حكاياتطلاسم

سرقات صديقة

سرقات صديقة – الحلقة الخامسة

كان يسعل ناظرًا حوله في خجل وكل ما يفكر به ما قد يدور في أذهان من حوله عنه وعن تدخين مرافقته وعجزه حتى عن إشعال سيجارته!

أخدت الأفكار تتكاثر في ذهنه حتى أصابه الصداع ، أفاق على نظرة متسائلة من عينيها الجميلتين وكأنها تنتظر شيئا ما ولكنه ليس أي شيء، بل تنتظر شيء عليه القيام به وليس لديه أي فكرة عن ماذا يكون، خمن أنه لربما صمت لفترة طويلة وحان وقت قول أي شيء، تنحنح قائلا :

-ها المكان عاجبك؟ أول مرة تيجي هنا صح؟

رمقته بنظرة لم يفهمها قبل أن تجيب باقتضاب :

-أه ظريف، جيت قبل كده..بس مجوبتنيش على سؤالي!

ازداد ارتباكًا ولم يدر ماذا يفعل..خشي أن يطلب منها أعادته فتظن انه لا ينتبه لما تقول وربما تسبب هذا في غضبها و رحيلها! نوى الارتجال وتوقع ما فاته والإجابة عن ما توقع أنها سألته،  ولكنها أنفدته من تنفيذ خطته العبقرية عندما قالت بنفاذ صبر بين سحابة النعناع التي ما زالت تذكره بخيبته المحرجة :

-كنت عاوزه أعرف عرفت الأكونت بتاعي منين وتعرف عني أيه يا “خالد”؟

حمد ربه أنها لم تمهله الوقت للإجابة عن السؤال الذي كان استنتج انه للاستفهام عن تجاربه العاطفية القديمة! فاخذ نفسًا عميقًا مستحضرا الإجابة التي قام بتأليفها على استفسارها المتوقع،  فهو لن يستطيع أن يخبرها أي شيء عن البرنامج والمعلومات التي فيه، فتصنع الهدوء وقال بمنتهى الكذب :

-البروفيل طلع لي في الفيسبوك في “أشخاص قد تعرفهم”  و بصراحة شدتني الصورة اللي حطاها! فمحستش بنفسي غير وأنا بحاول أكلمك بكل طريقة ممكنة.

نظرت له بتشكك قائلة:

-يعني متعرفش عني أي حاجة غير أسمي؟

-أيوه بجد!

قالها بصوت اقرب للهمس، محاولًا الهروب من عينيها المراقبة، تشاغل باللعب في قداحتها و التظاهر بمحاولة قراءة نص ما لا يوجد عليها.

-غريبة! لأني حسيت في أول مسجات بعتهالي انك تعرفني أو عارف عني حاجات! عموما كويس عشان تبقى عارف كل حاجة عني مني أنا.

قالتها شاعرة براحة كبيرة لأن الإجابة عن هذا السؤال كانت ستحدد مستقبل تلك العلاقة،  فلديها الكثير من الماضي المؤلم والتجارب الراحلة تاركة  خلفها العديد من الندوب..عشرات— الذكريات السيئة والكثير من مناطق عدم الأمان في شخصيتها.

كان لديها قناعة في فترة من حياتها أن هناك من يستطيع التصالح مع ماضي الآخرين وأن تكون بالنسبة له  كما هي بالنسبة لأصحابها …مجرد ماضي،  ولكن مع التجارب تعلمت أن ذكريات الماضي كالثعابين تتسرب للعقل الباطن للمستمع وتصبح لها دورًا في اتخاذ القرارات و الانطباعات،  و قد تخرج من فمه في أوقات الغضب لتلدغها في مقتل قبل حتى أن يظهر مفعول سمها.

