يعد فيلم “وينشيستر” من أفلام الرُعب ذات الطابع الخاص في مجال صناعة افلام الرُعب، لأن بمنطق صُناع الرُعب دائماً ما يكون هناك بطلً يهربُ من شبح، وحش يطارد البطل، شبح ينتقم من البطل بغض النظر عن سبب ذلك الانتقام… لكن اليوم؟ نحنُ نتحدث عن حالة من حالات جلد الذات جراء ارتكاب ذنب لا يُغتفر، و صناعة الأسلحة وما تجلبه من دمار و خراب… و محاولة لطلب الغُفران من كائنات غير مرئية، شاعرين بالذنب جراء ما ارتكبناه من جريمة.
”سارة وينشيستر”، أرملة صانع الأسلحة الشهير” وليام وينشستر” تشعرُ بالذنب جراء ارتكاب المذابح الدموية بسبب أسلحتهم الحديثة -وقتها-، و بعد – أيضاً- وفاة صغيرتها الرضيعة “أني”، تشعر “سارة” أنها قد أصيبت بلعنة قد حولت حياتها لجحيم. فتقوم سارة ببناء أدوار و طوابق، إضافية لمنزلها، و تقوم بصناعة صورة طبق الأصل عن كُل مسرح جريمة تمت بمساعدة عن طريق أسلحتهم، لتستحضر الروح المُعذبة للشخص القتيل و تطلب منه الغفران، عسى أن يخفف ذلك عن كم الكرب و البؤس اللذان أصابا قلبها. و يحدُثُ أمر من إثنين; إن سامحَ الشبح، يذهب بلا رجعة من أرض الأحياء. و إن لم يرتضي بطلب الصفح، تقوم سارة و أعوانها باحتجازه في مسرح الجريمة المزيف، و تغلق الباب عن طريق دق 13 مسمار فيه من الخارج…. لماذا 13 تحديداً؟… لأن رقم 13 حسب ما ذُكر في الفيلم هو رقم مقدس، تخشاه الأشباح و الكيانات الأخرى.
حبكة الفيلم جيدة جداً، أدوار الممثلين و خصوصاً هيلين ميرين “سارة وينشيستر” لا مثيل له، قد مثلت جيداً دور المرأة البائسة المتشحة بالسواد طوال الوقت بسبب اللعنة و الحزن المرير اللذان دمرا حياتها.
الجدير بالذكر أن هناك أيضاً قصص مصورة تسمى (House of Penanse) أو منزل الكفّارة، تتحدث أيضاً عن عن سارة وينشيستر و منزل وينشيستر الممتلئ بالطوابق العشوائية غريبة الشكل… و لنا في مقال أخر تكملة عن قصة حياة “سارة وينشستر” الحقيقية.