علماء صينيون يصنعون حيوان هجين من القرد والخنزير
إذا كان هناك شيء علمته لنا أفلام الخيال العلمي على مدار الأعوام السابقة، فهو أن دمج حيوان مع حيوان آخر ينتهي دائمًا بشكل سيء. لكن لا يحاول الباحثون في الصين خلق وحوش متحولة، لكنهم نجحوا في إنشاء خنازير صغيرة تمتلك بعض خلايا القرود.. نعم، أنت تقرأ بشكل صحيح خنازير تمتلك خلايا قرود.
بدأ فريق من الباحثين من مختبر ولاية كي للخلايا الجذعية وبيولوجيا التكاثر في بكين محاولة إنشاء أول قرد خنزير هجين. الكمير هو كائن خرافي مستخلص من الميثولوجيا اليونانية وهو يمثل أي كائن مزدوج الهوية، أي خروف برأس أسود، أو كلب بذيل ثعبان، أي شيء من هذا القبيل يطلق عليه كمير. لكن استخدم هذا المصطلح علميًا ليمثل أي كائن حي يحتوي على خلايا حية من أنماط وراثية مختلفة.
ما حدث ببساطة، أن الباحثين أضافوا خلايا قرد إلى أجنة الخنازير، وسمحوا للخنازير الناضجة بحمل تلك الأجنة لفترة، ثم لاحظوا الخنازير الناتجة. نحن لا نتحدث عن خنزير تزوج قرد، ولكن ما حدث هو تطعيم الأجنة الحديثة التكوين للخنازير بخلايا قرود. بدأت هذه التجارب منذ سنين لكنها فشلت دائمًا في الوصول لمرحلة النمو الكاملة، وكانت تموت قبل الولادة.
لكن الفريق الصيني لديه صبر طويل فقد عمل مع أكثر من 4000 جنين مهجن، تم زرعها جميعًا في أرحام الخنازير. من بين هؤلاء الآلاف الأربعة أسفر عشرة منهم فقط عن حمل وصل لمرحلة النمو النهائية. بقي مظهر الخنازير دون تغيير إلى حد كبير، لكن العلماء كانوا قادرين على مراقبة خلايا القرود، التي تم تعديلها لتنمو بسهولة. ومن الخنازير العشرة، اثنان منهم فقط كانوا في الواقع يمكن وصفهم بالكمير. ورغم الرعاية الصحية الفائقة للمواليد العشرة فقد توفوا جميعًا خلال أسبوعين من الولادة.
يبدو هذا الأمر سيء للغاية ومخيف، وضد القيم والأخلاق.. لكن الباحثين يقولون أن لديهم هدف نبيل يسعون إليه من وراء هذا. فهم يقولون أنهم لو استطاعوا ذراعة خلايا حيوان آخر في خنزير فربما يتمكنوا من زراعة أعضاء حيوان آخر في خنزير، وبالتالي من الممكن أن يستخدموا الخنازير كمصانع لزراعة الأعضاء من الخلايا الجذعية. يمكن أن تستخدم تلك الأعضاء بعد ذلك لعلاج المرضى الذين تتلف أعضاءهم، والذي يموت أعداد كبيرة منهم لعدم إيجاد متبرعين بالأعضاء.
لكن رغم هذا الهدف المعلن، فإن المجتمع العلمي يخشى أن يكون هناك أبحاث سرية لأشياء أكثر خطورة، فتهجين الكائنات أمر خطير ويمكن أن يؤدي لكوارث أخلاقية عديدة إذا تطورت تلك التكنولوجيا كما يتمنى المشجعون لها.