سينما

فيلم Europa Report و حقيقة المجهول

بقلم محمد جمال: فيلم Europa Report و حقيقة المجهول

يشكل الفضاء لنا نحن البشر مصدرا دائما لبعض المشاعر داخل أعماقنا، فرغم كونه يمثل لنا الحد الأخير لفضولنا و رغبتنا للإستكشاف، هو كذلك يمثل مصدرا للخوف و الرعب، ولهذا لطالما سعت السينما إلى تمثيل هذا المزيج الساحر بين الفضول و الخوف.

منذ قدم لنا المخرج العبقري ريدلي سكوت تحفته الخالدة ” Alien” في مارس عام 1980، لتكون إحدى أهم الخطوات في سينما الخيال العلمي و الرعب الخاصة بالفضاء، و أصبحت فكرة المخلوق الشرير الذي يهدد مجموعة من مستكشفي الفضاء أحد أكثر الأفكار تكرارا منذ ذلك الوقت و حتى الأن.

ورغم كون الفكرة قد تم تقديمها بأشكال مختلفة بعضها جيد و بعضها عظيم و بعضها كذلك ردىء، إلا أنها قد أصابتها حالة التشبع، و أصبحت العديد من الأعمال مجرد تقليد رديء لفيلم رديلي سكوت الأصلي، لذا حين أقابل عملا إستطاع الخروج من تلك الدائرة الضيقة التي تم إختزال فيها أفلام رعب الفضاء يجب عليّ إعطائه حقه.

في عام 2013 قدم لنا المخرج الإيكوادوري سيباستيان كورديرو، فيلما أقل ما يوصف به بأنه ملحمة شاعرية مأساوية مرعبة، حيث قدم لنا فيلم  Europa Report

في البداية الفيلم هو فيلم من تصنيف الخيال العلمي، ويتبع نوع أفلام الـ Found Footage حيث الفيلم بالكامل هو عباره عن مجموعة من المشاهد التي تم تجميعها من كاميرات المركبة الفضائية و بذلات طاقمها.

يقص علينا الفيلم قصة خيالية تتبع طاقم بعثة استكشافية لقمر المشترى المسمى يوروبا، حيث تكمن مهمتهم في إثبات وجود الحياة على ذلك القمر الساحر و الغامض، ورغم حدوث العديد من المشكلات الكارثية التقنية، ومواجهة الطاقم للمجهول المرعب، و الرعب الذي ينتظرهم أسفل جليد يوروبا إلا أنهم يصارعون الكون ليثبتوا له بأن البشر يستطيعون التحدى.

إذا..سأحاول التحدث عن سبب إعجابي بالفيلم وسبب كونه أحد أعظم الأعمال التي تناولت إستكشاف الفضاء بدون حرق أيا من الأحداث.

حين تشاهد الفيلم، ستدرك شيئا فشيئا بأنه أقرب تجربة واقعية تحاكي السفر عبر الفضاء منذ فيلم أوديسة الفضاء تحفة ستانلي كوبريك الفنية، و ليس ذلك فقط، بل الفيلم كذلك يتعمق داخل المشاعر الإنسانية ويسرد لنا كيف يمكن للبشر التغلب على مصاعب الكون و على مشاعر الفقدان و الخوف كي يضحوا في سبيل إستكشاف حدود الكون و الإجابة عن الأسئلة التي لطالما دكت مضاجعنا.

من نحن ؟ .. من أين أتينا؟ ..ما هو موقعنا في الكون ؟.

تلك الأسئلة هي التي قادت طاقم البعثة ليوجه جمالا و رعبا لم يتخيلوه قط.

و أضيف كذلك، بأنه في وسط تكرار فكرة المخلوق الفضائي الشرير الذي يهدد أفراد الطاقم، إلا أن هذا الفيلم استطاع التفرد وسط الابتذال، وأن يسرد لنا حقيقة بأن الرعب الذي يواجه رواد الفضاء حقا، ليس مخلوقا شريرا ما، بل الكون ذاته، والمصاعب التي تواجه الإنسان حين يسافر عبر الفضاء.

في النهاية لا يمكنني القول سوى أن الفيلم كان تجربة متكاملة شاعرة مأساوية ستأخذك في أعماق المشاعر الإنسانية وكذلك في أعماق المجهول الكوني، وبلا أي شك هو تجربة تستحق المشاهدة.

اقرأ أيضاً

عن فيلم الغسالة دوران بلا هدف

افلام رعب نفسي مثيرة وغموض افلام اجنبي رعب نفسي

استمتع بسهرتك: 6 افلام رعب مخيفة عن قصص حقيقية لا تفوتها

زر الذهاب إلى الأعلى