طلاسم

سجون من الجحيم …سجن الجنون

سجون من الجحيم...سجن الجنون
سجون …قلت سابقًا أن السجون هي إحدى أكثر الأماكن رعبًا للبشر، فجدرانها تخفي خلفها ألاف الذنوب و آهات العذاب، لذا سأزيد على قولي السابق فقط أن السجون هي أقرب مكان على الأرض للجحيم، فقط عليك أن تتخيل جحيمًا صُنع  بيد البشر فقط، و ستعرف أنه سرعان ما ستحول لجحيم مثالي ولكن ليس للمجرمين فقط، بل لكل منبوذ غريب عن المجتمع.

وهكذا قررت أن أبدأ في سلسلة مقالات خاصة أن أسوأ السجون و أكثرها رعبًا حول العالم، فربما نلمح قبسًا من معاناة سكانها السابقين، وربما في يوم ما تنادينا أرواح المظلومين لتشكرنا على تذكير البشر بمعاناتهم.

خلال ثلاثينات القرن التاسع عشر، تم الانتهاء من بناء السجن الضخم في فيلادلفيا تحت أسم Eastern State Penitentiary، سجن ثوري ضخم يتكون من وحدات ضخمة منفصلة تنقسم كل وحدة إلى عدد من الزنازين، حيث كان السجن يُطبق نظام نيويورك أو ما يسمي بنظام أوبورن حيث يتم إجبار السجناء على العمل طوال النهار في صمت تام ثم عزلهم ليلًا في زنازين منفصلة لإجبارهم على العزلة، مع تطبيق عدد بشع و مهول من العقوبات الجسدية و النفسية.

حصل السجن على شهرته العالمية بسبب كونه السجن الذي حبس خلف جدرانه عائلة آل كابون وسارق البنوك الشهير ويلي سوتون، وكذلك القاتل المشهور المسئول عن مجزرة كيلياريس جايمس برونو.

استمر عمل السجن لمدة 142 عامًا مليئة بالجنون و التعذيب و القتل و المرض، مما جعله في النهاية ساحة جهنمية للأشباح و الأرواح المعذبة و الشياطين التي لا تبتغي شيئًا سوا عذاب البشر.

يمكنني إخبارك بأن العقوبات التي كان يمارسها مسئولي السجن على السجناء كافية وحدها لدفع الرعب في عروقك، بدون قصص الأشباح التي لا تزال تجول داخل جدران السجن المهجور.

حيث كان السجناء يتم عقابهم بعدة وسائل فعالة، كان هناك حمام الماء حيث كان يتم إغراق السجين فيه ثم تركه عاريًا في غرفة باردة أسفل سماء ليلة شتاء متجمدة لدرجة أن جلد السجين نفسه يكون جليدًا فوقه.

ثم هناك كرسي الجنون حيث كان يتم ربط السجين بالكرسي بشدة لدرجة أن الدماء تنحبس وتتوقف داخل عروقه مسببة ألمًا قد يصل به للموت، ثم بالطبع كان هناك العقاب بقطع الأطراف، وأيضًا عقاب القطعة المعدنية في الفم، حيث كان يتم ربط اليدين خلف ظهر السجين بقيد ثم ربط القيد بقطعة معدنية حادة في فمه، فكلما حاول الحركة كانت تلك القطعة تمزق لسانه ليختنق في دمائه.

وأخيرًا بالطبع العزلة، حيث كان السجن يحتوي على تلك الزنزانة المسماة بالحفرة، زنزانة تحت الأرض، حيث لا ضوء ولا بشر، زنزانة ضيقة يحث لا تستطيع الحركة بها و قليل من الهوا والطعام ولا مكان لإخراج فضلاتك فيه.

تم إغلاق السجن في عام 1971، ومنذ ذلك الوقت تحول إلى مزار تاريخي بسبب النشاط الخارق الغير مسبوق بين جدرانه وكذلك بسبب تاريخه المرعب الطويل، حيث يقال أن أصوات آلام السجناء لا تزال تتردد بين جدرانه، ولا يزال أشباح الحراس السابقين يقفون متأهبين فوق أبراجه، ويقال أيضًا أن ظلال الموتى لا تزال تتحرك وتسير بين ممراته، ولكن هناك قصة مشهورة بشكل غير طبيعي حول ذلك السجن، حيث قصها جاري جونسون المسئول عن الاعتناء بالسجن و كذلك الصيانة الدورية.

حيث قال أنه في خلال التسعينات كان هناك ذلك اليوم حيث كان يعمل على قفل معطل في مجمع الزنازين رقم 4، ولكن وبينما كان يعمل شعر بقوة غريبة تقيده وتجعله غير قادر على الحركة، ويصف جاري ذلك الشعور المرعب الذي اخترقه، شعور من الطاقة السلبية ومن الخوف والمرض يسيطر على كل أطراف جسده، وقال بأنه استطاع رؤية وجوه معذبة تظهر علي جدران الزنازين بينما يحاول الحركة والهرب، وكأنها كانت تحاول تعذيبه برؤيتها.

ولكن مع ذلك يقول بين بوكمان المسئول عن الزيارات السياحية

” نحن لا نريد استغلال الماضي المظلم للسجن، حيث تأتي العديد من البرامج للبحث عن أشباح أو أرواح ما، ولكننا هنا لنخبر القصة الحقيقية خلف ما كان يحدث بين جدرانه، حيث عاش ما يقارب السبعين ألف شخص هنا، ونحن هنا لنخبر العالم بما حدث لهم”

لذا هذه كانت قصة أحد أشهر وأبشع السجون في التاريخ، وربما تنال بعض أرواح المعذبين الراحة الآن أو ربما العكس فلا يمكننا أبدا توقع ما ستفعله.

مصدر :

https://www.atlasobscura.com/places/eastern-state-penitentiary

اقرأ أيضًا

برميلين..4 جُثث.. ولغز مش محلول

لغز الفتاة التي لم تكن هناك

زر الذهاب إلى الأعلى