طقس عائلة بندر
التجمعات والأحداث والأعياد العائلة كانت دائمًا وأبدًا طقسًا يعبر عن مدى الترابط الأسري في العائلات البشرية، بل ويعبر عن مدى التفاعل الإنساني بين أفراد الأسرة وترابطهم بين بعضهم البعض.
ولكن كيف يمكننا قول الكلمات ذاتها حينما يكون الطقس العائلي هو القتل؟
بعد الحرب الأهلية الأمريكية، وصلت عائلة بندر ذات الأصل الألماني إلى بلدة لابيت في ولاية كنساس، وهناك بدأوا عملهم ومشروعهم الخاص حيث افتتحوا حانة ومتجرًا عامة على جانب الطريق الرئيسي في البلدة.
تكونت العائلة من أربع أفراد فقط: جون بندر الأب، وكايت بندر الزوجة، وجون بندر الابن، وكايت بندر الابنة.
وكأي عائلة مهاجرة إلى أرض الأحلام الأمريكية في تلك الحقبة، كانت العائلة مسيحية متدينة ولكنهم كانوا ينتمون لطائفة تسمي ب “الروحيين” وهم طائفة مسيحية يؤمن أفرادها بأنهم يمتلكون القدرة على التواصل مع الموتى.
وبالطبع بسبب موقع حانتهم ومتجرهم ازدهرت أعمالهم، وأصبحت حانتهم لا تخلوا من المسافرين.. ومن هنا بدأت جرائمهم.
كانت عائلة بندر تمتلك في حانتها كرسيًا على تراز الملوك، وكان الكرسي فوق باب سري يسقط مباشرة للقبو، بمجرد أن يجلس الضيف المختار على الكرسي، كانت كايت الأم تقوم بجذب انتباهه وحينها يقوم جون الأب والابن بضرب رأسه بالمطارق..
ثم تقوم الزوجة والابنة بنحر عنق الضحية للتأكد من موته، وفي النهاية يلقون بالجثة في القبو، حيث يتم خلع ملابسها وأخذ كل ممتلكاتها في حين آخر ثم دفنها في أرض العائلة.
بعض الضحايا كانوا أغنياء، بعضهم كانوا فقراء.. لم يكن هناك نمط معين أو محدد للقتل عند العائلة، حتى دافعهم لم يكن معروفًا لأحد.. لذا أقرب دافع وصل إليه المحققون أن العائلة كانت تقتل للمتعة فقط، كأن القتل طقس عائلي يمدهم بالنشوة وبروح الترابط الأسري بين بعضهم البعض.
في النهاية قتلت العائلة 18 شخصًا، وأصبح الخوف يتنامى داخل أهالي البلدة حول حالة اختفاء المسافرين المستمرة، وبمجرد أن بدأت الأحاديث والإشاعات تخرج وتحوم حول العائلة، قرر الأب جون أخذ عائلته والهروب.
بعد فترة من هروب العائلة لاحظ أهل البلدة اختفائهم، ثم فجأة انتشرت رائحة العفن من أرضهم وهنا قررت الشرطة التحقيق، وبمجرد أن اقتحموا ملكيتهم وجدوا حيواناتهم نافقة من الجوع وتأكدوا أن العائلة قد هربت على عجل.
لذا بسرعة بدأوا الحفر ليكتشفوا 18 جثة منهم جثة فتاة صغيرة دفنت حية بجوار والدها المقتول، للأسف حاولت السلطات بشتى الطرق القبض على العائلة ولكن أثارهم قد ذابت وسط الرياح واختفوا من الوجود تمامًا.
قد يرى البعض القتل فنًا، قد يراه آخرون جريمة، قد يرى البعض القتل شهوة، وقد يراه الآخرون فعلًا لا أخلاقيًا.. ولكن مما لا شك فيه أن عائلة بندر كانت ترى القتل بشكل آخر مختلف.