قائمة مشاهير.. حلقة جديدة من فضائح إبستين
فضائح إبستين.. تظل العلاقة بين الجنس والسياسة موضع اهتمام لمئات الملايين من البشر، لما يمثله تداخل العنصرين من تداعيات خطيرة تصل إلى حد كتابة تاريخ جديد للأحداث.
ويرى العديد من علماء النفس أن السياسة والجنس يعكسان بعضهما البعض كرقائق سرية، لرغبات عميقة بعمق حياتنا البشرية، وهنا سنتعرف على أحدث حلقات الدمج بين الجنس والسياسة المعروفة باسم «تسريبات إبستين».
من هو إبستين؟
وُلد جيفري إبستين في ولاية نيويورك يوم 20 يناير عام 1953 لأسرة متواضعة الحال، فلم يكمل إبستين تعليمه الجامعي إلا أنه كان موهوبًا في الرياضيات ليحصل على وظيفة مدرس رياضيات في مدرسة خاصة بنيويورك في أواسط السبعينيات من القرن الماضي لمدة عامين.
وجاءت نقطة التحول في حياة إبستين عندما عرض عليه الثري «أيس جرينبيرج»، والد أحد طلبته، العمل لديه في مؤسسته المالية «بير ستيرنز»، حيث تولى إبستين خدمة كبار رجال الأعمال والمستثمرين، وكانت مهمته تقديم المشورة لهم حول مجالات الاستثمار المثالية.
وكان ليزلي فيكسنر صاحب ماركة الملابس الداخلية النسائية المشهورة «فيكتوريا سيكريت»، أبرز العملاء الذي تعامل معهم إبستين ليصبح مستشاره المالي لاحقًا.
وأسس إبستين شركته الخاصة عام 1982 ليحقق نجاحًا مدويًا بفضل الكاريزما في التعامل مع كبار الأثرياء حول العالم، حيث كان إبستين يرفض التعامل بأقل من مبلغ مليار دولار كي يستثمرها لأي شخص يرغب في توظيف ماله لديه.
بداية قصة إبستين والجزيرتين
اشترى الملياردير الأمريكي جيفري إبستين جزيرتين بالبحر الكاريبي كانت أولهما «ليتل سانت جيمس»، الممتدة على مساحة تبلغ 70 فدانًا في عام 1998، حيث أقام فيها بنية تحتية شاملة تضم مجمعًا سكنيًا ومهبطًا للمروحيات ورصيفًا للسفن وشواطئ خاصة، بالإضافة إلى عددا من الفيلات لكبار الزوار والضيوف.
وقام إبستين بشراء جزيرة «جريت سانت جيمس»، والتي تمتد على 160 فدانًا في عام 2016، بثمن بلغ وقتها 20 مليون دولار.
وعُرف إبستين بتعدد علاقاته مع رجال السياسة ونجوم الفن الذي كانوا ضيوفًا شبه دائمين على موائده أمثال، كيفن سبيسي ووودي آلان ودونالد ترامب وكلينتون، إلا أن الملياردير الأمريكي كان يتفادى الظهور في المناسبات العامة وحضور دعوات العشاء في المطاعم، وظل محافظاً على حياة خاصة بعيدة عن الأضواء.
الشرارة الأولى بالفضائح الجنسية
اتصلت امرأة بالشرطة عام 2005 لتخطرهم بتعرض ابنة زوجها البالغة من العمر 14 عاماً، لاعتداء جنسي على يد شخص ثري في حي بالم بيتش، لتقوم الشرطة بعرض صور بعض الأثرياء في المنطقة التي وصفتها الفتاة، ومن بينها صورة لإبستين لتتعرف عليه فورًا.
وشكلت تلك القضية نقطة الانطلاق لسيل من الفضائح الجنسية بعدما اكتشفت الشرطة تكرر الأمر مع مئات القاصرات المنحدرات من أسر فقيرة، إذ كان إبستين يمنح كل فتاة ما بين 200 إلى 300 دولار مقابل الزيارة الواحدة مع طلبه منهم أن يستقطبن غيرهن من الطالبات الصغيرات، بحيث تصبح الفتاة «وسيطة دعارة»، وتحصل على مبلغ مقابل جلب فتيات أخريات لإبستين، فاعترفت إحدى الفتيات بجلب أكثر من مئة فتاة للملياردير الأمريكي.
