجة جارها لإنها لم تعطها أيا من فطائرها، ومنذ ذلك الموقف لم تستطع الزوجة صنع أي فطيرة أخرى، وفى مرة أخرى وجدت هانا رجلا يصطاد في البحيرة خلف منزلها، فلعنته غاضبة ولم يستطع صيد أي شيء أخر طوال حياته.

وحينما لم يستطع الناس التخلص منها قرروا اللجوء إليها، ولكن هانا كانت لا تعطيهم شيئا إلا بعد أن يتذلل الناس راكعين أمامها، ويقال أن هذا ما فعله أحد الفلاحين حينما أصاب الجفاف محصوله، وهكذا حينما تذلل لها راكعا وساجدا، نزل المطر وأنقذته من الإفلاس.

ولكن كل ذلك لا يضاهي قصة موتها، فيقال بأنها شعرت بموتها القريب، فقالت لأحد الجيران بأنها حين تموت يجب على الرجال أن يحملوا نعشها ويسيروا به للقبر فوق أكتافهم، وأنهم يجب أن يدفنوها قبل غروب الشمس.

وسرعان ما ماتت، ولكن في يوم موتها ضربت عاصفة ثلجية القرية ودُفنت الأرض أسفل أمتار من الثلوج السميكة، لذا لم يكن ليستطع أحد حمل النعش فقرروا جره بالسلاسل، ولكن حينما فعلوا ذلك لم يتحرك النعش الحامل لجسمانها معهم أبدا وبقى ثابتا في الأرض يرتعش بغضب مما بعث الخوف والرعب داخل قلوب الرجال.

فقرروا حمله فوق أكتافهم واحتمال صعوبة الحركة بين الثلج، ليصلوا للقبر بعد غروب الشمس وأسفل ظلام الليل ويدفنوها للأبد هناك في مقبرة ستيفاني.

ظن الرجال أن كل شيء انتهى، وأن وصية الساحرة ليست سوى وصية عجوز خرفة، ولكن ما صدمهم حينما عادوا أن النيران كانت تلتهم منزل العجوز، لتحوله مع كل شيء داخله لغبار أسود محترق.

ومنذ ذلك اليوم لم يفارق شبحها قبرها أبدا وكأنها عاجزة عن العبور للجانب الأخر، كل ذلك لأن وصيتها لم تتم.

 

مصدر :

newenglandhistoricalsociety

اقرا أيضاً

الميراث

زر الذهاب إلى الأعلى