كل شخص فريد من نوعه في قدرته على هضم الدهون
الناس لديهم استجابات فردية للغاية لتناول وجبة عالية الدهون.. فقد درس باحثون من جامعة كاليفورنيا ديفيز ردود الفعل الالتهابية من 20 متطوعًا مباشرة بعد الأكل وبعد 3 و 6 ساعات بعد تناول وجبة موحدة تحتوي على 38 في المئة من الدهون، وكانت ردودهم فريدة من نوعها تمامًا؛ أي لم ينتج اثنان منهم نفس رد الفعل.
جميعنا سمعنا كلمة الالتهاب ونظن أنها مرض أو شيء ضار، لكنها في الواقع شيء طبيعي جدًا يقوم به الجسم للحفاظ على توازنه ولمقاومة الأمراض.
يعد الالتهاب الذي يتم تعريفه على أنه مجموعة من الاستجابات التي يقوم بها الجسم لإخبار خلايا الدم البيضاء بقدر رد الفعل الذي يجب أن تقوم به لاحداث إتزان في الجسم، وهو رد فعل طبيعي على تناول وجبة، خاصةً التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون.. حيث أن الجسم يكون في حالة طوارئ ويجب أن يحدث رد فعل لإعادته لاتزانه.
الالتهاب ببساطة آلية دفاعية في الجسم كمحاولة للجسم لحماية نفسه.. كما أنه جزء من استجابة الجسم المناعية. وقد أظهر كل متطوع قدر مختلف من الاستجابة الالتهابية واستغرق وقت مختلف حتى تصل تلك الاستجابة لذروتها، كانت الوجبة التي أكلها المتطوعون هي عبارة عن هامبورجر مع بطاطس مقلية وكوب مياه غازية.
يقول الباحثون أنه لا بأس بتناول وجبة بهذه الكمية من الدهون يومًا أو يومين في الأسبوع إذا كنت شابًا، رغم التأثير الالتهابي الشديد الذي تحدثه والذي من الممكن أن يتسبب في تلف الخلايا. ولكن جعل هذا الطعام هو الطعام الرئيسي للشخص لفترة طويلة يؤدي بالضرورة لأضرار جسيمة.
رد فعلنا على تناول وجبة غنية بالدهون يحدد مقدار السمنة التي تحدث للشخص، فكثيرين من الناس نراهم يأكلون كل ما يريدون ولا يصابون بالسمنة بينما هناك أشخاص يأكلون طعامًا صحيًا ورغم ذلك تزداد أوزانهم، وهذا بسبب قدرة جسم الشخص على التعامل مع الدهون.
لكن هؤلاء الذين يستطيع جسمهم التعامل مع الدهون بشكل جيد لا يغترون بتلك القدرة، فكثر الضغط على الجسم وإعطاءه كميات هائلة من الدهون بشكل مستمر يؤدي بالضرورة لضعف قدرته على التعامل معها وبالتالي للوصول للسمنة خصوصًا مع تقدم العمر.