هل يولد الإنسان شريرًا؟ أم الناس حوله وعالمه من يدفعونه للشر؟
ربما نعثر على إجابتنا في حكاية الفتاة كيلي روس..
في نهايات القرن التاسع عشر بدأ الأب روس عملًا ذو مستقبل واعد ببناء طاحونة، والتي وفرت المال الكافي لتعيش أسرته حياة مستقرة وسعيدة في Pleasant Valley.. ولكن لم تدم سعادة العائلة طويلًا، فقد خيم عليهم الظلام في يوم الثالث عشر من مارس عام 1873 حينما جائهم الشر في شكل مولودة جديدة أسموها كيلي، أخر مولود للعائلة فقد أتت بالفعل في وقت متأخر بعدما تجاوز الوالدان سن الأربعين بكثير.
ومع مرور السنين، ونمو ابنتهم، لاحظت العائلة أن جسدها كان ينمو بشكل مغاير للطبيعة وبالأخص بالتزامن مع عقلها، مما سبب لها الكثير من المشاكل في الدراسة وأخرها كذلك عن بقية زملائها من نفس السن.. ولكن لم تكن تلك مشاكلها فقط؛ فخلال حياتها القصيرة في المدرسة كان الأطفال ـوبرغم صغر سنهم عنهاـ ينادونها ب “كيلي الضخمة القبيحة” أو “كيلي زوجة رجل الكهف”.
ولكن لحسن حظها لم تكن حياتها بهذا السوء؛ فعائلتها كانت تدعمها بشكل دائم وكانت تحظى بحبهم وكذلك حب وصداقة الجيران، بل استطاعت كذلك تكوين صداقة مع فتاتين من جيرانها كورا وترايسي دايفس، وكذلك مع فتى شاب اسمه جاي بيري.
ومع مرور الوقت تحولت مشاعر الصداقة بين كيلي وجاي إلى حب وهوس مرضي من طرف كيلي، لدرجة أنها كانت تمضي ساعات في غرفتها وحيدة تتأمله من نافذتها الصغيرة بينما يعمل مع والده في الحقل.
وتطور هذا الهوس بشكل سريع؛ فأصبحت تخبر الكل عن زواجها المخطط بجاي، ولكن جاي كان يعلم أن هذه أحلامها، وخيالاتها فقط، وحتى يخرجها من حالتها صارحها بأن أهله وأهلها لن يقبلوا بذلك الزواج..
ومن تلك النقطة انفجرت حقيقة الشر داخل كيلي؛ ففي صباح اليوم التالي أحضرت كيلي سم الفئران ووضعته في إفطار العائلة.. بالفعل توفى والدها بحلول المساء، بينما صمد أخوها لبضعة أيام، أما والدتها فقد استطاعت التعافي لأنها قد أكلت إفطارًا خفيفًا.
في الواقع أدركت الأم أن ابنتها وفلذة كبدها هي من سممت العائلة، ولكن كأي أم أثرت مسامحتها وبدأت التخطيط لإنقاذها من العدالة وكانت فكرة خطتها هي الهرب والابتعاد إلى أبعد نقطة يستطيعان الوصول إليها، بعيدًا عن محبوب كيلي المنشود.
فقررت كيلي بكل بساطة أن تسكب السم مجددًا في طعام أمها المريضة حتى لا تبعدها عن محبوبها.
جدير بالذكر أن خلال التحقيقات قالت كيلي أنها تفاجئت من مفعول السم الممتاز برأيها، ووصفت حالها وكيف غرقت في الضحك بينما تحتضر أمها وتتقيأ أمعائها من ألم السم.
وبالطبع وأخيرًا بعدما انتهت كيلي من عائلتها، قررت أن الوقت قد حان للتخلص من عائلة جاي؛ فصنعت فطيرة توت ممتازة بعدها أغرقتها بالسم، ثم قدمتها لجاي حتى يعطيها لعائلته ولكن بعدما حذرته من الأكل منها.
بالطبع لم يفعل الشاب ذلك وفي النهاية تم إلقاء القبض على كيلي بعدما اعترفت أمام صديقتها بجرائمها.
محاكمة كيلي كانت سريعة، قد تم إيداعها مصحة توليدو العقلية بعدما تم التأكد من حالة الجنون التي تعاني منها، ثم تم نقلها لمصحة ليما وهناك عاشت إلى عيد ميلادها الثامن والخمسون ثم توفيت لتدفن في مقابر المصحة.
حاليًا تحول منزل كيلي القديم وكذلك منزل صديقها إلى حديقة زراعية بينما تم الحفاظ على منزل روز كمزار سياحي حيث يقال إن شبح كيلي روز لا يزال يسير في أروقة المنزل، ولا تزال تقف في غرفتها لتتأمل الحقول حولها من نافذتها الصغيرة بحثًا عن حبيبها الميت.