سينما

سيناريوهات مختلفة لنهاية العالم

سيناريوهات مختلفة لنهاية العالم
سيناريوهات مختلفة لنهاية العالم ففي تجربة سريعة تحدثت مع مجموعة من الأصدقاء عن ” نهاية العالم “، سألتهم عن تصوراتهم المتعلقة بيوم الفناء.. كان لكل منهم رؤية مختلفة لكن جميعهم اتفق في أكثر من أمر..

مشهد السماء المظلمة أو الرمادية كان حاضرًا في كل الأذهان، كذلك البشر المهرولين فرارًا من خطرٍ لا نعرفه بعد، جميع خطوط الهاتف معطلة، الشاشات أظلمت تمامًا، عواصف وأمطار وكأن الطبيعة تتمرد على من روضها.. جميع البشر متساوون وقد تحولوا لأرقام يتم دفنها في مقابر جماعية أو تتعفن في الشوارع، حكام العالم كلٌ ضعيف وحائر، كلٌ سيقتل الآخر لأجل هدف واحد: البقاء.

في الحقيقة كل منهم روى ما رآه وحفظه في عقله الباطن من سيناريوهات مختلفة لنهاية العالم التي رآها في الأفلام العالمية، وهو ما قد عاد للأذهان بعد أنباء انتشار فيروس الكورونا الذي لم يعرف له البشر علاجًا بعد، ووجود مشاهد مشابهة لما نراه في الأفلام؛ فهؤلاء أطباء عاجزون، ومرضى كثر، وفعاليات تُمنع بأوامر عُليا.. ولو كان الفيروس أشد وطأة من الأفلام لزادت وحشية البشر وخرج منهم أسوأ ما فيهم.

يحب الناس مشاهد النهاية، لأنها تصدر له إحساسًا زائفًا بالأمان ولأنها تنحي كل مصاعب الحياة الصغيرة جانبًا، علاوةً على احتمالية ظهور البطل المخلص الذي ينقذ الجميع، لذلك فهذه التيمة دائمًا ما تجد رواجًا بين رواد دور العرض، فسؤال “كيف ستنتهي الحياة؟” هو أكثر التساؤلات إلهامًا لصناع السينما، وقد تناولوه بأكثر من حبكة..

  •  غضب البيئة

من أهم حبكات نهاية العالم هي كارثة بيئية نتيجة التطور التكنولوچي والتي ينجم عنها إساءة البشر لطبيعته الأم، أو نتيجة لزيادة السكان..

الحبكة الأولى في فيلم Intersteller  خير مثال على غضب البيئة والذي ظهر في الأراضي الجرداء.. وظهرت في شكل إسقاطٍ متقن في فيلم Mother.

أحد المسلسلات التي تناولت هذه الحبكة وغاصت فيها هو Terra nova والذي يروي قصة دمار الأرض بشكلٍ كلي لدرجة اضطرت البشر للعودة بالزمن للعصر الطبشوري.. لنشاهد حياتهم مع بيئة نظيفة مجددًا، ولكن توقف هذا العمل بعد أول موسم لأسباب إنتاجية

  • الفيروس

نالت الفيروسات والأوبئة نصيب الأسد من حبكات نهاية العالم، ولنا في resident evil خير مثال، وما حققته سلسلة الأفلام والألعاب من نجاح واسع بين الجمهور يؤكد ولع الناس بهذه القصص.

أما عن Contagion فهو الأفضل  في رأيي بين أقرانه، وأكثرهم واقعية كذلك.. لذلك لا تتعجب حين يصفه البعض أنه تنبأ بأحداث الكورونا وما بعدها؛ فهو يتحدث عن وباء قادم من الصين، من أعراضه السعال، وينتشر بسرعة شديدة، وقد عجزت الحكومات عن السيطرة عليه.. هل يذكركم هذا بشيء ما؟!

  • الفناء التام

لا يمكن في أي حال من الأحوال الحديث عن نهاية العالم في السينما دون ذكر رائعة ويل سميث I am legen!

والفيلم يروي قصة عالم الفيروسات “روبرت نيفيل”، وهو الوحيد الذي لم تثبت أصابته بڤيروس قاتل قضى على كل سكان الكوكب تقريبًا.. إلا قلة قليلة نجت من الڤيروس، لكن هذه المجموعة لا تسطيع التعرض للشمس بأي حال من الأحوال؛ فتحولوا مسوخًا تختبئ نهارًا وتخرج ليلًا لتنتقم من الطائفة النادرة المحصنة ضد الفيروس.

لنعيش مغامرة روبرت ومحاولاته المختلفة لإيجاد علاج للوباء، ورحلات الصيد ولتوفير المأكل وكذلك محاولته البحث عن الناجين الآخرين.

  • الجليد

على عكس كل التنبؤات العلمية والأدبية والسينمائية، التي تنتظر عواقب الاحتباس الحراري على من تسببوا فيه، و يتنبأون بارتفاع الحرارة وذوبان جليد القطبين ليغرق العالم..

يأتي فيلم

The Day After Tomorrowo فيلم بحبكة جديدة تمامًا، حبكة تعيدنا للعصور الجليدية الأولى التي هددت سكينة البشر.

  • النفط

فيلم آخر تغرد قصته خارج سرب الجوع والمرض وعواقب الزيادة السكانية، وهو

Deepwater Horizon والذي تدور أحداثه حول أزمة عالمية مختلفة، ويتناول في حبكته ما يدور في عالم جديد على معظمنا؛ وهو عالم النفط والتنقيب تحت الماء.. وتحدث الكارثة بعد انفجار واحدة من أكبر حاملات النفط ليحدث تسرب نفطي هو الأكبر في تاريخ البشرية، ونشاهد كيف تم احتواء الأزمة.. وكذلك تأثير هذا التسرب على البشر

في النهاية لا أظن أن أحدًا من قراء هذا المقال سيشهد نهاية العالم، ولا كاتبه، ولكن أتمنى ألا تستلهم الطبيعة من الشاشات؛ فما رأيناه من سيناريوهات مختلفة لنهاية العالم كان قاسيًا.

اقرأ أيضاً

أم كلثوم تغنى في دار الأوبرا بتقنية الهولوجرام لأول مرة في مصر

ما يحدث في الكواليس .. بقلم عبدالرحمن جاويش

عبدالرحمن جاويش

كاتب وروائي شاب من مواليد محافظة الشرقية سنة 1995.. تخرج من كلية الهندسة (قسم الهندسة المدنية)..صدر له عدة رويات منها (النبض صفر،) كتب في بعض الجرائد والمواقع المحلية، وكتب أفكار العديد من الفيديوهات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.. كما دوَّن العديد من قصص الديستوبيا على صفحته الشخصية على موقع facebook وحازت على الكثير من الإشادات من القراء والكُتَّاب كذلك..
زر الذهاب إلى الأعلى