قراءة في أوراق الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية.. ألغاز وأسرار
كأس الأمم الإفريقية.. انتهى الدور الأول لبطولة كأس أمم إفريقيا 2023، والذي حفل بدرجة عالية من الإثارة في ظل المفاجآت المدوية التي شهدتها البطولة بظهور قوى جديدة أعلنت عن نفسها بقوة في القارة السمراء، وذلك في الوقت الذي توارت فيه بعض المنتخبات الكبرى التي خيبت آمال جماهيرها، وهنا سنلقي الضوء على أبرز ظواهر الدور الأول.
الأسماك الصغيرة تعلن عن تواجدها
شهد الدور الأول تألقًا ملحوظًا لبعض المنتخبات ذات التصنيف الأقل في القارة السمراء، فشاهدنا غينيا الإستوائية تتصدر مجموعتها على حساب العملاقين نيجيريا وكوت ديفوار، علمًا بأنها قد ألحقت هزيمة تاريخية بأصحاب الأرض برباعية نظيفة، فيما نجح منتخب كاب فيردي في التأهل متصدرًا مجموعته التي ضمت معه منتخبا مصر وغانا اللذان تُوجا سويًا بـ11 لقبًا إفريقيًا، في الوقت الذي حقق المنتخب الموريتاني تأهلاً تاريخيًا لدور الـ16 على حساب الجزائر، وكذلك الحال للمنتخب الناميبي على حساب تونس.
الكبار يعذبون جماهيرهم
عانت بعض المنتخبات الكبرى في القارة من أجل حجز بطاقة تأهلها إلى دور الـ16، فانتظر المنتخب المصري الأكثر تتويجًا باللقب للحظات الأخيرة في مجموعته من أجل التأهل مستفيدًا بهدية من موزمبيق، التي تعادلت مع غانا في نهاية المباراة، فيما احتاج المنتخب الإيفواري صاحب الضيافة للانتظار حتى نهاية مرحلة المجموعات لحجز مقعده كرابع أفضل الثوالث في الوقت، الذي كان المنتخب الكاميروني قاب قوسين أو أدنى من الوداع المبكر للبطولة، بعد تأخره في النتيجة أمام جامبيا حتى الدقائق الأخيرة.
لغز غانا والجزائر
ودع منتخبا غانا والجزائر البطولة من الدور الأول للنسخة الثانية على التوالي في واحدة من ألغاز الكرة في القارة السمراء، فكلا المنتخبين يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين اللامعين في الدوريات الأوروبية، غير أن المردود العام ظهر باهتًا لأقصى درجة لتهب رياح التغيير عليهما سريعًا، بإقالة المديرين الفنيين كريس هوتون وجمال بلماضي على التوالي.
أسود التيرانجا جاهزة
أثبت المنتخب السنغالي جاهزيته للدفاع عن لقبه في النسخة الجارية من البطولة، إذ كان الوحيد الذي نجح في الصعود بالعلامة الكاملة وبمردود مقنع إلى حد كبير في ظل حفاظه على قوامه الأساسي الذي حقق النجاحات في السنوات الأخيرة، بالإضافة للتدعيم ببعض العناصر الشابة الجديدة، وهو ما جاء وفقا لرؤية مدروسة تسير عليها الكرة السنغالية منذ سنوات، مما أسفر عن احتلالها عرش القارة سواء على صعيد المنتخب الأول أو مراحل الشباب والناشئين، إلا أن أسود التيرانجا ستكون أمام اختبار شائك بدور الـ16 أمام المنتخب الإيفواري صاحب الضيافة، والذي سيسعى لاستعادة كبريائه الكروي أمام جماهيره بعد التأهل القيصري من الدور الأول.
أمير عبده
المدرب الصاعد بقوة في سماء الكرة الإفريقية بالسنوات الأخيرة، نجح في لفت الأنظار إليه بقيادة منتخب جزر القمر المغمور لتأهل تاريخي للنسخة الماضية من كأس الأمم، والتي شهدت قيامه بإقصاء المنتخب الغاني من الدور الأول قبل أن يخرج بشق الأنفس بالخسارة 1-2 أمام الكاميرون في دور الـ16، غير أن عبده نجح في تكرار ذلك الإنجاز مع المنتخب الموريتاني في النسخة الجارية، مطيحا بالجزائر من الدور الأول ليثبت كفائته بشكل لا يدع مجالا للشك.
نسوي يسرق الأضواء
نجح إيميليو نسوي مهاجم غينيا الاستوائية في سرقة الأضواء من كافة النجوم المشاركين بالبطولة، وذلك بفضل أدائه الرائع مع منتخب بلاده على مدار الدور الأول بتسجيله 5 أهداف كان لهم أثرًا واضحًا في التأهل لدور الـ16، ليثبت المهاجم البالغ من العمر 34 عامًا قدرته على العطاء بالمحفل القاري، بالرغم من تواجده مع فريق إنتر سيتي بدوري القسم الثالث الإسباني.
ارتفاع المعدل التهديفي ورقم مميز لنسوي
شهد الدور الأول للنسخة الجارية من كأس أمم إفريقيا تسجيل 89 هدفا بمعدل 2.47 هدف بكل مباراة، وذلك بزيادة واضحة عن الدور الأول للنسخة الماضية الذي شهد تسجيل 68 هدفا فقط.
وسجل إيميليو نسوي مهاجم غينيا الإستوائية أول هاتريك في كأس أمم إفريقيا منذ عام 2008، بعد تسجيله ثلاث أهداف في شباك غينيا بيساو، ليعتلي صدارة هدافي البطولة برصيد 5 أهداف، وهو الرقم الأعلى لأي لاعب بتلك المرحلة منذ نسخة 1970.
ومنتخب غينيا الإستوائية هو صاحب الهجوم الأفضل في الدور الأول برصيد 9 أهداف، فيما تعد منتخبات تونس، ناميبيا وتنزانيا الأقل تهديفًا برصيد هدف وحيد.
منتخبات نيجيريا، السنغال، مالي والمغرب هي الأقل استقبالًا للأهداف في الدور الأول برصيد هدفًا يتيمًا في شباكهم، فيما تعد منتخبات غينيا بيساو، موزمبيق وجامبيا الأكثر استقبالاً للأهداف في شباكهم برصيد 7 أهداف.