
كرسي عرفان
فيما سبق..
الكرسي..ذات يوم طلب (عرفان)من أحد الجان مساعدته في تسخير أكبر عدد ممكن من الجن، وقد ساعده بالافكار لصناعه كرسي يعد بمثابه عرش له وبه ما يملك زمام العديد منهم… أحضر جلود لماعز وضباع وغيرهم وجمعهم بجانب بعضهم بيخط سميك وطبع عليهم بعض التعاويذ والطلاسم بمساعده الجني، وبدأ ولمده يومين وأمامه ماعز مدبوحه بداخل إناء كبير، يكتب ورق به أسماء كل الجان وزعمائهم، يكتب بدم الماعز ويحول الورقه لمثلث بداخله ما يطلبه الجان للتسخير مثل أحجار معينه او دماء أو شعر وغيرها من طلبات غريبه .. وضعهم جميعاً بداخل هذا الكرسي، فأصبح هذا الكرسي عرشه ولكن ليس في بُعدنا… ولكن في البُعد الأخر، ما ان جلس عليه أصبح في عالم أخر يري الكيانات رؤيه العين.
بعد وفاة عرفان الغامضة، تم غلق المنزل تمامًا بواسطة الشرطة، وإعلان بيع محتويات المنزل بالمزاد العلني.
الآن..
(سالم)” يا سعد باشا، أنا جيت جري أبلغك أن العفش والحاجات اللي في بيت (عرفان) معروضه في المزاد، وأنا عارف أنك كنت عايز تشتري منهم حاجات عشان الأسياد ترضى علينا، يلا بينا نلحق المزاد من أوله”
(سعد) ” عفارم عليك يا سالم هصرفلك مكافأه، أنا مش عايز غير الكرسي، سمعت عنه حكايات ياما ولازم يبقي بتاعي، عشان سلطتي تكبر ونفوذي يطول مصر كلها”
*سعد*
*عضو بارز في مجلس الشعب، وأستخدم الدجل والشعوذة والرشوة في الوصول لمنصبه، وأحترف الدجل من فترة عشان يقرا الفنجال للوزير الفلاني أو يقرا الكف للمسؤول العلاني.*
راح (سعد) ومعاه المساعد بتاعه (سالم) للمزاد وكان فيه منافسه من أجل الفضول عند الناس عشان بس يتفرجوا علي محتويات البيت بتاع الدجال اللي كانوا بيسمعوا أصوات عفاريته بليل، لكن اللي عايز يشتري فعلًا هما اللي ليهم علاقة بموضوع الشعوذة، وبما أن (سعد) عضو مجلس الشعب وماسك أرواح ناس كتير في أيده؛ محدش قدر يعلي علي السعر اللي عرضه مقابل الكرسي وبعض الكتب.
أستلم (سعد) الحاجات اللي أشتراها وراح بيها لأوضه مخصصة في بيته للجلسات الروحانية اللي بيعملها، هو عارف كويس خطورة الكرسي اللي هو أشتراه وعارف أنه لو قعد عليه بدون ما الخُدام اللي فيه يسمحوا له ممكن يموت، زي ما حصل مع خادم(عرفان)، قرر بعد موت عرفان أنه يقعد عليه ويبقي ملك زمانه بس اللي حصل أنهم لقوه ميت فوق الكرسي ومتحلل في أقل من ٤ ساعات.
جمع(سعد) كل الشيوخ اللي هما أصلًا دجالين وخلاهم ياخدوا له الإذن يكون مالك الكرسي، وبلغوه أنه هيجيلو علامة سواء بالقبول أو بالرفض.
بعد كام يوم وكان قرب يضرب اليأس عقله، وخلاص قرب يفقد الأمل، جاله في الحلم كائن عجيب وكان قاعد علي كرسي عرفان، وقام وقاله الكرسي بقى ملك لك وشاور بأيده علي الكرسي، صحي (سعد) من النوم وراح للأوضه اللي فيها الكرسي وفضل واقف باصص للكرسي شوية ولسه خايف من مصير مبهم، يعني أحسن ما فيه أنه هيبتدي يشوف العفاريت زي ما بيشوف البني آدم، والاسوء أنه هيتحرق زي خادم عرفان، ومع ذلك الفضول وحب المال غلب كل الأفكار دي ودفعه يقعد فعلًا على الكرسي.. لحظه صمت .. اللي يشوف المشهد من بره يقول أنه مجرد واحد قاعد علي كرسي ومغمض عينه، لكن هو كان أنتقل للعالم الموازي ومصدوم من اللي شايفه وخايف بس مفيش مجال يتراجع، حاول يتكلم بس لسانه متلجم، ومش عارف يقول أيه مع أنه حافظ هيقول أيه وكل الدجالين اللي جم قالوله الصيغة المناسبة اللي يقدم بيها فروض الولاء والطاعة للأسياد ولما يرضوا عنه يبتدي يطلب اللي محتاجه، بس هو من كتر الخوف حسوا بأنه مش جدير بثقتهم وقرروا أنهم يستغلوه..
