أساطيرحكاياتحكايات وأماكن

فتى عربة عظام الموتى.. ماذا تقول الأسطورة؟

فتى عربة عظام الموتى.. في كل مكان بالعالم، وفي كل دولة وقارة، وفي كل زمان، في كل قرن وعقد، تعيش أسطورة ما، وبعض هذه الأساطير تكون مُحاطة بهالة من الرعب والخوف، ولأنني أؤمن دائمًا أنه لا دخان بلا نار، فبالتأكيد القصص التي تخبرنا بها هذه الأساطير فيها شيء من الحقيقة.

عربة الساحرة

في مدينة سلفادور البرازيلية، تحوم أسطورة إسبانية قديمة، ويسميها السكان المحليون بـ”Carreta bruja” أي “عربة الساحرة”، وتعود أصول هذه الأسطورة لإسبانيا حيث تحكي قصة الفتى تيرينسيو بيريز، والذي تم تبنيه بواسطة قس يُسمى فراي أنتولين، والذي علم الفتى القراءة والكتابة.

وبرغم تربية الفتى على يدي قس، إلا أنه لم يكن أبدًا راغبًا في حياة الرهبنة مهما حاول الأب فراي إقناعه، كان دائمًا الفتى يقول “لا”، ومع رفضه كان يعَد دائمًا بأنه سيكون رجلاً جيدًا ويساعد الآخرين.

فتى عربة عظام الموتى

مرت السنين وتمكن العجز من جسد القس، وفي النهاية مات بسبب كبر السن، لذا حينما وجد الفتى نفسه وحيدًا قرر مغادرة البلدة والحياة في بلدة أخرى، حيث عمل مع طبيب تلك البلدة، وهناك أظهر الفتى رغبة شديدة للتعلم أكثر من رغبته لمساعدة الناس.

ومع الوقت تعلم الفتى ما ظن أنه يكفيه، وسرعان ما قرر أن يستغل ما تعلمه، فوجد مجموعة من المسافرين سيأخذون سفينة تتجه بهم إلي قارة أخري، وهنا استغلهم تيرينسيو وأخبرهم أنه طبيب ومستعد أن يقدم لهم خدماته إذا قبلوا بسفره معهم، وهكذا وافقت المجموعة.

skeleton head bones people preview
عظام الموتى

وفي النهاية وصل الفتى إلى مدينة سان سالفادور، ولكونه غير معروف لأحد هناك قرر امتهان الكذب وأخبر الكل بأنه طبيب عظيم إعجازي ثم بدأ بممارسة مهنة الطب، ومهما كثر عدد من يموتون بيديه كان دائمًا يقول جملة واحدة “هذه إرادة الرب”، أما من لم يموتوا وكانوا محظوظين فكان عليهم الدفع مقابل خدماته، وهكذا جنى الكثير من المال في وقت قياسي.

ضوضاء قريبة

في إحدى الليالي وبينما كان الفتى عائدًا من حانة، سمع ضوضاء قريبة وكأنها خطوات شخص ما، رغم إدراكه أن الشارع حوله فارغ وأن كل ما يحيطه هو ظلمة، فشعر بالخوف يخترق صدره وبدأ بتسريع خطواته، وحينها سمع صوت القس الذي رباه في صغره، مما أجبر جسده علي التوقف وكأن الشلل قد أصابه.

التف الفتى والرعب قد احتل قسمات وجهه، رأي شبح القس وقال الأخير بصوت بارد: “أنت لا تملك مكانًا في هذا العالم، بسبب الضحايا العديدين الذين قتلتهم بمعرفتك الناقصة وشعور الذنب المعدوم لديك، لقد أدركت الآن أنك لن تساعد الناس أبدًا”. 

وبعدها أخبره القس بأن عليه أن يجمع عظام من قتلهم من قبورهم ويبني بهم عربة، وبعدما انتهى الفتى من بنائها سلسله شبح القس وربط جسده بها ثم أخبره الحقيقة بصوت مرعب بارد:

“أنت ميت.. وملعون بأن تسير للأبدية تجر عظام من قتلتهم خلفك إلى أن يشعروا بالراحة في قبورهم”.

أسطورة عظام الموتي

يقال أنه حتى اليوم، كلما وصلت الساعة إلي منتصف الليل في شوارع سان سلفادور، يمكن للناس أن يسمعوا أنينه وبكائه من داخل بيوتهم بينما يسير في الشوارع، ويجر ورائه عربة من عظام الموتي الغاضبين.

ربما كانت القصة الأخيرة مجرد أسطورة شعبية، ولكن ربما أيضًا كان فيها بعض من الحقيقة، ولكن أيًا كانت الحقيقة ورائها فهي على كل جوانبها المحتملة حقيقة مُرعبة.


المصدر

اقرأ أيضًا:

عشرة دلالات مهمة للتعرف على مصاصي الدماء من حولك!

عشرة دلالات مهمة للتعرف على المذئوبين من حولك!

زر الذهاب إلى الأعلى