نفوذ إبستين يتدخل
تدخل نفوذ إبستين لمحاولة الإفلات من العقوبات الكبيرة المنتظرة عليه، فأبرم ألكسندر أكوستا، المدعي العام بالولاية وقتها اتفاقاً مع محامي المتهم على أن يقر إبستين بتهمة صغيرة ويُسجن مدة 18 شهراً ويُدرج اسمه في سجل المتهمين بجرائم جنسية، وذلك ليتفادي مواجهة أي محكمة فيدرالية، بالإضافة لمنع الكشف عن أسماء أي أشخاص ضالعين في القضية ومنع محاكمتهم، وهو ما يعد سابقة في تاريخ القضاء الأمريكي.
وحصل إبستين على معاملة خاصة في السجن، فكان يُسمح له بالبقاء 12 ساعة في اليوم خارجه، علمًا بأنه قد أُخلي سبيله بعد 13 شهرًا لحسن سلوكه ليقيم بعدها حفلًا كبيرًا، كان من بين المدعويين إليه الأمير أندرو دوق يورك.
واحتفظ إبستين بكامل ثروته بالرغم من إدراجه في قائمة الدرجة الثالثة من المتهمين بارتكاب جرائم جنسية في نيويورك، والتي تعني وجود احتمالية كبيرة لتكرار ارتكابه لمثل تلك الجرائم.
نهاية غامضة لإبستين
أُلقي القبض على إبستين مجددًا في يوم 6 يوليو 2019 لدى عودته من باريس على متن طائرته الخاصة، حيث داهم رجال المباحث الفيدرالي مسكنه الفخم في «مانهاتن»، وهو المكان الذي اُرتكبت فيه أغلب الانتهاكات الجنسية لتقوم الشرطة بمصادرة العديد من الوثائق التي تدينه.
وعُثر على إبستين متوفيًا داخل زنزانته يوم 10 أغسطس 2019، حيث رجحت التحقيقات قيامه بالانتحار شنقًا إلا أن ذلك الأمر لم يقنع فريق المحامين المدافعين عن الملياردير الأمريكي، لتبدأ العديد من نظريات المؤامرة في الظهور حول نهاية إبستين، الذي كان يستعد لمواجهة تهمة الإتجار بالبشر من أجل الجنس في تلك المرة، وليس مجرد استغلال القاصرات جنسيًا.
ونالت جيلاين ماكسويل عشيقة إبستين وشريكته السابقة حكمًا بالسجن لمدة عشرين عامًا في ديسمبر 2021، بتهم الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب الملياردير الأمريكي.
قائمة مشاهير متنوعة بوثائق إبستين
تضمنت الوثائق الأخيرة عن القضية أكثر من 1300 صفحة، حيث روت «سارة كيلين» إحدى الموظفات السابقة لدى إبستين عن علاقاته الوطيدة بمشاهير السياسة، مثل الرئيسين الأمريكيين السابقين دونالد ترامب، وبيل كلينتون، وظهر الأخير مرتديًا فستان أزرق وحذاء نسائي، فيما ظهر الرئيس الأوكراني زيلينسكي مرتديًا بدلة رقص وسط أنباء متضاربة عن صحة تلك الفيديوهات والصور المنتشرة في الأيام الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك ضمن الوثائق الخاصة بالقضية، حيث تأكد زيارته لجزيرة إبستين عشرات المرات وفقًا لجريدة «يديعوت أحرونوت» العبرية، بالإضافة للمخرج الشهير ذو الأصول اليهودية «وودي آلان».
وتضمنت الوثائق وجود ملكات جمال أجنبيات وفائز بجائزة نوبل في الكيمياء، لم تذكر اسمه بالإضافة للساحر الأمريكي الشهير ديفيد كوبرفيلد والمغني الراحل مايكل جاكسون، وذلك في حفلات إبستين المشبوهة.
وظهرت أسماء فنانين مشهورين بهوليود أمثال كيفن سبيسي، ليوناردو دي كابريو، وكيت بلانشيت، وبروس ويليس، وكاميرون دياز، إلا أنه لم تُوجه إلى أحد منهم أي تهم بارتكاب مخالفات.
وكشفت إحدى الوثائق عن إجبار إبستين لأحد القاصرين على ممارسة الجنس مع «آلان ديرشوفيتز»، أستاذ القانون السابق بجامعة هارفارد عدة مرات.
ويتوقع الكثيرون أن الأيام المقبلة ستحمل مزيدًا من المفاجآت في وثائق إبستين، التي قد تكشف مزيدًا من الخبايا والفضائح في عالم السياسة والمشاهير الذي يبقى دائمًا مادة خصبة للإعلام في جميع الأحوال.