بعد فترة، تصرفات (سعد) كانت متغيرة مع كل اللي حواليه، مراته سابته وأولاده سافروا يكملوا تعليمهم بره بعد ما أخدو منه فلوس كتير هو مش حاسس بيها من كترها، وحقق كل اللي هو كان عايزه واكتر من مناصب وفلوس وشهرة ولكن لكل شيء ضريبة زي ما احنا عارفين، ولذلك كان بياخد أوامر بحاجات او ممكن يكون هو اللي حب يعمل كده، كان بينفذ عمليات قتل واغتصاب وبيسخر فيها ناس بالفلوس لتنفيذ الرغبات الشيطانية دي، وخلال الوقت ده كان بيخصص ساعه في يومه يختلي بنفسه في أوضه الروحنيات، ويقعد علي الكرسي ويبقى معاهم…مع كيانات العالم الآخر، وأبتدى صيته ينتشر أكتر في قدرته علي علاج الأمراض المستعصية وشغل رد المطلقة وجلب الحبيب ده، وفوق ده كله مكنش بياخد فلوس من الناس، الناس قالت بس ده شيخ ومبروك ومش دجال، مش عارفين أن ده فخ ليهم، وأنه مش بياخد فلوس لأنه مرتشي كبير وبيعمل صفقات مشبوهه بتدخله فلوس كتير.
لحد ما في يوم حد من ولاده زاره في قصره الكبير اللي بناه في البلد، وقاله أنت مش أبويا أنت أكيد بقيت واحد تاني، من كتر الجحود والمقابلة الجافة اللي قابله بيها، والخدم نقلوا الكلام ما بينهم وأبتدت الإشاعات تنتشر في البلد أنه لابسه عفريت، ده أكيد من أعماله وحاجات شبه كده.
ولما وصل ل(سعد) الكلام المنتشر عنه، غضب عشان هو فاكر أنه بيعمل خير للناس وأزاي هما ساخطين عليه كده، بس من بعدها حصلت حوادث متفرقة، كان كل يوم لازم يموت واحد من أهل البلد بطريقة غريبة، يبقي ماشي وفاجأه يصرخ كأنه شاف حاجه مرعبة ويقع ميت، وهكذا واللي كان بينجو من الموضوع ده كان بيقول أنه شاف شبح (عرفان) !! بس شكله مرعب وليه قرون، وده يفسر ليه الناس كانت بتموت بالسكتة القلبية.
في جلسة من جلسات (سعد) مع شياطينه من خلال الكرسي الملعون، كانت روح سعد بتستغيث.. محبوس في العالم الآخر، وبيكلم (عرفان) اللي قرينه بقى محتل جسد (سعد) دلوقتي، وبيترجاه يسيبه يرجع لبيته واولاده وجسمه بدل ما هو محبوس في عالم أخر، ولكن عرفان قاله” أنت مكنتش أد الكرسي من الأول، أنا كان عندي فرصة أرجع من خلال المساعد بتاعي لأنه أول حاجه عملها أنه قعد علي الكرسي بتاعي عشان ياخد ملكي بس أنا أناني وكنت عامل طلسم أقدر أربط روحي بيه في الكرسي ده، وأول مغفل يقعد عليه لو مش قده هيبقي مصيره ..مصيره اللي أنت شايفه دلوقتي ده”
مخلصتش ومش هتخلص قصة (عرفان)، لكن الوضع بقي أمان الي حد ما، من بعد ما أهل البلد حرقوا بيت (سعد) عشان كانوا مقتنعين انه السبب في اللي بيحصلهم، أتحرق (سعد) ..وأتحرقت كل حاجه في البيت، معادا الكرسي، منتظر المغفل الجديد..
فين الباقي؟