شيء من الرعب
شيء من الرعب.. فجأة.. راح الكل يبحث عنه.. ينقبون الأرض.. يمسحون الهواء.. يمشطون البلدة، لكن لا أثر له، وكأن الرجل لم يولد من الأساس أو أنه ولد في ذهن من عرفوه فقط.. ولكن لا أثر له، وبعد خمسة أيام متواصلة من البحث وجدوه أخيرا جثة هامدة فوق كومة من الفحم على بعد 20 ميل من آخر مرة شوهد فيها، وما بين لغز الاختفاء ولغز العثور علي الجثة هكذا، وهنا فتح الباب على مصراعيه نحو واحدة من أعقد جرائم القتل التي شهدها العالم يوما ما.
إنه زيجموند أدامسكي ولد في بولندا عام 1927 وعاش هناك حتى عام 1961 قبل أن يرحل هو وزجته التي تزوجها عام 1957 إلى بلدة تينكلي بمدينة يوركشاير بإنجلترا، وطوال ما يقرب من 19 عاما قضاها الزوجان في تلك البلدة، لم يعرف عنهم أي سلوك شائن بشهادة جميع من عرفوهم غير أن القدر كان يخبئ لهم في يوم 6 يونيو صاعقة ستهوي على رؤوسهم، ومن ثم ستمتد إلى باقي أنحاء الكوكب دون أي إجابة حاسمة لما حدث، في ذلك اليوم خرج زيجموند أدامسكي لشراء بعض الاحتياجات المنزلية من أحد المتاجر القريبة، وأثناء سيره تبادل التحية مع أحد جيرانه، وهذا آخر من رآه وبعدها اختفى أدامسكي… تماما.
شيء من الرعب
قامت أسرته بتقديم بلاغ للشرطة يفيد باختفاء أدامسكي غير المبرر، لتبدأ بعدها الشرطة رحلة البحث عن إجابة سؤال أين ذهب أدامسكي وبعد خمسة أيام من البحث، وعلى بعد 20 ميل من آخر مكان رآه جاره عثر على إجابة السؤال، ولكن لم يدري أحد حتى تلك اللحظة أن تلك الإجابة ستكون في حد ذاتها لغزا لن تكون له إجابة…!
في ساحة إحدى شركات الفحم المحلية عُثر على أدامسكي فوق كومة من الفحم ارتفاعها 10 أقدام، وصف ضابط الشرطة آلان جودفري، الذي وصل بعد ربع الساعة أن أدامسكي كان مُلقى على وجهه الذي ظهرت عليه ملامح الخوف، ويرتدي بنطاله وحذاءه بطريقة غريبة وكأن أحدا جرده منهم ولم يعرف كيف يعيد إلباسه إياهم مجددا، كذلك الأمر مع معطفه إضافة إلى اختفاء الساعة والقميص والمحفظة الخاصين به، لكن الأكثر غرابة على الإطلاق أن آخر من رأى أدامسكي شهد بأنه كان حليق الوجه تماما وقتما رآه بينما تم العثور على أدامسكي وقد نمت لحيته ليوم واحد فقط، على الرغم من اختفائه لخمسة أيام كاملة، فما الذي يعنيه هذا؟ وعلام يدل؟
ولتكتمل أركان الغموض… وجدوا آثار حروق على مؤخرة رأسه وكتفيه ورقبته مع وجود مادة جيلية لم يتم التعرف عليها إطلاقا.
أكد تشريح الجثة من قبل الأخصائي آلان أيدوار، أن وقت الوفاة كان قبل العثور على الجثة بأربع ساعات والحروق كانت قبل ذلك بيومين وتم عزو الوفاة بسكتة قلبية، وهنا يظل التساؤل إذا كانت الوفاة قبل أربع ساعات من العثور على الجثة، فإين كان الرجل طوال ما يزيد على أربعة أيام؟
أضف إلى ذلك عدم نمو لحيته سوى ليوم واحد فقط، فإين ذهبت الأيام الأربع من عمر الرجل سواء كان حيا أم ميتا؟
من هو مصدر المواد الجيلية التي عجز العلم عن التعرف عليها؟.
مرت خمسة أشهر على الواقعة قبل أن يلوح في الأفق لغزا جديدا وإن بدا في البداية غير متصل بما حدث لأدامسكي حيث أدلى ضابط الشرطة آلان جودفري، الذي كان يتولي قضية أدامسكي أنه أثناء ذهابه لمعاينة إحدى الحقول المحلية في المقاطعة للتحقيق في بلاغ ينص على أن الأبقار تظهر وتختفي هكذا فجأة رصد أمامه ما يشبه الباص المقلوب.
وحينما اقترب أكثر وجد ذلك الشيء يرتفع عن الأرض حوالي المتر ونصف المتر وهنا حاول الاتصال بالشرطة، لكن الشبكة لم تعمل وقتها فيما بعد رسم ذلك الشيء وكان يتطابق مع الشكل المعتاد للأطباق الطائرة، بعد نصف ساعة وجد «جودفري» نفسه في سيارته بمنطقة أخرى من الطريق وكان حذائيه مخلوعين وقال إنه لا يدري ماذا حدث له من 15 -30 دقيقة، وكأنه كان تحت تنويم مغناطيسي وبالنسبة لقضية الأبقار توصل إلى أن بوابة الحقل كانت مغلقة، كما لم يتم العثور على آثار حوافر الأبقار المختفية، وكان ذلك غريبا لأن الحقل كان موحلا بالكامل.
تلك الحوادث التي تضاف إلى سجل البلدة المليء بحوادث مشاهدة الأطباق الطائرة، إضافة إلى غرابة القضيتين فتحت الباب نحو تفسير ماورائي ممثل في الفضائيين، على الرغم أن كل ما يتصل بالكائنات الفضائية يظل دائما في تأرجح بين عصبية الرفض وهوس القبول، إلا أن ملابسات القضيتين الغريبة ربما فرضت ذلك التفسير، بالفعل يكاد ينعدم أي تورط بشري في ما حدث وبالأخص قضية أدامسكي فإذا سلمنا بكذب «آلان جودفري» فيما شاهده، ماذا عن عدم نمو لحية أدامسكي سوى ليوم واحد، وكأن هناك من انتزع أربعة أيام من ذلك الرجل، وهل يفسر المواد الجيلية المجهولة التي دهنت بها الحروق؟
تستدعي ذاكرتي ما قاله السير آرثر كونان دويل يوما: حينما تستبعد المستحيلات فإن ما يبقى هو الحقيقة على الرغم من غرابتها.
فإذا استبعدنا المستحيلات، ماذا تتوقع أن يبقي لنا؟
إنها أشياء قلما تجدها في حدث ما.. شيء من العلم.. شيء من المنطق… و…..
وشيء من الرعب.