نفثت دخان سيجارتها ولكن في دلال هذه المرة ، وبرغم عن شخصيتها الحذرة والتي كانت في أي وقت اخر ستطلب منه أن يخبرها عنه لتستمع بمنتهى التركيز، وهي  تحلل كل حرف..كل وقفات التقاط الأنفاس، لتقرر بعدها هل هو جديرًا بالثقة أم لا. وللعجب تلك المرة كل ما أرادته أن تتحدث وتحكي له عن حياتها التي ستنقحها من كل ما لا تريد وربما أضافت لها القليل الذي قد يجملها كما تمنت..فابتسمت في هدوء وحماس قائلة:

-مدام كده فخليني ابدأ أنا و احكيلك عني .

-طبعا طبعا، ليدز ايز فيرست.

قالها بضحكة بلهاء ولكن “سلمى” كانت في حال من السعادة الداخلية جعلتها تراها دعابة ظريفة؛ فابتسمت و أخذت تحكي وعيناها تبرقان في حماس واضح.

***

في خفة طائر يتنقل بالقفزات الرشيقة أخذ “خالد” يتحرك وابتسامة وجهه لم تبرح مكانها منذ أن غادرا المقهى وظل بصحبتها حتى جاءت السيارة التي ستقلها للمنزل، وها هو يسترجع جميع ما حدث للمرة التي لا يذكر رقمها..كان لقاءًا اكثر من رائع وبالتأكيد نجح في ترك أثرا جيدًا بداخلها؛ بسبب ثقته في نفسه ورجولته عندما أصر على دفع الحساب بالكامل والتأكد من ركوبها السيارة، كان كل شيء مثاليًا لولا موقف السيجارة السخيف ولكنه نوى شراء نفس النوع  والتدرب على تدخينه حتى يبهرها المرة القادمة ويمحو تلك الذكرى السيئة من ذهنها تمامًا!

-هو ده أستاذ خالد ياباشا.

عكرت العبارة -بذلك الصوت الجهوري الخشن- سطح بحيرة ذكرياته المبهجة الحالمة، التفت لمصدرها في حنق والذي سريعا ما تحول لقلق عندما وجد “سيد” يخرج بنصف جسده من سيارة ميكروباص  مشيرًا عليه لشخص ضخم يجلس بجواره والذي على اثر عبارته ظهر من العدم شخص آخر يشترك مع السابق في العديد من الصفات أوضحها الضخامة! ويتضح من موقعه أنه كان يختبئ  لسبب أو آخر، وبصوت مرعب سأله بلهجة لا تحتمل المراوغة :

-تعرف “سيد سمكة” منين؟

بخوف صادر من جسد يرتجف و الم  يصدر من كتف أثقله حمل يد ضخمة قال بكلمات متقطعة :

-“سيد” فاتح محل كمبيوتر في الشارع بتاعنا من زمان.

-طب تعالى معانا  القسم عاوزينك في كلمتين.

فكر في كل العبارات التي يسمعها في مثل تلك المواقف على غرار “عارف بتكلم مين” ,”عاوز المحامي بتاعي” أو حتى “معاك أمر نيابة” ولكنه أدرك في تلك اللحظة أنها حتى مجرد نطق تلك الجمل البسيطة في هذا الموقف يحتاج شجاعة بطل من أبطال السينما “كخالد النبوي” مثلا ولكنه  مجرد “خالد” عادي ! فبكل استسلام ترك الرجل الضخم يقتاده حيث يريد .

***

وقفت أمام المرآة لوقت أطول عن ما اعتادت منذ وقت بعيد، تفقدت بكل اهتمام ملامحها و التي بدت اليوم مختلفة عن أي وقت مضى، أو للدقة عن ما اعتادته مؤخرًا، كانت تشعر بالرضا عن مظهرها وشخصيتها،  و لأول مرة شعرت أنها تقبل نفسها وسعيدة بكل ما فيها من نواقص قبل مزايا! تلك الثقة التي لم تكن موجودة تقريبًا منذ عدة ساعات.

