طلاسم

غواصة الموت بقلم: محمد جمال

غواصة الموت بقلم: محمد جمال
منذ يوم بنائها والغواصة الأمبراطورية الألمانية UB-65 في عام 1916 وهي تحمل شرًا خفيًا ومخيفًا، شرًا لا يجلب سوى الموت لكل من تسول له نفسه الاقتراب من هذه الغواصة.. بل حتى قبل انطلاقها الرسمي حدثت حادثة فظيعة في ميناء هامبورج حينما تحطمت حاملة فولاذية لتسحق عاملًا أسفل منها وتصيب آخر، وفي النهاية لم يجد المحققون سببًا منطقيًا للحادثة.

وبعد عدة أشهر كان يجب تجربة الغواصة في الماء، وحينما قام ثلاثة مهندسين بتفقد عمل البطاريات انتزع الموت أرواحهم عن طريق الغازات السامة التي انبعثت لتقتلهم، وبعد عدة تحقيقات كذلك لم يجدوا سببًا للحادثة.

وبرغم الحوادث المأساوية التي توجت هذه الغواصة بتاج الموت إلا أن السلطة القيصرية أعلنت أنها ستبدأ العمل داخل البحرية تحت إمرة الكابتن الملازم Martin Schelle خبير المعارك في البحرية القيصرية ذو ال29 عامًا، وبمجرد أن بدأت العمل كغواصة حربية وجدت نفسها بداخل عاصفة عظيمة، فقرر الكابتن أن هذه ستكون فرصته لتجربة قدرة غواصته الجديدة على الصعود لسطح البحر خلال العواصف، ولكن بمجرد أن صعدت الغواصة للسطح وخرج أحد البحارة ليتفقد السماء، حصدته الأمواج وألقت بجسده لمخلوقات الأعماق.

وبعد تلك الحادثة المؤسفة لم يمر الكثير من الوقت حتى حدث ذلك الصدع الغامض في بدن الغواصة والذي سبب هبوط الغواصة لأعماق المحيط بينما تكرر عطل البطاريات وانفجرت منها الغازات السامة مجددًا، ولحسن حظ الطاقم لم يعانوا من أي خسائر بشرية وبقيت الغواصة في أعماق المحيط لاثنتي عشرة ساعة قبل أن تتمكن في النهاية من العودة إلى السطح.

وبعد العودة للميناء الإمبراطوري لم يستطع البحارة والمحققون تحديد سبب الصدع والتسرب، ومن هنا بدأ الجميع يؤمن أن تلك الغواصة المشئومة ملعونة بالموت والهلاك، وبدأ البحارة بالهروب من الخدمة داخلها وأصبح جنود البحرية يسمونها الكفن المعدني.

للأسف لم تعط الغواصة بعض الوقت حتى لطاقمها، فبمجرد أن بدأت انطلاقتها الثانية انفجر أحد التوربيدات وقتل الضابط الثاني، وبمجرد أن عادت الغواصة للميناء حتى تتم مراسم الدفن بدأت الأحداث تتحول إلى الأغرب.. شيئًا فشيئًا…

فأثناء مراسم الدفن قال أحد العاملين في الميناء أنه شاهد شبح الضابط الثاني يسير بلا هدى حول الغواصة، ولم تتوقف الشهادات عند ذلك الحد.. فقد بدأ البحارة وطاقم الغواصة يشتكون لقائدهم دائمًا حول شبح الضابط الثاني الذي يطاردهم في كل ممر من ممرات الغواصة، ولكن الكابتن لم يصدق قصصهم تلك إلى أن رأى شبح صديقه بنفسه.. وهنا أمر بأن تتم مباركة الغواصة بواسطة قس من الكنيسة، ولكن لم يتم ذلك لأن بعد تلك الحادثة بشهور قليلة تم نقل جميع الطاقم وتوزيعهم في أسلحة مختلفة.. ومن هنا لم يتم تشغيلها مجددًا وبقيت في الميناء مجرد كفن حديدي ملعون.

إلى أن جاء شهر يوليو عام 1918 قيل أن غواصة أمريكية شاهدت الغواصة الملعونة قبل أن تنفجر وتتحول لحطام بشكل غامض.. واختفت الغواصة الملعونة بعدها إلى الأبد.

زر الذهاب إلى الأعلى