حدث بالفعل

شخص ما مات هنا

لو إنت من الناس اللي بتشوف أفلام رُعب باستمرار، هتاخُد بالك من إن تقريبًا أي حد بيشتري بيت جديد بيكون في خطر، لأن كُل البيوت دي تقريبِا بتكون مسكونة، ومين عارِف.. يمكن الموضوع يكون في الحقيقة كمان!

في ٢٠١٩.. ظهر موقِع على الإنترنِت وكشف عن حاجة غريبة جدًا، إن ٤ ولايات بس في الولايات المُتحدة الأمريكية هي اللي بتجبِر أي حد بيبيع بيت أو عقار على إنه يقول للمُشتري لو بيحصَل في البيت دا أي ظواهِر غريبة أو نشاطات مُخيفة! و٩ ولايات بس بيجبروا البايِع يقول للمُشتري لو فيه حالة وفاة غامضة حصلِت في العقار دا!

شخص ما مات هنا

القانون بيقول إن دا بس عشان حماية البائعين من التأثير النفسي للأفكار دي على المُشتري، ولأن في العموم وجود أي تفاصيل عن حاجات غامضة بتحصَل في البيت، عادةً بيكون مالوش تأثير على سلامة، أمن، وهيكل البيت العام، لكنه هيخلي المُشتري يتجاهَل كُل دا ويخاف يكمِّل الصفقة، سواء بقى كانِت أرواح شريرة، حالة انتحار، أو جريمة قتل بشِعة.

 

رغم كدا.. بعض السماسرة بيحبّوا يقولوا للناس الحقيقة ويكونوا واضحين معاهم، حتى لو القانون مش فارِض عليهم دا، بس إحساسهم العام إن دا جُزء من شُغلهم ولازِم يعملوه.

 

لكن في أغلب الحالات.. لو المُشتري مُهتَم يعرف تاريخ بيته، لازِم يعمل دا بنفسه، سواء بقي عمل شوية أبحاث على الإنترنِت، أو حتى راح سأل الجيران اللي حوالين البيت، ومؤخرًا ظهر موقع خاص بالموضوع دا.. تديه عنوان البيت، يدوّر لك على تفاصيله وماضيه، مُقابِل مبلغ مالي طبعًا.

 

بس طبعًا فيه نسبة كبيرة من الناس بتقول لأ، خليني مبسوط ببيتي الجديد، ومش عايز أعرف حاجة عن ماضيه طالما محصلش أي حاجة تضايقني، وطبعًا فيه ناس مش مؤمِنة بالحاجات دي أساسًا.

بجد بقي.. لو عرفت إن حد مات مدبوح في مطبخك مثلًا، مش هتبُص له نفس البصّة.

 

فأنا قُلت أجمَّع لك النهاردة شوية قصص كدا حصلِت مع ناس اشترَت بيوت مسكونة، أو كانِت مسرح لجرايم وحشية قبل ما يشتروها.

شخص ما مات هنا

«شبح في بيت أمي»

 

كانِت تجرُبة غريبة جدًا، من حوالي سنتين ماما شافِت واحدة بتصوَّر البيت من برا، طبعًا خرجِت لها وسألتها: ” هو إنتِ بتعملي إيه؟ ”

فالست ردَّت بمُنتهى البساطة وقالِت لها: ” دا بيتي القديم وأنا كُنت ساكنة هنا، ونسيت حد في البيت! ”

ماما مكانِتش مصدَّقة اللي هي سامعاه، ولمَّا سألتها: ” يعني إيه؟ ”

الست قالِت لها وهي مشغولة بالنظر ناحية البيت: ” أكيد دا عمو فلان! ”

وسابِت ماما ومشت، طبعًا ماما كان عندها فضول تفهَم إيه اللي حَصَل، فدوَّرِت على النت لحَد ما اكتشفِت إن عمو فلان دا كان عايِش في البيت قبلنا ومات في البيت، ومن بعدها وإحنا بنشوف شبح العمو دا في البيت باستمرار!

بس للأمانة هو شبح لطيف وخجول ومش بيؤذي حد!

 

«مش أفضل طريقة لمعرفة الموضوع»

 

اكتشفت بعد ما اشتريت البيت، أن فيه حالة وفاة غامضة حصلِت فيه، خدنا المفاتيح وأول ما دخلنا البيت لقينا أثر الدم على الأرض حوالين لوح ويجا، السمسار قال إنهم خايفين يحرَّكوه من مكانه بس بما إننا اشترينا البيت خلاص.. فالمُشكلة بقت مُشكلتنا إحنا!

البيت دا كان مُخيف، والضيوف مكانوش بيحبّوا يزورونا فيه، ودايمًا كُنا حاسّين إننا مش لوحدنا!

في النهاية بعناه ومشينا!

 

«مُشاهدة ليلية»

قالولي بعد ما اشتريت بيتي إن الأرض اللي مبني عليها البيت كانِت مسرح لواحدة من أشهر الأساطير الحضرية في المنطقة، ساحرة كانِت عايشة هنا وأهل القرية قتلوها بطريقة بشعة عشان يرتاحوا من شرّها، والأرض شربت دمها كُله.

أعتقِد دا بيفسَّر الست العجوزة اللي بنصحى نلاقيها واقفة جنب السرير تتفرَّج علينا وإحنا نايمين وبتختفي أول ما نصحى!

 

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى