حكاياتحكايات وأماكن

كنوز مصرية.. متحف جاير أندرسون

متحف جاير أندرسون.. تزخر مصر بالآثار والمتاحف التي تحتوى على كنوز من عبق التاريخ، فمنها الفرعوني، اليوناني، الروماني، القبطي والإسلامي لنجد أنفسنا أمام لوحة فنية قلما تشاهد مثلها، وهنا سنتعرف على أحد تلك الكنوز، وهو متحف جاير أندرسون.

من هو جاير أندرسون؟

وُلد جاير أندرسون في بريطانيا عام 1881 ليرحل إلى مصر عام 1904 ليصبح طبيبًا بالجيش الإنجليزي أثناء فترة الاحتلال قبل أن ينتقل كطبيب بالجيش المصري عام 1907، حيث أصبح مساعدًا للتجنيد برتبة رائد عام 1914 قبل أن يتقاعد من الخدمة عام 1919 ليصبح كبيرًا لمفتشي وزارة الداخلية، وأخيرًا سكرتيرًا مقيمًا للمنطقة الشرقية البريطانية في القاهرة.

قصة عشق مع الحضارة المصرية

تقاعد أندرسون عن العمل العسكري والسياسي عام 1924، وهو يبلغ من العمر 43 عامًا إلا أنه رفض العودة لبريطانيا بسبب حبه الشديد لمصر التي وصفها في مذكراته الموجودة حاليًا بمتحف «فيكتوريا والبرت» بلندن بالأرض المحببة إلى قلبه، والتي قضى بها أجمل أيام حياته، فقام بدراسة علم المصريات، ووقع في حب المعمار الإسلامي حيث حرص على اقتناء مجموعة كبيرة من الآثار التي تنتمي لحقب مختلفة.

بداية فكرة المتحف

يحتوي ميدان أحمد بن طولون المتواجد بحي السيدة زينب على منزلين أثريين يعود تاريخهما إلى العصر العثماني، حيث ينتسب الأول للمعلم عبد القادر الحداد والذي أنشأه عام 1631، فيما ينتسب الثاني للحاج محمد بن سالم الجزار (أحد أعيان القاهرة) عام 1540، حيث يجمع المنزلين بين الطراز المعماري المملوكي والعثماني ليشتهر كلا منهما باسم «بيت الكريتيلية»، وذلك نسبة إلى آخر أسرة أقامت بهما، والتي كانت وافدة من جزيرة «كريت».

وكاد المنزلين أن يتعرضا للهدم عام 1928 حين أرادت الحكومة المصرية توسيع محيط مسجد أحمد بن طولون، فقامت بإخلاء كافة المنازل الآيلة للسقوط، والتي كانت تحجب المسجد عن الرؤية، إلا أن لجنة الحفاظ على الآثار العربية اعترضت على هدمهما لكونهما في حالة جيدة.

وتقدم جاير أندرسون بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية عام 1935، من أجل استئجار المنزلين على أن يقوم بترميمها وتأثيثهما على الطراز الإسلامي، بالإضافة إلى قيامه بعرض مجموعته الأثرية من المقتنيات الفرعونية والإسلامية وما جمعه من بلدان أخرى؛ مثل الهند، الصين، تركيا، إيران وسوريا من خلال عملية الشراء من البيوت الأثرية.

وتم الموافقة على طلب أندرسون ليحصل على إيجار المنزلين، بتصريح من الملك فؤاد الأول مقابل 6 قروش شهريا ليقيم فيه مدة سبع سنوات حتى عام 1942، الذي عاد فيه إلى إنجلترا بسبب مرضه الشديد قبل أن يتوفى عام 1945، ليتم دفنه في قرية «لافينهام».

وأوصى أندرسون أن يصبح ذلك الأثاث بمقتنياته ملكًا للشعب المصري بعد وفاته أو رحيله من مصر، على أن يتم تحويل المنزلين إلى متحف يحمل اسمه.

نظرة من داخل المتحف

– تبلغ المساحة الكلية للمتحف 24000 متر، حيث يتكون من 29 قاعة تتميز بأسقفها الخشبية المزينة بالزخارف النباتية والهندسية بالإضافة لتواجد سبيل به بئر.

– ارتبط البئر تاريخيًا بأسطورة عن العشق، فيُقال أن الرجل يستطيع أن يري وجه حبيبته منعكسًا به في الليالي القمرية.

– يضم المتاحف قاعات متخصصة في الفن منها ‏الهندية، والصينية، والدمشقية والفارسية والبيزنطية والتركية والبريطانية، حيث تحتوي كل منها على أثاث من نفس طراز اسم القاعة، بالإضافة إلى قاعتي الولادة والعرائس.

– أبرز القاعات هي قاعة الملكة «آن ستيوارت» أولى ملكات بريطانيا العظمى والتي تحمل طابعًا أوروبيًا، وكذلك القاعة العثمانية التي تضم كرسي العرش الذي تم تنصيب الخديوى إسماعيل عليه لحكم مصر.

– يضم ‏المتحف مجموعة قاعات تتبع عمارة المنزل منها الحرملك، وقاعتي الرجال الشتوية والصيفية وقاعة ‏الاحتفالات، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات المستحدثة مثل قاعتي أبواب الكريتلية، وروائع الكريتلية.

السينما العالمية تستفيد من المتحف

وقع اختيار المخرج البريطاني، لويس جلبريت، على المتحف لتصوير فيلم «الجاسوس الذي أحبني» عام 1977، للبريطاني روجر مور، ليُصبح أحد أجزاء سلسلة الأفلام العالمية الشهيرة باسم «جيمس بوند».

زر الذهاب إلى الأعلى