تعلم جيدا أنها  حتى تلك اللحظة لم تكن تحبه؛ لأنها ببساطة لا تعرفه وبالكاد تستطيع التعرف عليه وسط جمع من الناس! تدرك أنها لم تعطه أي فرصة للحديث عن نفسه وأخبارها عن ما يفعله في حياته. كل ما أرادته هو أن تسمع أذنها عنها وأن يخرج عقلها الباطن مخزون أفكاره  لينقحها عقلها الواعي ويقوم بتجميله، ليتحول في النهاية لجمل منطوقة عبارة عن خليط من واقع وأمنيات وأخطاء تم تصحيحها تنساب مرة أخرى إلي روحها وكلها أمل أن تحل محل جزءا من تراكمات السنين بداخلها.

أفاقت من خواطرها عندما لمحت عيناها شاشة هاتفها  والذي سبب امتعاض حاجبيها في ضيق شديد، لقد مر الكثير من الوقت منذ لقائهم ولم يتصل بها أو حتى حاول مراسلتها ليعبر عن سعادته بلقائها والكثير من الكلام المعسول, والذي سيسعدها  بكل تأكيد رغم علمها بأن اغلبه مجرد إطراء. كان جليا أنه لا يفقه الكثير في التعامل مع الجنس الآخر، دل على ذلك الارتباك.. احمرار وجهه وحبيبات العرق التي تبدأ في اللمعان بمجرد أن تنظر له مباشرة! لكن التعبير عن سعادتك بلقاء فتاة بذلت كل هذا الجهد لمجرد أن تقبل التحدث معك لا يحتاج لذكاء! انه أمر بديهي يا أحمق، شعرت بشيء من الغضب وقررت معاقبته ولكن بشكل غير مباشر وذلك عندما يقوم بالتواصل معها مجددا.

***

لم يكتف “خالد” من البكاء حتى بعد مرور كل هذه الساعات بعد وصوله وعلمه لأول مرة لسبب إحضاره إلى قسم الشرطة، و مع هذا كان يحمد الله انه لم يتعرض لمثل ما تعرض له “سمكة” من معاملة عنيفة والضغط النفسي للاعتراف بأماكن مسروقات يتحدث الجميع عنها.

كاد قلبه  أن يقع بين قدميه عندما اصطحبه احد العساكر في الممرات الضيقة وظن وقتها انه سيقوم بإدخاله الحجز مع المجرمين وأرباب السوابق ولكن في إنحناءة أثلجت قلبه قام بتوجيهه لإحدى المكاتب حيث وجد شابين نحيفين احدهم اسمر البشرة.

لم يرهم من قبل وهذا ما أخبر به الضابط الذي كان يوجد معهم في الغرفة وهو نفس ما أخبروه به عندهم سألهم عنه. الآن يدرك أن وجوده  بسبب جهاز الكمبيوتر المستعمل والذي اتضح أنه كان مسروقًا .

كان في هذه اللحظات يشكر الله أنه عندما اصطحبه المخبر للمنزل لإحضار الكومبيوتر لم تكن امه موجودة وقتها وإلا لحدث  لها وقلبها الضعيف ما لا يحمد عقباه! وها هو في انتظار صاحب المسروقات ليرى ماذا سيحدث له بعدها.

فجأة سمع صوت دقات سريعة على الباب قبل أن يدخل احدهم قائلًا :

-مساء الخير، بلغوني انهم عاوزني في القسم بخصوص البلاغ اللي كنت عامله من شهر.

***

لم تمر على “سحر” أصعب من تلك الأوقات منذ وفاة والدها، فقد فقدت كل ما ظنت أنها تملكه، فقدت حافزها  للاستمرار والأمل في غد افضل؛ أخيها الوحيد  متهما في جريمة سرقة لمكان عملها! شعرت بانقباض قلبها كلما جال بخاطرها كيف كان يستدرجها للحصول على المعلومات و التي ساعدته في التخطيط لتلك الفعلة البشعة، ولم تستطع حتى اللحظة  تخيل كيف سمح سندها لأحدهم ان يهاجمها ويتسبب في أفزعها بهذا الشكل!

