عند أم ترتر.. قصة أشهر الأمثال الشعبية
قصة أشهر الأمثال الشعبية.. الأمثال الشعبية هي وسيلة فعالة لتوصيل العبر والمواعظ بطريقة بسيطة ومشوقة، فهي تعتمد على قصص ومواقف وأحداث واقعية حدثت بالفعل، والحكمة قيلت تعليقا على هذا الحدث، ومع مرور السنين اختفى أثر هذا الحدث مع بقاء المثل محفور في عقول الأجيال.. نلقى الضوء على تلك الحكم والتجارب من خلال عبارات قصيرة وبسيطة، وتعد جزءً مهما من التراث اللغوي والثقافي للشعوب، إنها وسيلة فعالة لنقل القيم والتجارب وتوجيه الناس في حياتهم.
تروح فين يا صعلوك بين الملوك
تعود أصل حكاية هذا المثل إلى عام 1811م، والصعلوك هو الشيخ المصري «زعلوك» الذي كان موظفا للحسابات لدى أحد مماليك ضحايا مذبحة القلعة ولسوء حظ الشيخ أنه كان مع الملك الذي يعمل لديه ولقي مصير المملوك وقُتل بالخطأ في هذه المذبحة، وبعد انتهاء معركة مذبحة القلعة، وحين كانوا يقومون بتدوين أسماء الضحايا اكتشفوا جثة الشيخ زعلوك معهم، ومن هنا جاء مثل «تروح فين يازعلوك من بين الملوك» حتى تلقى محمد علي هذه القصة ومنح عائلة الشيخ زعلوك آلاف المواشي والأفدنة تعويضا لما حدث للشيخ، ثم حرف المثل وأصبح «تروح فين يا صعلوك من بين الملوك».
دخول الحمام مش زي خروجه
هذا المثل المشهور الذي يتردد دائما لأي شخص يحسب أن الأمور ستسير ببساطة، أو أي شخص يقبل على أي شيء جديد مثل وظيفة أو زواج أو أي شيء من أنواع المعاملات بين الناس، ثم يرغب في الانسحاب متى يشاء فيقال له أن دخول الحمام مش زي خروجه.
وتعود هذه القصة إلى أحد أصحاب الحمامات التركية القديمة، حيث قام بتعليق لافتة تعلن للزبائن أن الدخول مجاني، وبناء على ذلك ازدحم الحمام بالناس، وكان صاحب الحمام يأخذ ملابسهم عند الدخول، وإذا أرادوا الخروج يطلب منهم الفلوس مقابل الخروج، ومن هذا الوقت قال الناس هذه الجملة «دخول الحمام مش زي الخروج منه».
حسبة برما
تعود المقولة إلى إحدى القرى المصرية القديمة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية وهي قرية «برما»، كانت سيدة تحمل قفصا محملا بالبيض، واصطدم أحد الأشخاص بها فأراد هذا الشخص تعويضها عن البيض الذي فقدته، فقال لها الناس كم بيضة كانت في القفص؟
فقالت: لو حصيتم البيض بتلاته لتبقى بيضة، وبالأربعة تبقى بيضة، وبالخمسة تبقى بيضة، وبالستة تبقى بيضة، ولو حصيتم بالسبعة فلا يتبقى شيء، وبعد حسابات وحيرة كثيرة عرفوا أن القفص يحتوي على 301 بيضة، وقال الناس دي «حسبة برما».
اللي ميعرفش يقول عدس
يقال هذا المثل للتعبير عن عدم مصداقية الكلام وأن الكلام صادر من أشخاص لا يفقهون عنه شيء، ويقال إن أصل القصة أن كان هناك تاجر حبوب وبقوليات، وقد دخل عليه اللصوص وسرقوا نقود التاجر، فلحقهم فوقع إحدى اللصوص وهو يجري واصطدم بكيس مليء بالعدس، فامتلئت ملابس اللص بالعدس، وعندما شاهد الناس التاجر يجري خلف اللصوص ظنوا أنه يلحقهم من أجل القليل من العدس، فرد التاجر عليهم بقوله «اللي ميعرفش يقول عدس».
عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة
يحكى أن أحد الأشخاص كان يمسك بيده عصفورا، وشاهد عددا كبيرا من العصافير على إحدى الأشجار، فطمع بالحصول على العصافير التي توجد على الشجرة، فرمى العصفور الذي كان بيده وقام بالصعود إلى الشجرة، فطارت العصافير مباشرة ولم يستطع الحصول على أي واحد منها، فعاد حزينا على العصفور الذي كان في يده فكان المثل «عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة»، وجاء يدل على الطمع.
عند أم ترتر
الكثير من الناس يرددون هذا المثل ويدل على استحالة أن تجد الشيء الذي تبحث عنه، دون أن يعرفوا قصة ما وراء المثل، والحكاية هي أن توجد امرأة اسمها نفوسة كانت تسكن في حارات كرموز، وكان معروفا أنها شخصية قوية وتتطاول على جميع النساء جيرانها، وكان لديها أولاد هم إسماعيل، وإبراهيم، ونبوية ترتر لذلك يطلقون عليها أم ترتر، وكانت أم ترتر لديها مزرعة تربية فراخ وبط فوق سطح المنزل، وعندما كانت فراخ الجيران تنط على سطح أم ترتر كانت على الفور تذبحه وتقدمه وجبة لزوجها وأولادها، وعند سؤال الجيران على الفراخ المفقودة يتم الرد بصوت منخفض عند «أم ترتر ربنا يعوض عليكوا».
عادت حليمة إلى عادتها القديمة
جاءت القصة إلى امرأة اسمها حليمة متزوجة، وكانت حليمة على عكس حال زوجها فكانت بخيلة جدا، وفي أحد الأيام أراد زوجها أن يعلمها الكرم فقال لها إن الناس يقولون إن المرأة التي تزيد من وضع السمن في الطبخ أطال الله عمرها بعدد ملاعق السمن التي أضافتها، فأخذت تضاعف كمية السمن في الطبخ وتعودت على الكرم.
وحدث أن توفي ابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من حبها لنفسها، فأصبحت تقلل كمية السمن في الطعام لعل الله يقصر في عمرها حتى تموت بعد وفاة ابنها، فقال زوجها «عادت حليمة إلى عادتها القديمة»، وأصبح مثل يقال لمن يعود لعمل كان قد تركه سابقا.
كتب – سالي عمر