قصة حارة اليهود.. لماذا سميت بهذا الاسم؟
حارة اليهود، هي منطقة موجود بالقرب من شارع الموسكي في القاهرة وتتبع حي الجمالية، وحارة اليهود تضم حوالي 360 حارة، وكان الحي مقسما بين اليهود الربانيين واليهود القارئين، وبه 13 معبدا يهوديا، ولكن لا يتبقي منها إلا ثلاثة معابد، وهي معبد موسى بن ميمون، معبد أبي حاييم كابوسي، معبد بار يوحاي، ولم يسكن اليهود فقط الحارة وإنما كان يضم مسلمون ومسحيون أيضا.
لماذا تمت تسمية الحارة بهذه الاسم؟
مع بداية دخول أكبر جالية لليهود في مصر عام 1848 كانوا حوالي خمسة آلاف يهودي، فكر اليهود في مكان مخصص لهم للعيش فيه والتجمع بمكان واحد لممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية، فاختاروا حي الموسكي لأنه حي تجاري وهم كانوا يحبون الأشغال اليدوية وصنع الخزانات، وعملهم في الصاغة.
وأطلق على الشارع حارة اليهود لكثرة سكن اليهود به، ولأن معظم التجار التي يعملون فيه هم يهود أيضا، وأصبحوا في مصر أصحاب عقارات وشركات بعدد لا يمكن حسابه، كما اشتهر اليهود بتجارة الأقمشة والملابس والأثاث.
أشهر من سكن حارة اليهود
يعتبر أشهر من سكن حارة اليهود، هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أمضى طفولته وجزء من شبابه في البناية رقم 3 في حارة عدس بالخرنفش، وهو حي أثري ملاصق لحارة اليهود، ولا يزال المنزل الذي تربى فيه حتى التحاقه بالجيش قائم وموجود.
وقد خرج من هذه الحارة الكثير من الشخصيات المهمة من العلماء والشخصيات المؤثرة، مثل يوسف أصلان قطاوي باشا، وزير مالية مصر عام 1924 ووزير المواصلات عام 1925، كما خرج منها الكاتب المسرحي يعقوب صنوع «أبو نظارة، والذي تسببت إحدى مقالاته السياسية الساخرة في نفيه خارج البلاد بعهد الخديوي إسماعيل.
أخرجت حارة اليهود أيضا الكثير من ألمع الفنانين، مثل الفنانة كاميليا، وليلى مراد، والمخرج توجو مزراحي، والممثلة راقية إبراهيم، والممثلة نجمة إبراهيم، الفنانة نجوى سالم، وغيرهم الكثير.
أشهر أماكن لليهود في مصر
ممر بتلر
وهو من أشهر ممرات وسط البلد، وكان يعيش فيه أحد كبار رجال حارة اليهود يدعى «شار بتلر » وهو سويسري، بتلر امتلك الكثير من المنطقة في ذلك الوقت من ضمنهم أشهر الفنادق، فنادق شبرد، الجزيرة، سميراميس، الكونتينتال، مينا هاوس، الكوزوموبوليتان، وكانت لديه شركة هي التي أنشأت وأدارت فندق داود بالقدس، والممر سمي باسمه لأنه يصل بين عمارتين من ضمن ممتلكات السيد بتلر.
محالات شيكوريل
محل شيكوريل من أشهر محلات وسط البلد، حيث جاء شخص يدعى «مورينو شيكوريل» من أزمير عام 1910، وأنشأ محل صغير اسمه «أو بتي بزار» وكبر في هذا المجال وقد أنشأ العديد من المحلات لتصبح متجرا كبيرا معروفا، به الكثير من العمال والزبائن.
شركة بونتبوريمول
شركة «بونتبوريمولي»، وهي من أشهر شركات الديكور والأثاث في مصر، وأسسها هارون وفيكتور كوهين.
وحتى الآن، ما تزال حارة اليهود موجودة وتعتبر من أشهر الحارات في مصر، ولكن ليس بسبب وجود اليهود فيها، بل تشتهر بتجارة الجملة ومحال الإكسسوارات ولعب الأطفال، والذهب الصيني وما إلى ذلك، مما جعلها وجهة مفضلة للتجار من جميع الأنحاء، والكثير يعتبرها مكانا سياحيا لوجود المعابد الأثرية، وأيضا نجمة داود السداسية، المصنوعة من الحديد، أو المنقوشة بالحجر ، وموجودة على أبواب البيوت في حارة اليهود، رغم أنها خلت من آخر سكانها الأصليين بوفاة سيدة اسمها «ماري» كانت تعيش في الحارة.
وإلى جانب هذه النجمة الشهيرة، بقيت كذلك النقوش التي تدل على أصحاب البيوت، وتاريخ بنائها، مثل «موسى ليشع عازر 1922» ، القريب من منزل «شموئيل القرائي»، المنزل الذي عاش فيه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر 5 سنوات من عمره.