وعلى الرغم من كل هذا لم تشعر بأي ندم على ما فعلته و إبلاغها الشرطة فيكفيها إحساسها بالذنب تجاه الطبيب على كل ما مر به بسببها. حاولت تشتيت سيل الأفكار بالالتفات لكوب الماء أمامها على المكتب وأخذت ترتشف منه  شاعرة بدفقات الماء البارد تشق طريقها بداخل جسدها الموجوع.

تأملت العيادة الفارغة لأن الطبيب لا زال في أجازته الطويلة، كانت قد نوت عدم العودة للعمل مرة أخرى ، وبالفعل أجرت عدة مقابلات عمل في أماكن أخرى ولكن الطبيب ألح في طلبه أن لا تترك عملها وثقته من أنها لا دخل لها في ما جرى! وعلى الرغم من عدم شعورها بالراحة ولكنها تعلم أن تركها العيادة بشكل مفاجئ سيتسبب في حدوث بعض التخبط والارتباك في سير العمل من حجوزات وخلافه ، لذلك وعلى سبيل التكفير عن ذنبها -التي هي الوحيدة المقتنعة أنها اقترفته- قررت أن تعود للعمل ولو لفترة حتى تمر الأزمة الحالية وبعدها ستناقش مغادرتها مع الطبيب مرة أخرى وتبدأ في تدريب أحدهم ليحل محلها.

بيد الباردة فتحت الأجندة للي احتفظت فيها بكل من قام بالسؤال على الطبيب أثناء غيابه قبل أن تتناول الهاتف، ضغطت الأرقام ثم انتظرت تستمع لصوت رنين على الجانب الآخر  شاعرة بارتباك من يقوم بأول محادثة هاتفية في حياته!.

-الو..سلمى معايا؟..هنا عيادة دكتور “سعيد”..كنتي طلبتي أبلغك أول ما يبقى فيه مواعيد، أحنا هنرجع من أول الأسبوع الجاي لو حابة تحجزي.

صمتت قليلاً لتسمع رد من يحادثها ثم ردت:

-طيب تمام، لما ترجعي بالسلامة كلميني عشان نحجز الميعاد اللي يناسبك.

أغلفت السماعة وانتقلت للرقم التالي وقلبها مازال في اضطرابه الغير مفهوم .

***

كانت حيرة “سلمى” على اشدها بسبب ما فعلته منذ لحظات، فقدت تحججت بسفر خيالي للتهرب من لقاء طبيبها النفسي ولم تعلم ما يعنيه هذا! أتخشى أن تحكي له عن “خالد”؟ هل تخاف أن ينتقد ما فعلت ويشير بيديه لترى ما تغفل عنه عمدًا؟ هل  بداخلها يقين خفي أنها علاقة غير صحية بسبب إصرارها على أخفاء كل ملامحها ورسم التفاصيل الجديدة والجيدة فقط!

خشيت أن يتسبب لها عندها بالأذى مرة اخرى وتسقط في دوامة الأدوية المرهقة لروحها!  ويبدو أنها ذكرى سيئة بالفعل لأنها بمجرد ان جالت ببالها  حتى قررت أن تذهب للطبيب وتشاركه أفكارها و مع ذلك قررت عدم فعل أي شيء يطلبه منها إلا عندما تكون مقتنعة به تمامًا.

بخطوات بطيئة تحركت حيث تركت هاتفها والتي فوجئت أنه يضيء وينطفي دلالة على رنينه ولكن في الوضع الصامت كما تتركه دائمًا، ابتسمت في ظفر وقالت لنفسها انه بالتأكيد “خالد” ولكن الابتسامة تحولت لنظرة دهشة عندما وجدته اسمًا اخرًا؛ كان طبيبها ولم يكن رقم العيادة بل رقمه الشخصي! كانت سابقة لم تحدث من قبل ففكرت هل  يحادثها بخصوص تأجيل الميعاد! وعلى الرغم من ضعف هذا الاحتمال لكنها التقطت الهاتف بقلق وضغطت زر الرد في توجس.

***

في  المقهى والذي دائمًا  ما يشعر ببرودته  بخلاف مرة وحيدة  كانت فيها رفيقته! على نفس المنضدة  جلس يتأمل مكانها الفارغ، ضحك بمرارة عندما تذكر أولى محاولاته للتدخين معها، تذكر وهو يشعل سيجارته ولكن بمهارة هذه المرة ! أخذ يمارس عاداته الجديدة والتي اكتسبها منذ شهور وهي  الاطلاع على رسالتها الأخيرة له، احتوت على عدة اسطر يمكن تلخيصها في كلمة واحدة “كاذب” ، والعادة الأخرى وهي محاولة الاتصال بها و التي دائمًا ما تكون أجراس طويلة تدق حتى تمل وتتركه في أمل دائما ما يطمئنه أنها ربما ستجيب المرة التالية وإلا لماذا لم تقم بحظره أو حتى تغيير رقمها من الأساس!

لم ينس كل ما حدث رغم مرور كل هذي الفترة بل ويراه أكثر وضوحا مع مرور الوقت؛ يتذكر سقوط قلبه في قدميه عندما فتح الطبيب الكومبيوتر أمامه في مكتب الضابط ونظرات الاتهام  عندما انارت شاشته والتي كانت لازلت تعرض برنامج المرضى وبالتحديد صفحة “سلمى”!

أصبح حرا واللصان ايضًا أحرارًا بعد تنازل الطبيب عن بلاغه بعد استرداده ما سرق منه، لم يعلم بالتحديد ماذا فعل الطبيب بعد ما اضطر اخباره بكل ماحدث حتى لقاءه بها ، ولكنه بالتأكيد مسئولًا عن اختفاء “سلمى” ورسالة وداعها  الغاضبة.

-الو..الو،خالد؟

انتفض وكاد ان يبلع سيجارته عندما خرج صوتها الرقيق من سماعة اذنه! للحظات لم ينطق حتى هتف فجاة بصوت كان كافيًا لتسمعه بدون اي حاجة لاستخدام الهاتف لو كانت فقط تقف على الرصيف المقابل:

-ايوه يا سلمى..اخيرًا رديتي، صدقيني أنا مظلوم !

***

تنهدت “سحر” وصرير الباب يدوي في المكان، الصرير المحبب و المؤذن بخروج الحالة الاخيرة لهذا اليوم والعودة للمنزل، ابتسمت ابتسامة دافئة وهي تنتظر خروج الحالة ومرافقها من الداخل وارتفع صوت الطبيب الذي كان يودعهم ويتحدث معهم حتى ظهروا أخيرًا في مجال رؤيتها.

اقتربوا منها ونظرت الفتاة  لها في حرج قائلة:

-معلش خليتك تتأخري، اسفة بجد!

-لا طبعا تحت امرك، الدكتور قالكم تيجوا بعد اد ايه؟

نظرت الفتاة لمرافقها وهي تتأبط ذراعه قائله:

-هو قال كمان شهر، بس نخليها أول سبت في بداية الشهر عشان تيجي معايا زي ما الدكتور قال.

في رفق قال وهو ينظر لعينيها مباشرة:

-ولو مقالش كنت حاجي برضه ..بس كنت هستناكي هنا!

احمر وجه “سحر” خجلًا وهي تتشاغل بالنظر في دفترها وتكتب بصوت عال :

-تمام يا “سلمى” ، يوم ٣ الساعة ٦  هنستناكى ان شاء الله.

تنهدت وهي تنكمش في مقعدها مراقبة انصرافهم  وقد غادرتها أي رغبة في المغادرة.

النهاية

أقرأ أيضًا

اللعبة الأخيرة – الجزء الأول

 

زر الذهاب إلى الأعلى